قد تبدو مبادرة رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي في ظاهرها ايجابية ولكن لا تعني نجاحها وإنما تأجيل الحسم فيها إلى أجل غير مسمى وانتظار التطورات التي قد تحدث الفارق، وقد اختارت أحزاب الائتلاف الحاكم أن تعلن عن مواقفها، رغم تشجيعها المبدئي ومساندتها لحكومة الوحدة الوطنية، بعد الاجتماع فيما بينهم باعتبار أن رئيس الجمهورية لم يقم باستشارتهم حول المبادرة قبل الإعلان عنها إلى جانب ترقب بعضها لنتائج اللقاء المرتقب بين الحبيب الصيد والباجي قائد السبسي الاثنين المقبل.
بين الرفض وعدم وضوح الرؤية
الاتحاد العام التونسي للشغل موقفه واضح من حكومة الوحدة الوطنية إذ يرفضه المشاركة فيها وقد سبق وأن عبر عن ذلك في مناسبات عديدة باعتبار أن الأمر متعلق بالأحزاب ولا علاقة له بالمنظمات واتحاد الشغل فقط يدعم المبادرة لأنها إيجابية وتستجيب لمقتضيات المرحلة الحالية وقد أكد العباسي بعد لقائه رئيسي الجمهورية ومجلس نواب الشعب أنّ الاتحاد يدعم إرساء حكومة وطنية تحظى بأكبر إجماع وتوافق ممكنين إلا أنه لا يرى نفسه من ضمن المشاركين فيها خصوصا وأن الأحزاب السياسية هي التي خلقت لتحكم. كما أشار العباسي إلى عدم تفاجئهم من ناحية الإعلان عن المبادرة لكنهم لم يكونوا على علم بها ولا بمحتواها. وأضاف أنّه ستتمّ مواصلة المشاورات بقطع النظر عن مشاركة الاتحاد في هذه الحكومة من عدمها.
اتحاد الأعراف مازال لم تتضح رؤيته وينتظر اجتماع مكتبه التنفيذي الأسبوع القادم، هذا وأكّدت رئيسة الاتحاد وداد بوشماوي أن ما يهم المنظمة هو المبادرات والبرامج التي تصب في مصلحة التونسيين وتوحّدّهم، مشددة على أن أهمية هذه المبادرة تكمن في برنامجها الاقتصادي والاجتماعي والأمني وأن قرار انضمام منظمة الأعراف أو عدمه إلى هذه الحكومة مرتبط بالتشاور مع أعضاء المكتب التنفيذي الوطني للمنظمة.
في انتظار لقاء الصيد وقائد السبسي الاثنين المقبل
سارعت أحزاب الائتلاف الحاكم بعقد اجتماعاتها أمس لدراسة مبادرة تشكيل حكومة وحدة وطنية وتقديم موقف رسمي بشأنها، حيث انعقدت الهيئة السياسية لحزب نداء تونس بمشاركة مختلف ووزراء الحزب على غرار وزير التربية ناجي جلول ووزير النقل أنيس غديرة ووزير المالية سليم شاكر والناطق الرسمي للحكومة خالد شوكات ووزير التنمية المحلية يوسف الشاهد ووزيرة السياحة سلمي اللومي، موقف النداء كان قد عبر عنه حتى قبل انعقاد اجتماعها، بمساندتها الكلية لهذه ......