جبهة الخلاص والدستوري الحر في مسيرتين منفصلتين يوم أمس: ...حتى معارضة الرئيس لـم توحدهما

عاد كل من الحزب الدستوري الحر وجبهة الخلاص الوطني إلى مواجهة رئيس الجمهورية قيس سعيد من جديد عبر تجييش الشارع التونسي ضدّه من خلال تنظيم

مسيرتين منفصلتين رفعا خلالها عدة شعارات مناهضة لسياسات الرئيس والقرارات والمراسيم التي يصدرها بين الحين والآخر وانفراده بالسلطة وتأزم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وفقدان عدة مواد استهلاكية وارتفاع الأسعار، تحركات المعارضين تأتي بالتزامن مع إحياء الرئيس للذكرى 59 لعيد الجلاء حيث شدد خلال إشرافه بروضة الشهداء بمدينة بنزرت على موكب إحياء الذكرى على أنه سيواصل العمل على نفس النهج الذي انطلق منه وسيعيد المجد لتونس بتضافر كل الجهود، مؤكدا أنه «سينقذ الدولة التونسية وشعبها من براثن كل هؤلاء الذين يعبثون أو يحاولون العبث بمقدرات الشعب التونسي».
تعزيزات أمنية كبيرة شهدتها شوارع العاصمة التي احتضنت مسيرتي جبهة الخلاص الوطني والحزب الدستوري الحر، خاصة شارعي الحبيب ثامر والحبيب بورقيبة، وقد استنكرت جبهة الخلاص في بيان لها ما أسمته التضييق الأمني الواسع والتعطيلات التي تعرض لها أنصارها في جهات البلاد الداخلية في طريق التحاقهم بالعاصمة، محملة وزير الدّاخليّة شخصيّا مسؤوليّة هذه الانتهاكات وما قد ينتج عنها من توتر وتعبير عن الغضب، واعلنت عن عزمها مقاضاته وكلّ من يثبت تورّطه في تعطيل حقّ التّظاهر المكفول بدستور الثّورة.
شعارات عديدة مناهضة للرئيس
يوم أمس كان حافلا بالتحركات والأحداث كان اللاعبين فيها الرئيس وخصومه والمتصارعين فيم بينهم أي جبهة الخلاص الوطني والحزب الدستوري الحر، وخلال المسيرة التي نظمتها جبهة الخلاص والتي جاءت تحت عنوان «مسيرة الإنقاذ» والتي انطلقت من ساحة العملة في شارع الحبيب ثامر في اتجاه المسرح البلدي بشارع الحبيب بورقيبة رفع خلالها المشاركون العديد من الشعارات على غرار «الشعب يريد إسقاط النظام» و«حريات حريات دولة البوليس وفات» و«الشعب يريد ما لا تريد» و«الشعب يريد عزل الرئيس» و«ولادنا كلاهم البحر وقيس لا حس ولا خبر» و«يسقط يسقط الانقلاب» و«ارحل» و«ها سعيد بابورك زفر» و«يا شعب يا ضحية ايجا شارك في القضية» و» لا ايسونس لا مازوط والشباب كلاه الحوت» وشعب تونس في خطر والشباب كلاه البحر» و«بالروح بالدم نفديك يا جرجيس» وغيرها من الشعارات المطالبة بإسقاط الانقلاب والتنديد بالوضع التي وصلت إليه البلاد على جميع المستويات والتضامن مع أهالي ضحايا غرق المركب في جرجيس خلال هجرة غير نظامية.
البلاد في حالة غليان
أكد رئيس الجبهة أحمد نجيب الشابي خلال المسيرة أن البلاد في حالة غليان في حي الانطلاقة وحي التضامن وفي جرجيس وفي بنزرت وفي كل مكان واعتبر أن ما جناه التونسي بعد عام ونيف من الانقلاب مزيدا من الفقر والبطالة وغلاء المعيشة وقليلا من المواد الأساسية، مشيرا إلى أن الرئيس يستهين بالحصار الداخلي ويصدر المراسيم التي تغتال إرادة الشعب ويستفرد بالسلط وبات معزولا بسبب مراسيمه وقراراته والجميع نفضوا يديهم منه. وأضاف أن الجبهة تتظاهر في جهة وأحزاب أخرى معارضة في الجهة الثانية كما أن الأحزاب الأخرى تتهيأ للخروج إلى الشارع خلال الأسبوع المقبل والاتحاد العام التونسي للشغل خرج قويا من الامتحان الذي مر به بعد تنفيذه الإضراب العام في الوظيفة العمومية وإضراب القضاة.. وبين أن الرئيس يتهيأ حاليا للانتخابات التشريعية والتي ولدت ميتة بعد إعلان أغلب الأحزاب السياسية عن مقاطعتها.
