اذ لازالت عديد المؤسسات التربوية الى حد اليوم تشكو من نقص الاطار التربوى والاكتظاظ في الاقسام وعدم توفر الماء الصالح للشراب، والارتفاع المشط لتكلفة التعليم والمواد المدرسية .
لم تتحسن البنية التحتية للمدارس والمعاهد رغم اعتراف سلطة الاشراف والدولة بالوضع الكارثي لعدد هام من المؤسسات التربوية في تونس، اضافة الى عدم التمكن من سد الشغور على مستوى الاطار التربوى والاعوان والذي تعانى منه كافة المندوبيات الجهوية للتربية تقريبا، دون ان ننسى المنحى التصاعدى لارتفاع اسعار المواد المدرسية .
وقد سجل تطور مؤشر اسعار الاستهلاك العائلي بالنسبة للتعليم بحساب الانزلاق السنوى بـ 9.8 % ليصل مؤشر الادوات المدرسية الى اكثر من 12 بالمائة والكتب المدرسية الى 10 % في حين بلغت نفقات دروس التدارك 13.2 % ولم تنخفض الاسعار منذ سبتمبر 2021 وتواصلت في منحى تصاعدى من 7.8 % خلال سبتمبر 2021 لتستقر في حدود 9.8 % خلال جويلية 2022، وفق مؤشرات المعهد الوطنى للاحصاء.
بالإضافة الى ارتفاع اسعار المواد المدرسية والى تكلفة التعليم في تونس بصفة عامة ، تعرف المدارس التونسية نقصا على مستوى الاطار التربوى في التعليم الاساسي والثانوى ، فقد افاد الكاتب العام المساعد بالجامعة العامة للتعليم الاساسي توفيق الشابي في تصريح لـ«المغرب» ان الوضع التربوى للعودة المدرسية 2022 - 2023 لا يختلف عن السنوات السابقة ولم يتحسن ويمكن ان ذكر على سبيل المثال ولاية القيروان التي تعرف نقصا يتجاوز 500 مدرس ، وفي ولاية نابل اكثر من 540 مدرس بالنسبة لسوسة والمنستير كل ولاية تشهد نقصا بحوالي 200 مدرس ، تونس الكبرى اكثر من 400 شغور.
وبين الشابي ان بعض الولايات على غرار قفصة وتوزر وسيدى بوزيد تعاني من النقص في المدرسيين ومن تداعيات عدم سد الشغور في الاطار التربوى كذلك وفق نفس المتحدث الاكتظاظ في الفصول كما ان العودة الى نظام الفرق خاصة في المدارس الريفية تضرب مبدأ تكافئ الفرص بين التلاميذ، هذا الى جانب اكثر من 400 مدرسة لا يتوفر بها الماء الصالح للشراب وتفتقر اكثر من 200 مدرسة الى عون خدمات.
ووصف عضو الجامعة العامة للتعلم الاساسي العودة المدرسية «بالصعبة» ووضع المدرسين بالهش، اذ لم تف سلطة الاشراف بتعهداتها بتمكين المعلمين من خرجي علوم التربية وعدد من النواب من مستحقاتهم المالية، كما انها لم تلتزم بتسوية وضعية الاعوان الوقتين قبل انتهاء شهر أوت 2022 فضلا عن التنكر لقائمة 103 من الاعوان النواب الذين تتوفر فيهم الشروط للانتداب.
اما في التعليم الثانوى وفق ما صرح به امس الكاتب العام لجامعة التعليم الثانوى الاسعد اليعقوبي على هامش انعقاد هيئة ادارية قطاعية للجامعة فان المعاهد التونسية تشهد اكتظاظا في الاقسام ونقص في عدد الاساتذة الذي سيبلغ 3500 استاذ خلال العودة المدرسية الحالية، معتبرا ان العودة المدرسية لن تكون منصفة للتلاميذ في ظل عدم برمجة انتدابات جديدة هذه السنة...
هي العودة المدرسية الثالثة على التوالي في ظل استمرار وجود فيروس كورونا، إلا ان الوزارة لم تتحدث عن البروتوكول الصحى لمجابهة انتشاره في الوسط المدرسي مع الشريك الاجتماعي كما كان الحال في السنتين الاخيرتين مع العلم ان نقابات التعليم اكدت ان البروتوكول الصحى ظل حبرا على ورق.