المواطن ونظرته إلى الأمن: على خلفية الأحداث الأخيرة.. تراجع نسبة الشعور بالأمان

تواترت في الفترة الاخيرة احداث ذات علاقة بالأمن والديوانة منها تصادم الامنيين فيما بينهم في صفاقس وآخرها يوم الاربعاء مع حادثة وفاة شاب اثر طلق نارى

من قبل الحرس الديواني وتعطي مثل هذه الأحداث صورة عن تراجع ثقة المواطنين تجاه مختلف القطاعات الامنية والديوانة خاصة.
جدّت مساء يوم الأربعاء 07 سبتمبر 2022 بساحة الباساج بتونس العاصمة، حادثة بين اعوان الحرس الديوانى واحد المواطنين نتج عنها اطلاق نار تسبب في وفاة المواطن وإصابة عون ديوانة والى ان تظهر نتائج التحقيق في هذه الحادثة نذكر بأن هذه الحادثة ليست الحادثة الاولى خلال هذه السنوات الاخيرة لكن هل زعزعت مثل هذه الاحداث ثقة المواطن في الامن بصفة عامة وقد بينت نتائج مسح وطنى ان منسوب الثقة ما يزال يتجاوز 50 % حتى وان تراجع مقارنة بنتائج مسح وطنى في 2017.
فوفق نتائج المسح الوطني حول نظرة السكان في تونس الى الامن والحريات والحوكمة المحلية الصادر عن المعهد الوطنى للإحصاء في جويلية سنة 2022 فان الثقة في المرفق العمومي حظى قطاع التعليم بأكبر نسبة ثقة 77 % يليه الحماية المدنية والجباية بنسبة 74 % ومصالح الملكية العقارية بنسبة 69.5 % والأمن في مفهومه الشمولي حظى بنسبة 61.2 % ..

هذا في المرفق العمومي ، اما فيما يتعلق بالأمن والسلم في الحياة العامة والثقة في القطاع الامنى فقد افاد المسح ان 17.3 بالمائة من السكان اتصلوا بقطاع الامن أي مختلف الاسلاك الامنية خلال 12 شهرا السابقة للمسح مقابل 36.2 خلال مسح سنة 2017 ، وقد حظى المرفق الامنى بنسبة ثقة 61.2 % من السكان البالغين من العمر 18 سنة فما فوق والذين قاموا بالاتصال بالمرفق الامنى مسجلة بذلك تراجعا يقدر 13 نقطة مقارنة بمسح 2017.

اما فيما يخص الشعور بالأمان فقد عبر 91.7 % من السكان عن شعورهم بالأمان عند وجودهم بالمنزل ليلا ، في حين عبر 72 % من السكان عن شعورهم بالأمان عند المشي ليلا بمفردهم في منطقتهم مع العلم ان هذه النسبة تقلصت مقارنة بسنة 2017 التى سجلت 78.8 % ، كما بين هذا المسح تراجع الشعور بالأمان في الاماكن العمومية بحوالي 8 نقاط مقارنة بسنة 2017 لتصبح في حدود 81.5 %، هذا وقد سجلت نتائج المسح تباينا بين الاناث والذكور على مستوى الشعور بالأمان داخل وسائل النقل وعند محطات الانتظار او في المقاهي وفي الاماكن العمومية بصفة عامة.
ويرجع المستجوبون شعورهم بعدم الامان في الاماكن العمومية اساسا الى قلة الدوريات الامنية والنقص في اعوان الامن في الشوارع، قد لا تعكس الارقام والاحصائيات حقيقة الوضع لكن تواتر قمع التظاهرات والاحتجاجات وحصول مثل هذه الحوادث والوفيات داخل مراكز الايقاف سيكون له تبعات في مؤشرات المسح المقبل وقد تتراجع نسبة الشعور بالأمان اكثر .

 

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115