الطبوبي في خطاب تصعيدي جديد في مؤتمر الاتحاد الجهوي في منوبة: «المعركة الاجتماعية متواصلة والاتحاد مستهدف من الداخل والخارج بهدف إضعافه»

يبدو أن الهدنة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وأجهزة الدولة لم تدم طويلا، ليعود الاتحاد بعد فترة من إمضاء اتفاق الزيادة في الأجور إلى الدفاع عن خياراته واستحقاقاته

الاجتماعية العالقة، وتعتبر خطابات أمينه العام نور الدين الطبوبي في مؤتمري المهدية أو منوبة خير دليل على ذلك، خطابات وجه خلالها الطبوبي عدة رسائل وانتقادات وكشف عن الضغوطات التي يتعرض اليها الاتحاد في الداخل وفي الخارج بغاية إضعافه، ليشدد أمس على أن الاتحاد وجد نفسه بين كماشتين من خارج حدود الوطن، الأولى ترى انه يجب الإبقاء على بعض التوازنات في البلاد منها الاتحاد والثانية ترى ضرورة في إضعاف الحركة النقابية والاتحاد خاصة عبر رفع الدعم وبيع المؤسسات العمومية وهذا موضوع محسوم فيه بالنسبة للاتحاد كلفه ذلك ما كلفه ومهما كانت الظروف والتحديات.
بحسب الطبوبي فإن الشعار الذي ترفعه الحكومة بخصوص توجيه الدعم إلى مستحقيه «شعار منمق» متسائلا عن آليات تنفيذه، مشددا على أن المعركة الاجتماعية متواصلة وإذا لم يتم فتح الملف السياسي وخلق مناخ سياسي جيد فانه لا يمكن حل المعضلة الاقتصادية أو الاجتماعية ولا بدّ أن يوجد قضاء مستقل بأتم معنى الكلمة يتحمل مسؤوليته كاملة، متوجها برسالة إلى السياسيين، وحذرهم من الاستهانة بالشعب التونسي الذي ينبذ العنف وسفك الدماء، قائلا إن «هذا الشعب يعطي فرصا، ويتابع الوضع، ويصبر، لكن حين يبلغ الصبر منتهاه لن يعطي فرصة للتسامح والرجوع.. وبلادنا ليست في حاجة إلى أخطاء جسيمة أخرى جديدة والى مناكفات ومهاترات».
ركيزة أساسية
أكد الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي خلال إشرافه أمس على مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل في منوبة «أن الركيزة الأساسية في البلاد هي الاتحاد أحب من أحب وكره من كره ومن لم يعجبه ذلك فليشرب البحر»، فالاتحاد وفق تعبير الطبوبي سيبقى قوة إقناع واقتراح ولن يكون بوق دعاية لأي طرف ولن يعطي صكا على بياض لأي كان، وذكر بالإضراب في الوظيفة العمومية سنة 2018 والقطاع العام كان الاتحاد يومها مستهدفا ومازال إلى حد اليوم، مشيرا إلى أن هدف الحكومات السابقة أو الحالية أو في المستقبل كيفية اضعاف الحركة النقابية واستهداف الاتحاد ليس من الداخل فقط بل أيضا من الخارج، قائلا «عندما نسمع صندوق النقد الدولي يقول انه لا يقبل اتفاقا مع الحكومة إلا بإمضاء الاتحاد فهل تعتقدون أن ذلك محبة فينا ؟ لا بل ليقول أنت أمضيت على الخيارات والتوجهات الليبرالية الموجعة والأليمة التي يتحدثون عنها ويُرجع الفشل لنتائج سياساتهم وهناك عقل نقابي له حكمة ودراية في إدارة الأزمات».
أخطاء وتراكمات
وشدد الطبوبي أن موقفه واضح من مسار 25 جويلية وقد عبر عنه في اليوم الموالي، مشيرا إلى وجود عديد الأخطاء والتراكمات وأنه آن الأوان للتأني والتأمل والبحث في سبل تجاوز الهنات والمعوقات من اجل غد أفضل لتونس والاتحاد واضح في موقفه ولن يعطي صكا على بياض، قائلا «قدمنا مبادرة وقلنا إن البلاد تسير نحو منعطفات خطيرة وخطيرة جدا وقلنا انه لا مسؤول دائم وبلادنا لا تحتمل أية رجة جديدة لان الطبقات المفقرة والمهمشة ستدفع في النهاية الفاتورة ..واقترحنا 3 شخصيات تتناقش مع كل حزب لتتوصل إلى ميثاق وطني يمكن أن نجتمع عليه..وصلنا فيما بعد إلى منعرج وقالوا هناك حوار وتساءلنا كمنظمة نقابية عن آليات هذا الحوار ومخرجاته وكنا نقول على الملا قد نختلف مع رئيس الجمهورية في عديد الأشياء لكن له ميزة نحترمه فيها هي وضوحه فطريقه واضحة وله برنامج وأفكار يريد تطبيقها تطبيق تلك الأفكار وعدم نسبتها للاتحاد..وأحمد الله أن الاتحاد لم يشارك في تلك الاجتماعات مع احترامي لكل الأحزاب التي حضرت..».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115