على خلية الأزمة بين المدرسين والدولة : آليات التعليم الفاشلة أجيال متضررة ..وتدهور مستوى التعليم

على خلفية ما يحدث بين المدرسين ووزارة التربية وعدم تمكن الاف التلاميذ من الالتحاق بصفة جزئية او كلية بمقاعد الدراسة نعود على بعض آليات التعليم

التي اثبت النتائج المدرسية من سنة الى اخرى فشلها مقابل مواصلة الدولة لنفس المنهج غير مبالية بالضرر الذي لحق بالأجيال.
ذكرنا في مقال سابق بان التلاميذ خسروا الى حد اليوم اكثر من نصف الثلاثي الاول بسبب عدم التوصل الى اتفاق بين الطرف الاجتماعي ووزارة التربية ورفض الطرف الاجتماعي لمقترحات سلطة الاشراف والتحاق منظوريهم بمدارسهم متمسكين بحقهم .
اولى الاليات التى سنعود عليها اليات التشغيل الهش التى عمدت الدولة الى استعمالها في قطاع التعليم وتشغيل معلمين وأساتذة نواب دون انتدابهم بصفة رسمية نتيجة الوضعية المالية للدولة والتى تواصل فيها الى حد اليوم تطبيقا لمطالب صندوق النقد الدولي الذي يشترط غلق باب الانتدابات رغم النقص الفادح في الموارد البشرية في التعليم والتى تقدرها نقابات التعليم بحوالي 4 الاف مدرس في التعليم الثانوى فقط اضف الى ذلك تمكينهم من رواتبهم لمدة تجاوزت السنة ونصف السنة وقد اثرت كل هذه العوامل على المدرس بدرجة اولى ثم على المتلقى بدرجة ثانية، بالتالي خلقت الدولة اليات هشة في قطاع التعليم الذي يعد من بين اهم القطاعات، كان من المفترض ان توفر له ضمانات اساسية اولها مادية مع ظروف عمل جيدة وبنية تحتية محترمة.
هذه نقطة من بين عدة نقاط ادت الى التدهور الذي يعانى منه قطاع التعليم اليوم الى جانب ملف الاصلاح التربوى الذي ظل يرحل من حكومة الى اخرى والمتضرر الاول والأبرز هو التلميذ ومؤشرات الوزارة حول الانقطاع المدرسي خلال السنوات الأخيرة ونتائج الامتحانات الوطنية ومعدلات المواد العلمية خير دليل .

وقد بلغ عدد المنقطعين عن الدراسة في الموسم الدراسي الماضي حوالي 69 ألف تلميذ وفق تصريحات وزير التربية خلال الاطلاع على سير امتحانات بكالوريا 2022 ووصل في سنوات سابقة الى قرابة مائة الف منقطع عن الدراسة سنويا في ظل عدم ايجاد حلول امام هذه الظاهرة خاصة وان حوالي 30 الفا منهم لا ينخرطون في التكوين المهنى ولا يحصلون على فرصة عمل هذا وتختلف النسب من ولاية الى اخرى وفق المسح الاخير للمعهد الوطنى للإحصاء حول نظرة السكان في تونس الى الامن والحريات والحوكمة المحلية الصادر في شهر جويلية 2022.
اولا بالنسبة لانقطاع المدرسي لدى الذكور ، اشار المسح الى ان 22.8 % من السكان الذين لديهم ابناء ذكور انقطعوا عن الدراسية وتبلغ هذه النسب اقصاها في الشمال الغربي -31.9 %-، ويعود سبب الانقطاع اساسا الى الفشل في الدراسة بنسبة 50.6 % كذلك العزوف التام عن الدراسة بنسبة 40 % ثم عدم قدرة الاسرة على تحمل المصاريف.

ثانيا وفي ما يخص ظاهرة الانقطاع المدرسي لدى الاناث ، فقد صرح ان 13.5 % من السكان الذين لديهم بنات ينقطعن عن الدراسة وتبلغ هذه النسب اقصاها في الوسط الغربي والجنوب الشرقي حوالي – 18 %- ويعود سبب الانقطاع بالأساس الى الفشل في الدراسة ولنفس الاسباب الاخرى لدى الذكور
في نفس السياق قال وزير التربية في مداخلة اذاعية قبل العودة المدرسية الحالية ان 25 % من تلاميذ السادسة ابتدائي خضعوا لمناظرة السيزيام وان 71 % منهم لم يتحصلوا على المعدل في مادة الحساب و45 % منهم لم يتحصلوا على معدل في مادة العربية و43 % منهم لم يتحصلوا على معدل في مادة الفرنسية كما قال ان 17 % فقط من التلاميذ التاسعة اساسي اجتازوا مناظرة النوفيام ونتائجهم لم تختلف كثيرا عن نتائج مناظرة السيزيام..

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115