الدستوري الحر وجبهة الخلاص وتحركات يوم 15 أكتوبر الجاري: التحرك لتجييش الشارع ضدّ الرئيس يجمعهم والتنافر والتخاصم يفرقهم

يلتقي الحزب الدستوري الحر وجبهة الخلاص الوطني في مساعيهما لتجييش الشارع بدعوتهما للخروج ضدّ رئيس الجمهورية قيس سعيد يوم السبت 15 أكتوبر الجاري

على أمل أن يجدا صدى لذلك في الشارع حتى يمنحهما ذلك هامشا للضغط والتأثير على العملية السياسية وخاصة على الانتخابات التشريعية ليوم 17 ديسمبر المقبل سيما وأن كليهما أعلنا عن عدم مشاركتهما في هذه الانتخابات، فالحزب الدستوري اختار تنظيم مسيرة وطنية شعبية تحت شعار «وقيت باش تتحرك» انطلاقا من شارع عليسة قرطاج وصولا إلى محيط قصر قرطاج علما وأن المسلك المبرمج الأول للحزب كان من شارع الحبيب ثامر نحو مقر وزارة التجارة وتنمية الصادرات.
مازالت تحركات الأطراف المعارضة للرئيس متواصلة وقد تأخذ منحى تصاعديا مع انطلاق العد التنازلي للانتخابات التشريعية التي لا يفصلنا عن موعدها إلا حوالي الشهرين ونصف الشهر، وقد اختار المعارضون الشارع لمزيد الضغط والتصعيد ضدّ الرئيس ومشروعه السياسي ولكن الشارع لم يوحدهم ذلك أن المسلك الأول للحزب الدستوري الحر كان في اتجاه وزارة التجارة وهو نفس المسلك الذي اتخذته جبهة الخلاص الوطني، الأمر الذي أثار غضب واستنكار الدستوري الحر واعتبر أن ما تقوم به الجبهة اعتداء سافر على حق الحزب يهدف إلى بث البلبلة والخلط في الأذهان باعتبار تعمد الإعلان عن تحركها غير الشرعي في نفس اليوم والتوقيت والمكان الذي سبق أن حدده وأعلنه صلب بلاغاته المنشورة للعموم.
الدستوري الحر يغير مسلك المسيرة بسبب الجبهة
وجه الحزب الدستوري الحر بتاريخ 4 أكتوبر الجاري مكاتيب إلى والي تونس ووزير الداخلية ومنطقة الأمن الوطني باب بحر لطلب موافاته بقرار كتابي يؤكد منع عملية الاعتداء المبينة أعلاه ويتضمن تخصيصه بتجميع المشاركين في مسيرته بالمكان الذي حدده ومنع أي تجمع مواز له، معبرا في بيان له عن استنكاره لصمت السلطة القائمة إزاء نشاط هذا التنظيم الهجين، وأدان فسح المجال للانتصاب الفوضوي صلب المشهد السياسي وندد بالتغاضي عن تركيبته التي تتضمن أشخاصا وتنظيمات مورطة في قضايا تتعلق بالعنف والإرهاب وتبييض الأموال، وأمام عدم تفاعل الجهات المعنية مع المكاتيب الموجهة إليها أعلن الحزب عن تغير مسلك مسيرته لتتوجه نحو القصر الرئاسي بقرطاج وسيودع الإعلامات التي تتضمن المسلك الجديد للمسيرة مع المحافظة على نفس اليوم والتوقيت، مؤكدا احتفاظه بحقه في مقاضاة الجهات المتقاعسة عن تطبيق القانون والمتسترة على الفساد والإرهاب. وقال الدستوري الحر ان مسيرته ستكون ضد التجويع والتفقير ونقص المواد الأساسية وتدهور المقدرة الشرائية للمواطن والتنكيل بالشعب والاعتداء على سيادته..
الجبهة والدعوة إلى مقاطعة الانتخابات
في الجهة المقبلة، انطلقت جبهة الخلاص الوطني في التعبئة لموعد 15 أكتوبر الجاري المتزامن مع إحياء ذكرى عيد الجلاء ، وسينظم تحركها الاحتجاجي تحت شعار «أخرج باش تقول كلمتك ضدّ الفقر والتفقير..ضدّ الدكتاتورية..ضدّ الزيادات اليومية ..ضدّ غلاء المعيشة..ضدّ التلاعب بالقانون ..أخرج باش تساهم في إنقاذ بلادك»، ووفق تصريح رئيس جبهة الخلاص الوطني أحمد نجيب الشابي لموقع «عربي21»، فإنهم نجحوا في توسعة وتنمية رقعة المعارضة الداخلية وفي إلحاق الهزائم بسلطة الانقلاب، ويتهيؤون اليوم لإسقاط الانتخابات التشريعية القادمة، مشيرا إلى أن جبهة الخلاص تستعد حاليا لتنظيم مظاهرة ضخمة بالعاصمة يوم 15 أكتوبر الجاري للدعوة إلى مقاطعة الانتخابات، ودعم القضاة في دفاعهم عن استقلاليتهم ووقوفهم ضد توظيف القضاء لتصفية القيادات السياسية ومصادرة الحريات الفردية والعامة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115