صرح أن «الاتحاد قد وضع نفسه تحت قبة الانقلاب وأن الرئيس يستهدفه»... نجيب الشابي يصعد هجومه ضدّ اتحاد الشغل وضدّ قيس سعيد

يبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل بات محاصرا من كل الجهات إذ لم تتوقف حملات التخوين والشيطنة ضده، فالاتحاد الذي يخوض منذ فترة معركة الدفاع

عن الاستحقاقات الاجتماعية بات محلّ انتقادات من قبل خصوم رئيس الجمهورية قيس سعيد، وتصريح رئيس جبهة الخلاص، أحمد نجيب الشابي خير دليل على ذلك، إذ صرح: «بأن الاتحاد قد وضع نفسه تحت قبة «الانقلاب» رغم أن الرئيس يستهدفه، ومع تزايد الضغوطات عليه أصبح الاتحاد في مواجهة خصوم الرئيس من ناحية والدفاع عن الاستحقاقات الاجتماعية وحلّ الملفات العالقة وتطبيق الاتفاقيات الممضاة من ناحية أخرى.
يواصل رئيس «جبهة الخلاص» أحمد نجيب الشابي توجيه السهام لا ضدّ الرئيس فقط بل ضدّ اتحاد الشغل، فالشابي لم ينس تصريحات بعض القيادات النقابية ضدّ جبهة الخلاص والتي مفادها أن الجبهة لا يمكنها أن تخلص تونس بل أنها على العكس ستزيد الوضع تعقيداً وتدفع نحو الاحتراب والدولة الموازية، وهذا ما لا يقبله الاتحاد، ونفت وجود أية اتصالات أو مشاورات بينهما، تصريحات أثارت غضب قيادات «جبهة الخلاص» التي اختارت عدم الردّ عليها في حينها وانتظار الوقت المناسب، ويبدو أن نجيب الشابي قد اختار «القدس العربي» لمهاجمة الرئيس والردّ على الاتحاد، حيث شدد على أن المعارضة هي الأقوى اليوم في تونس وأن قيس سعيد معزول في الداخل والخارج، وقد انفض من حوله الجميع، بمن فيهم الهيئة الاستشارية التي شكلها لصياغة الدستور والقوى المدنية والاجتماعية والسياسية في البلاد».
خطأ الاتحاد
بحسب نجيب الشابي الذي يبحث عن التموقع من جديد في المشهد السياسي فإن الاتحاد العام التونسي للشغل يعتبر 25 جويلية فرصة للتخلص من خصم إيديولوجي على حساب الديمقراطية ووضع نفسه تحت قبة الانقلاب». وأضاف أن «اتحاد الشغل بادر بمهاجمتنا، ونحن لم نرد على الهجوم لأننا نعتبر أن اتحاد الشغل قوة اجتماعية وازنة لعبت دوراً مهماً في كل محطات الحياة الوطنية، ونعتبر أن الدفاع عن الديمقراطية في حاجة إلى قوة الاتحاد، ولهذا السبب لا ندخل في مشاحنات معه..» وتابع قوله «بكل أسف، أعاد الاتحاد مهاجمتنا بشكل مجاني تقرباً من المُنقلب، لأن الاتحاد وضع نفسه تحت قبة الانقلاب، وهو يعتبر أن 25 جويلية مثل فرصة للتخلص من خصم إيديولوجي على حساب الديمقراطية، فالاتحاد فيه تيارات إيديولوجية (قومية ويسارية) مسيطرة تدعم الرئيس. وذلك خطأ يقترفه الاتحاد».
«تهديدات الرئيس»
وتابع قوله «لا نشاطرهم الرأي ولا نحاسبهم على ذلك، ونعتبر أن كل القوى الديمقراطية ستأتي في النهاية للوقوف على أرضية العودة إلى ديمقراطية جامعة لا تُقصي أحداً وتحتكم إلى الصندوق، لكل القوى مهما كانت أفكارها وأيديولوجيتها مكانة في الأسرة الوطنية الواحدة، الديمقراطية هي العيش المشترك في كنف الحرية والأمن تحت سقف القانون. هذه هي الديمقراطية وهي ستنتصر، وأعتقد أن من سيعيدها هم التونسيون بقواهم الأساسية، بما فيها اتحاد الشغل». ويرى الشابي أن «الرئيس قيس سعيد يستهدف الاتحاد، وإذا ما نفذ قيس سعيد تهديداته إزاء الاتحاد سيضعفه، وإذا ضعف الاتحاد سيضعف الصف الديمقراطي، لذلك فان نظرتي الوطنية لا تجعلني أدخل في أي مهاترة مع الاتحاد».
انتخابات سابقة لأوانها
تعتبر جبهة الخلاص الوطني أن تشكيل جبهة وطنية عريضة هي الحلّ للخروج من الأزمة، من خلال انعقاد مؤتمر وطني للإنقاذ تنبثق عنه حكومة إنقاذ وطني تقع تزكيتها من المجلس النيابي في جلسة استثنائية، ويعطيها إمكانية إدارة البلاد في المرحلة الانتقالية حتى قيام انتخابات سابقة لأوانها تعيد الشرعية الانتخابية، موقف سبق وأن أكدته في بيان لها أصدرته يوم 18 أوت الجاري، جددت فيه تمسكها بدستور 2014 وبالعمل على تجديد الشرعية الدستورية من خلال انتخابات رئاسية ونيابية مبكرة. كما جددت نداءها لكافة القوى الديمقراطية والوطنية للتحلي باليقظة وبحسن الإرادة للارتقاء إلى مستوى التحديات التي تواجه البلاد وتناشدها توحيد الكلمة لعقد المؤتمر الوطني للحوار، الجامع والناجز، قصد صياغة الإصلاحات الدستورية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تحتاجها البلاد وتكليف حكومة إنقاذ لقيادة المرحلة الانتقالية والإعداد لانتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة تجدد الشرعية للهيئات التمثيلية في بلادنا.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115