في لقاءات متفرقة مع سفراء كل من فرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي.. بودن تحشد الدعم لإقناع صندوق النقد الدولي

يتجه الوضع المالي للبلاد إلى مزيد التعكر وسط توترات وخلافات وتجاذبات سياسية غير مسبوقة إذ بلغ انخرام العجز الهيكلي مداه وزادت الحاجة

إلى تمويل الميزانية وتوفير موارد مالية مما يفرض على الحكومة الحصول على قروض خارجية وتنتظر أغلب المؤسسات المالية الدولية الاتفاق مع صندوق النقد الدولي، ذلك ان تدهور المؤشرات الاقتصادية يفرض على الحكومة المضي قدما في الإصلاحات التي طالب بها الصندوق على غرار التعديل الآلي لأسعار المحروقات والترفيع في الأسعار والتقليص في كتلة الأجور ومراجعة منظومة الدعم عبر الانطلاق تدريجيا في رفعه وغيرها من الإصلاحات ويبقى الحصول على قرض التمويل رهين قرار مجلس إدارة الصندوق الذي من المنتظر أن يجتمع قبل موفى هذه السنة، وقبل الاجتماع المرتقب انطلقت رئيسة الحكومة نجلاء بودن في حشد الدعم الدولي عبر سلسلة من اللقاءات المتفرقة التي قامت بها يوم أمس.
تعددت اللقاءات التي قامت بها نجلاء بودن أمس قبل الاجتماع المرتقب للإطارات الفنية لصندوق النقد الدولي، فالحكومة تدرك أن الإجراءات والإصلاحات التي قامت بها إلى اليوم لن تكون كافية لإقناع الشركاء وبذلك فهي تعول على الدعم الدولي، لتنطلق في إجراء العديد من اللقاءات مع سفراء فرنسا وألمانيا واليابان والمملكة المتحدة، لقاءات محورها الأساسي كان المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وحشد الدعم الدولي من أجل ضمان مصادقة مجلس إدارة الصندوق في الربع الأخير من السنة الجارية.
فرنسا تلتزم بدعم تونس
مع اقتراب المرحلة الأخيرة من المفاوضات مع صندوق النقد الدولي، التقت أمس رئيسة الحكومة في قصر الحكومة بالقصبة مع سفير فرنسا بتونس اندريه باران، ومثّلت العلاقات الثنائية المميزة بين البلدين وسبل دعمها وتوسيع مجالاتها أهم عناصر المحادثة، كما تطرق اللقاء إلى استعدادات بلادنا لاحتضان القمة الفرنكوفونية بجزيرة جربة يومي 19 و20 نوفمبر المقبل، إضافة إلى تقدّم الاستعدادات للمفاوضات مع صندوق النقد الدولي. ووفق بلاغ رئاسة الحكومة فقد جدد السفير الفرنسي التزام بلاده بدعم تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي منوها في هذا الخصوص بالتوصل إلى اتفاق بين الحكومة التونسية وشركائها الاجتماعيين والذي سيمكن من توفير مناخ اجتماعي ملائم لتنفيذ الإصلاحات الهيكليّة الضرورية. كما تحادثت بودن في نفس اليوم مع سفير ألمانيا الاتحادية بتونس بيتر بروغل .
دعم ألماني
واستعرضت رئيسة الحكومة في هذا اللقاء إنجازات الحكومة بخصوص تنفيذ بنود خارطة الطريق السياسية المعلن عنها انطلاقا من الاستشارة والاستفتاء والقانون الانتخابي والتي ستختتم بإجراء الانتخابات التشريعية في ديسمبر 2022، كما تطرّقت إلى مدى التقدم في المحادثات مع صندوق النقد الدولي وآخر الاستعدادات للمشاركة في اجتماعات الخريف في منتصف أكتوبر 2022 وطلبت بالمناسبة دعم شركاء تونس في هذه المرحلة الدقيقة والحاسمة من مسار الإصلاحات الاقتصاديّة. من جهته، أثنى الدبلوماسي الألماني على نجاح تونس في التوصّل إلى اتفاق بين الحكومة والمنظمات الوطنية العريقة والعمل في إطار تشاركي بخصوص الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية المزمع القيام بها، مؤكّدا في هذا الصدد على دعم بلاده لتونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي.
جديّة برنامج الإصلاحات
رئيسة الحكومة وفي نفس الإطار التقت مع سفير اليابان بتونس شينسوكي شينزو، لقاء استعرضت فيه بودن آخر مستجدات ملف المحادثات مع صندوق النقد الدولي وطلبت دعم شركاء تونس في الفترة المقبلة من المفاوضات وبالخصوص من الجانب الياباني الذي سيتولى رئاسة مجموعة الدول السبع الكبرى خلال الفترة المقبلة. من جانبه، أكّد السفير الياباني على استعداد بلاده لدعم تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي بالنظر إلى جديّة برنامج الإصلاحات الذي تمّ إعداده وإلى التوصّل إلى اتفاق مع الشركاء الاجتماعيين والذي من شأنه تعزيز فرص نجاح الحكومة في إبرام اتفاق مع الصندوق حول برنامج إصلاحات في أفضل الآجال.
بريطانيا تثمن الاتفاق
هذا وقد استقبلت بودن سفيرة المملكة المتحدة هيلان وينتارتون، لقاء تمّ التشديد فيه على أهمية العلاقات الثنائية بين البلدين خاصة في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب والتربية والتعليم العالي، ودعت إلى ضرورة العمل على مزيد تطويرها لتشمل عديد المجالات الأخرى، مشيرة إلى أن تونس التي تواجه تحديات داخلية علاوة على التحديات الراهنة التي يعرفها العالم وخاصة الأزمة الغذائية والطاقية والأزمة الروسية الأوكرانية، تعوّل على دعم شركائها الأساسيين ومنهم المملكة المتحدة في مسار إرساء إصلاحات اقتصادية واجتماعية وتأمين الإنعاش الاقتصادي في فترة ما بعد جائحة كوفيد-19 و بالخصوص في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي. كما أكدت السفيرة البريطانية استعداد بلادها لدعم جهود تونس في مفاوضاتها مع صندوق النقد الدولي.
دعم الاتحاد الأوروبي
وأكد سفير الاتحاد الأوروبي بتونس ماركوس كورنارو خلال لقائه مع بودن على دعم الاتحاد الأوروبي لتونس في مسارها الإصلاحي وفي محادثاتها مع صندوق النقد الدولي ومساعيها لإبرام اتفاق في أسرع الآجال. لقاء قدّمت خلاله بودن لمحة عن الاستحقاقات السياسية المقبلة باعتبارها خاتمة لمراحل المسار الإصلاحي السياسي الذي أعلنه رئيس الجمهوريّة، كما اطلعت الجانب الأوروبي على الاستعدادات الجارية للمحادثات مع صندوق النقد الدولي بمناسبة اجتماعات الخريف السنويّة بواشنطن.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115