احتجاجات في ولاية بنزرت وفاجعة في جرجيس مع توترات اجتماعية وسياسية... اليوم إحياء الذكرى الـ59 لعيد الجلاء بالتزامن مع مسيرات معارضي الرئيس

في 15 أكتوبر1963، ويأتي إحياء الذكرى في هذه السنة في ظروف صعبة وتطورات وأحداث متشابكة ومعقدة، حالة احتقان كبيرة في جرجيس بعد فاجعة غرق مركب هجرة غير نظامية يقلّ 18 من أبناء الجهة واحتجاجات في مناطق أخرى على غرار بنزرت وحي التضامن إلى جانب الأزمة غير المسبوقة في تزويد السوق المحلية بالمواد الاستهلاكية وتوترات المناخ الاجتماعي والصراعات السياسية وغيرها من الأحداث التي تثير جدلا كبيرا تنضاف إليها تحركات معارضي الرئيس ودعوتهم الشعب للنزول إلى الشارع، في هذه السنة سنحيي ذكرى الجلاء بالتزامن مع مسيرتين منفصلتين لجبهة الخلاص الوطني والحزب الدستوري الحر.
رفض عدد من أهالي ولاية بنزرت تجميل المدينة وتنظيفها بمناسبة الاحتفال بعيد الجلاء يوم غد 15 أكتوبر بغاية أن يراها المسؤولون على وضعها الحقيقي دون مغالطات، وقد أمضوا على عريضة في هذا الشأن، وفق ما أكده رئيس بلدية بنزرت كمال بن عمارة في تصريح له لـ«اكسبراس أف أم»، وقد شدد على أن بنزرت تعاني من مشاكل عديدة ووضعية متأزمة في عديد الجوانب. وأشار إلى أنه وحسب القانون هو مطالب بالاستجابة لطلبهم مضيفا أن العريضة مشروعة جدا. وبين أن والي بنزرت قد اتهمه بالتقاعس عن القيام بواجبه وأنه سيسخر أعوان البلدية للقيام بتزويق المدينة.
مطالب أهالي بنزرت
لم يقتصر الرفض على هذه العريضة بل تم توجيه رسالة إلى رئيس الجمهورية قيس سعيد لتذكيره بمفقودي أبناء الجهة في الهجرة غير النظامية منذ أوت الفارط والذين مازال مصيرهم مجهولا إلى جانب المطالبة بإقالة والي الجهة وإصدار قرار يقضي بأحقية الانتداب لأبناء بنزرت في الشركات المنتصبة بالجهة والإذن بالتسريع في أشغال بناء القنطرة الجديدة وكورنيش بنزرت وغيرها من المطالب وانتظارهم لإجراءات جديدة من الرئيس تخص الجهة وعدم تذكرها فقط بمناسبة الاحتفال بذكرى عيد الجلاء. في الجهة المقابلة وضعت المندوبية الجهوية للثقافة ببنزرت بالتعاون مع ولاية بنزرت برنامجا احتفاليا متنوعا وجامعا لكل ألوان الفنون والإبداع وشاملا لجميع مناطق الولاية .ووفق تصريحات إعلامية للمندوب الجهوي للثقافة ببنزرت خالد العبيدي فإن مصالح المندوبية كانت سباقة كعادتها في وضع برمجة ذات أبعاد سوسيوثقافية في حجم ذكرى وطنية عزيزة على كل تونسي وتونسية ولاسيما أبناء ومتساكني ولاية بنزرت، ألا وهي ذكرى 15 أكتوبر 1963 وجلاء آخر جندي فرنسي مستعمر لأرض الجلاء بنزرت .
مسيرة وطنية شعبية للدستوري الحر
بالتزامن مع ذكرى عيد الجلاء، يستعد الحزب الدستوري الحر لتنظيم مسيرة وطنية شعبية ضد «التجويع والتفقير ونقص المواد الأساسية وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن والتنكيل بالشعب والاعتداء على سيادته»، مسيرة ستحمل شعار «وقيت باش تتحرك» ستنطلق من شارع الحبيب ثامر بالعاصمة على مستوى «الباساج» نحو مقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات وذلك عبر نهج غانا، ووفق الدستوري الحر فإن هذا التحرك الوطني المتزامن مع الذكرى 59 للجلاء سيعبر عن المطالب المشروعة لمختلف شرائح المجتمع دون تمييز وسيساهم في إجلاء الأزمة الخانقة وسيتم خلالها رفع علم الجمهورية التونسية فقط لا غير، هذا وحذر الحزب أجهزة السلطة من قمع حرية التظاهر السلمي ومن عرقلة المسيرة بأي شكل من الأشكال.
مسيرة الإنقاذ لجبهة الخلاص
كما تستعد «جبهة الخلاص الوطني» في الجهة المقابلة لتنظيم مسيرة وطنية صباح اليوم تحت شعار «مسيرة للإنقاذ» وستنطلق من ساحة العملة عبر نهج الحبيب ثامر ساحة الاستقلال ثم شارع الحبيب بورقيبة وصولا إلى المسرح البلدي بالعاصمة للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، ودعم القضاة في دفاعهم عن استقلاليتهم ووقوفهم ضد توظيف القضاء لتصفية القيادات السياسية ومصادرة الحريات الفردية والعامة، مسيرة الهدف منها وفق تصريحات قيادات الجبهة هو التعبير عن رفضهم لسياسات رئيس الجمهورية على جميع المستويات وتردّي الوضعية الاقتصادية والاجتماعية وإنكار الرئيس والحكومة لذلك.