رئيس الجمهورية والدعوة إلى توحيد النقابات الأمنية: نقابة الأمن الداخلي: «التعددية النقابية مكسب للجميع والغاية من توحيد النقابات تركيعها»

جدد رئيس الجمهورية خلال لقائه أول أمس مع وزير الداخلية توفيق شرف الدين دعوته إلى توحيد نقابات الأمن الداخلي في هيكل واحد يقوم على أساس الانتخاب

ويقتصر على الجوانب الاجتماعية دون سواها. وذكر في هذا السياق، بأنه كان قد تقدم بهذا المقترح منذ سنة 2012 لإنشاء هيكل نقابي موحد هو الاتحاد العام التونسي لقوات الأمن الداخلي، وقد أثارت هذه الدعوة غضب النقابات الأمنية، حيث أكدت نقابة قوات الأمن الداخلي في صفحتها الرسمية أن التعددية النقابية مكسب للجميع فيها اختلاف في الرأي وفي المواقف لكنها تصب في خانة واحدة وهي مصلحة الأمني، واعتبرت أن الغاية من توحيد النقابات تركيعها بتجميعها في هيكل موحد أي أن تصبح نقابة إدارية بامتياز.
وفق ما دونته نقابة الأمن الداخلي في صفحتها فإن ضمّ النقابات الأمنية في هيكل موحد الهدف منه أن تتحكم فيها السلطة متى ارادت ذلك، لتصبح بعد مدة ديوان خدمات لا أكثر، مشيرة إلى أن النقابات الأمنية مستقلة بذاتها ولا تريد أن تنضوي تحت أي كان، وشددت على أنه من المفروض ان لا تدعو السلطة إلى توحيد النقابات في نقابة واحدة واعتبرت أن التويحد يكون في المواقف والآراء والتحركات. وأضافت النقابة انه لا صفة ولا حق لسعيد في الدعوة لتوحيد النقابات الأمنية أو إصدار املاءات لها على الهياكل النقابية.
الدعوة ليست من فراغ
اعتبرت نقابة قوات الأمن الداخلي أن النقابات الأمنية هي الجهة الوحيدة المخول لها تقديم مبادرة توحيد النقابات في هيكل واحد، وأشارت إلى أنها لا تهدد أيا كان والقوات الأمنية في خدمة تونس ولكن ليس بالاملاءات ومن المفروض الجلوس على الطاولة من أجل مناقشة مثل هذه المبادرات لا عن طريق الأوامر الفوقية وصيغة الأمر، لتشدد على أن التعددية النقابية مسألة معمول بها وموجودة في كل دول العالم وتونس ليست استثناء، هذا وأوضحت النقابة أن الشك الذي يخالجها من وراء هذه الدعوة ليس من فراغ، وتوجهت بالنصح إلى الانطلاق في توحيد الصفوف اقتصاديا واجتماعيا أولا ثم يتم الاتفاق والتفاهم على الجانب النقابي الأمني، وبينت أن كل شخص يحاول أن يهدد المكسب النقابي الأمني ستتصدى له وانها لن تتهاون في إنجاح المكاسب التي حققتها النقابات الأمنية.
دعوة قديمة متجددة
دعوة رئيس الجمهورية إلى توحيد النقابات الأمنية ليست بالجديدة فقد سبق وأن طرحها في كلمة له على هامش إشرافه على مأدبة إفطار بمقر الوحدة المختصة للحرس الوطني ببئر بورقبة في شهر أفريل الفارط، حيث عبر عن أمله في توحيد النقابات الأمنية. وقال إنه كان طرح مسالة توحيد النقابات منذ 2012 بإحداث «الاتحاد العام التونسي لقوات الأمن الداخلي بدل هذا التشرذم النقابي»، وفق تعبيره، مؤكدا أن هذا الاتحاد سيتكفل بحقوق الأمنيين متعهّدا بمزيد حفظ الدولة لحقوقهم، ليعيد طرحها أول أمس في لقائه مع وزير الداخلية، لقاء يأتي على خلفية الجدل والفوضى التي أثيرت في الأيام الأخيرة بعد تهديد القوات الأمنية بعدم تأمين أي تظاهرة قد تمسّ من صورتها، لقاء تناول وفق بلاغ الرئاسة الوضع العام في البلاد وضرورة تأمين المواطنين في كل مكان وتحت أي ظرف. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الدولة على أن الحق النقابي بالنسبة للأمنيين حق معترف به دستوريا ولكن الدستور ذاته ينص على أن هذا الحق لا يشمل الإضراب، وأن عدم تأمين أي تظاهرة تحت أي ذريعة كانت هو إضراب مقنع وإخلال بالواجب المهني. ونوه رئيس الجمهورية بالجهود التي تبذلها قوات الأمن للحفاظ على الأشخاص والممتلكات، وللحفاظ أيضا على حرية التعبير.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115