الهجرة غير النظامية: أرقام مفزعة أمام انعدام الحلول

ترتفع الارقام المفزعة حول اعداد المهاجرين غير النظامين ويزداد غرق المراكب والوفايات والمفقودين بالجملة امام صمت وتجاهل مريب من الدولة والاكتفاء بالمقاربة الامنية.

اصبحت اخبار الموت في عرض البحر وارتفاع عدد المفقودين وإحباط محاولات الهجرة غير النظامية مسترسلة ولا يمر يوم دون حصولها في المقابل لا خبر ولا صوت صادر عن الحكومة او السلطات الرسمية رغم تفاقم هذه الظاهرة منذ سنوات وانفجارها خلال الاشهر الاخيرة رغم الظروف السيئة التى يمر بها آلاف الواصلين الى السواحل الايطالية...

بسبب هذه العمليات غير المضمونة وغير القانونية تعيش معتمدية بوحجلة من ولاية القيروان حالة من الفزع والهلع بعد وفاة وفقدان عدد من الشباب والكهول اثر غرق مركب قبالة سواحل مدينة الشابة من ولاية المهدية، وقد تعرّفت عائلات المفقودين على 3 جثث لشباب أصيلي معتمدية بوحجلة، فيما لازال 4 اخرين مفقودين.

وتوجه عدد غفير من أهالي بوحجلة إلى ولاية المهدية من أجل التحري والبحث عن أبنائهم المفقودين، فيما تم نصب خيام أمام منازل عائلات المتوفين لتقبّل العزاء، وياتى ذلك اثر تعرض مركب الهجرة غير الشرعية للغرق ويضم 37 شخصا من مختلف الولايات من بينهم 7 من معتمدية بوحجلة. وقد تعدّدت الروايات حول مصير المفقودين وما تزال عملية البحث جارية من قبل الحرس البحري.

هذه حادثة من بين عدة حوادث يعلن عنها الامن او الجيش الوطنيين ولا يحالف الحظ الا قلة من بين الذين غرقت مراكبهم او تعطلت في عرض البحر بالنجاة في حين يموت بعضهم ويظل بعضهم الاخر من بين المفقودين ومجهولي المصير..
في نفس الاطار وحول الاعداد الكبيرة للمهاجرين افاد الناطق الرسمي باسم المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والمكلف بملف الهجرة، رمضان بن عمر امس أن عدد التونسيين الواصلين الى السواحل الايطالية عبر الهجرة غير النظامية بلغ 3730 شخصا في ظرف أقل من شهر من 15 أوت الى 8 سبتمبر 2022 معتبرا ان هذا الرقم «مفزع» بسبب الوضع العام بالبلاد حسب تقديره.

وأضاف رمضان بن عمر، في تصريح لوكالة تونس افريقيا للأنباء، أن عدد التونسيين الواصلين الى ايطاليا خلال شهري جويلية وأوت الماضيين بلغ 7745 شخصا وتم منع 8939 و فقدان 49 وقدر عدد القصر منهم ب 1775 فيما تؤشر أرقام نفس الفترة من سنة 2021 الى وصول 8079 شخصا و منع 8575 وكان عدد القصر 1307 والمفقودين 134.

واعتبر أن مشروع الهجرة لم يعد يعتمد على العوامل الاجتماعية والاقتصادية فقط بل كذلك الى الوضع العام بالبلاد وخاصة الوضع السياسي المتأزم وغياب رؤية وخارطة طريق واضحة تؤسس لبوادر انفراج ممكنة وهو ما رسخ حسب تقديره في أذهان البعض حالة عدم اليقين في المستقبل والإحباط.
وبيّن بن عمر في ذات السياق أن الهجرة اصبحت مشروعا بمختلف الطرق النظامية وغير النظامية، والغريب انها تستقطب كافة الفئات والشرائح والعائلات مما ينذر بالخطر وضرورة ايجاد حلول جذرية .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115