تضييقات أمنية على مسيرة الدستوري الحر
قام الحزب الدستوري الحر نم بدوره مسيرة للتعبير عن معارضة حكم الرئيس قيس سعيّد والتنديد بالأوضاع الاقتصادية والاجتماعية المتدهورة»، مسيرة رفع خلالها الحزب شعارات عديدة على غرار «ارحل» و»قيس غير شرعي يجب أن يرحل» و»وينو البنزين» و«وفات المسرحية لا قيس ولا خوانجية» و«لا حلول اقتصادية في ظلّ حكومة غير شرعية» و«سيب الخبز سيب السميد وينو الحليب» و»غضب غضب فدينا الشعب تعب» و«يا مواطن يا موجوع زاد الفقر زاد الجوع» و»يا حكومة عار عار الأسعار شعلت نار» و»ما عادش ساكتين لا حليب ولا بنزين» و»يا شعب يا مهموم حكموا فيك بالمرسوم» وعدة شعارات أخرى مناهضة للرئيس ورافضة لسياساته والتنديد بغلاء الأسعار وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية.
تغيير مسار المسيرة
هذا وحسب تصريح رئيسة الحزب عبير موسي فقد تعرضت للتضييق الأمني ومنعت أنصار الحزب القادمين من داخل العاصمة وخارجها من الالتحاق بنقطة التجمع بساحة الجمهورية وتم تعطيلهم قبل الوصول إليها، وحملت مسؤولية ذلك لرئيس الجمهورية، لاسيما بعد إصابة 15 شخصا بأضرار بدنية متفاوتة خلال الاشتباكات مع القوات الأمنية ، استوجبت نقل 07 منهم إلى مؤسسات استشفائية حسب تأكيدات الحزب. ويشار إلى أن مسيرة الدستوري الحر انطلقت من «الباساج» في اتجاه شارع محمد الخامس، لكن قوات الأمن منعتها من ذلك باعتبار أن المسار المرخص لها كان من الباساج في اتجاه مقر وزارة التجارة .
حجز مبالغ مالية متفاوتة
هذا وأفادت وزارة الداخلية في بلاغ لها أمس بأنّه تمّ ضبط 4 أشخاص بأماكن مختلفة من محيط التحركات الاحتجاجية التي نفذت أمس بالعاصمة بمناسبة إحياء ذكرى عيد الجلاء، بحوزتهم مبالغ مالية متفاوتة (12 ألف دينار، 1190 دينارا، 2000 دينار و1200 دينار)، فضلا عن حيازة أحدهم على علبة غاز مشل للحركة، مبينة أنه باستشارة النيابة العمومية أذنت باتخاذ الإجراءات القانونية في شأنهم. وأوضحت الوزارة في ذات البلاغ أنّه خلافا لما تمّ الترويج له من مغالطات حول وجود تعطيل لوسائل النقل، تزامنا مع تنظيم هاتين الوقفتين الاحتجاجيتين، فإنّ الوحدات الأمنية قامت بتأمين عمليات التنقل لمختلف وسائل النّقل بجميع الجهات، عدى البعض منها التي تم تحرير محاضر ومخالفات في شأنها والحجز عند الاقتضاء طبقا للقانون وبعد استشارة النيابة العمومية، بسبب مخالفات مختلفة على غرار عدم التحوز على بطاقة رمادية، انتهاء صلوحية البطاقة المهنية أو استعمال رخص سياقة معلقة بالنسبة إلى سائقي الحافلات. كما أكدت أن المؤسسة الأمنية تقوم بواجبها في تأمين المتظاهرين من جهة والحفاظ على الأمن العام وحماية الممتلكات العامة والخاصة من جهة أخرى في كنف تطبيق القانون والحياد التام واحترام حقوق الإنسان.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115