انحصر التنافس في التشريعية بين انصار الرئيس: انطلق الموسم الثالث للفرز فمن سينتصر ؟

كلما ذكر الرئيس ومشروعه أتى على ذكر على أنصاره وهم مبعث حيرة ولدت عشرات الاسئلة بشأنهم. من هم ؟ هل هناك ما يوحدهم ؟

هل هم كيان واحد متجانس ام مجموعات متناحرة؟. ويبدو ان الاجابات ستتضح في الايام القليلة القادمة بعد ان افتتح موسم فرز جديد اسمه الانتخابات التشريعية.
في برنامج حواري بث على قناة التاسعة مساء الثلاثاء الفارط كشف ضيفان من انصار الرئيس ومشروعه عن انطلاق موسم الفرز الثالث. والفرز هو المصطلح الذي لجأ اليه الرئيس منذ سنة تقريبا ليقسم التونسيين بين وطنين صادقين وآخرين لا يسمّيهم. قبل ان يعود في بداية العام الجاري ليقسم التونسيين الى ثلاث اصناف، اولهم مواطنون وطنيون صادقين مخلصين. والصنف الثاني انتهازيون وطامعون والصنف الثالث لم يذكرهم بالاسم واكتفى بالتلميح الى صفة التآمر والخيانة.
هذا التقسيم الذي اعتمده الرئيس استند بالاساس الى عامل وحيد وهو دعم خياراته السياسية والانتصار لمشروعه حتى وان كان في تلك الفترة مجهولا لدى شرائح واسعة من التونسيين، اليوم تعود الجولة الثالثة من الفرز وهذه المرة لم يعلنها الرئيس وانما اعلنها انصاره حينما افتتحوا مواسم الصراعات بينهم.
فضيفا برنامج «رندفو9» ممن انتصروا منذ 25 جويلية 2021 للرئيس وناصروا خياراته السياسية كشفوا عن بداية تصدع اصاب هذا الخليط غير المتجانس من الانصار والسبب حتى وان لم يعلن عنه اي طرف هو التنافس الانتخابي ومحاولة الظهور بمظهر «الفرقة الناجية» او الاكثر طهورية وتمثيلا لفكر الرئيس.

تنافس ادى الى تعثر بعض المجموعات في مرحلة جمع التزكيات ومنها بالاساس حراك 25 جويلية الذي قدم نفسه لاكثر من سنة على انه لقاء لشخصيات مقربة من الرئيس وداعمة له وعزز سرديته بان استضاف اسماء وازنة من محيط الرئيس ومقربيه على غرار احمد شفتر وغيره لتأثيث انشطته او ندواته الصحفية.

حراك قدم نفسه على انه الكيان السياسي المعبر عن لحظة 25 جويلية وما تمثله من امتداد شعبي، وكان هذا التقديم الى غاية حملة الاستفتاء محل قبول وصمت من «المتطوعين» وهم الفرقة الاولى التي كانت مع للرئيس حتى قبل ان يقرر الترشح للانتخابات وقادت معه الحملة التفسيرية قبل ان تنتقل بعض الوجوه منها بين مجموعات مختلفة تقدم نفسها على انها ايضا امتداد لـ25 جويلية.

25 جويلية 2021 ليس فقط حدثا سياسيا «هام» في التاريخ التونسي الحديث ايا كان الموقف من السياسي من الاجراءات، بل هو لحظة فارقة في مسار الرئيس وجماعاته، فهي اللحظة التي معها برز تشكل جديد لمحيط الرئيس وبرزت نوازع لعدة اطراف سياسية سواء أكانت احزابا او مجموعات الى استثمار اللحظة وتحقيق مكسب سياسي. لتتشكل مجموعات متناقضة. مجموعة المشروع او من يعتبرون انفسهم متطوعين وابناء له، وهؤلاء لم يبخلوا عن تقديم المشورة او الحضور في انشطة مختلف المجموعة المنتسبة لـ25 جويلية التي تشكلت بعد الاعلان عن الاجراءات الاستثنائية ومثلت مجموعات جديدة تناصر الرئيس وتطمح الى ان تكون الذراع التشريعي له .

بهذا تشكلت ثلاث عائلات رئيسية يمكن ان توزع عليها المجموعات المناصرة للرئيس، المشروعيين او المتطوعين وهؤلاء اليوم يتقدمون الى الانتخابات التشريعية في اطار تحالف غير رسمي باسم «لينتصر الشعب»، ينافسون بشكل مباشر احزابا سياسية داعمة بدورها لمسار 25 جويلية وللرئيس وهي بدورها تنتسب الى عائلة «25 جويلية» التي تضم ايضا مجموعات غير منتظمة غير مهيكلة ثم مجموعة القانونيين التي اختفت بعد المصادقة على الدستور الجديد ومن ظل منها انتسب الى ائتلاف «لينتصر الشعب». لنكون اليوم في مرحلة فرز جديد، سقطت في بدايتها المجموعات من بينها حراك 25 جويلية ويبدو انها لن تكون الوحيدة التي ستقصى من المشهد الذي يختزل اليوم في صراع انتخابي يبن انصار الرئيس من منهم اكثر ولاء وتعبيرا عن المشروع، الاحزاب او المتطوعون.

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115