باردو دائرة تونس 2... إقبال متوسط ..الناخبون بين الهواجس والآمال بمسار جديد رغم الصعوبات

يوم 25 جويلية موعد انتخابي جديد يضاف الى سلسلة من المواعيد المفصلية التي شهدتها البلاد في محطات تاريخية عديدة .

ويحمل هذا التاريخ رمزية كبيرة لأنه يقترن بعيد الجمهورية التي تمّ إعلانها يوم 25 جويلية 1957 إثر قرار المجلس القومي التأسيسي بالإجماع إلغاء الملكية.
يوم أمس أدلى الناخبون بأصواتهم في مختلف ولايات الجمهورية بشأن الاستفتاء على مشروع الدستور الذي سيؤثث لمرحلة جديدة تقطع مع المراحل السابقة او ما يطلق على تسميته بـ «الجمهورية الثالثة» بكل ما تثيره من جدل وهواجس .
وقد عاشت معتمدية باردو من الدائرة الانتخابية «تونس 2» كغيرها من الدوائر الانتخابية، امس على إيقاع الاستفتاء الشعبي على مشروع الدستور الجديد وقد تفاوتت نسبة الاقبال بين مراكز الاقتراع الـ 14 الموجودة في المعتمدية .
واكد جمال حقي رئيس مركز الاقتراع «مدرسة السعيدية نهج النخيل» باردو لـ«المغرب» ان ظروف التصويت عادية جدا وان الاقبال يعد مقبولا وأشار الى ان نسبة التصويت بلغت 13.81 % من عدد المسجلين حتى منتصف نهار امس قبل ان ترتفع لاحقا في الفترة المسائية الى 18 % عند الساعة الرابعة مساء ثم ارتفعت نسبة الاقبال عند الساعة التاسعة والنصف مساء الى قرابة 30 % . وقال انه لم يتم تسجيل اية صعوبات او مشاكل او استفزازات أو خروقات .أما بالنسبة للفئات العمرية المشاركة فأوضح ان :«أكبر نسبة مشاركة سُجلت عند الفئات العمرية من الكهول فوق الـ 45 سنة . وتأتي في المرتبة الثانية الفئات العمرية من 26 الى 45 وفي المرتبة الثالثة الشباب بين 18 الى 25 سنة».
وقال الناخب يوسف لملوم لـ«المغرب» انه جاء اليوم لممارسة دوره الانتخابي. وتوقع بأن يمرّ الدستور بأريحية وأكد ان المسيرة ما تزال طويلة وان هناك عملا كبيرا ينتظر التونسيين خلال الأعوام الثلاثة القادمة حتى ترجع تونس لمسارها الطبيعي الذي يجب ان تكون عليه». وأكد ان هذا الاستفتاء مهم للقطع مع مرحلة العشرية الأخيرة والبدء بمرحلة جديدة رغم كل الأزمات والتحديات». وقال: «الصعوبات أمر لا بد منه وليس هناك شيء يتحقق بسهولة وقد ضيعنا عشر سنوات من عمرنا واليوم أتينا لنضع حدا لكل تلك الفوضى».
الناخبة مريم . ق قالت لـ«المغرب» انها جاءت اليوم لتؤدي واجبها الانتخابي وقالت انها تنظر بإيجابية لعملية التصويت وما ستفسر عنه من نتيجة ستصبّ -بحسب تعبيرها -في مصلحة تنظيم مؤسسات الدولة». وأضافت بالقول :«لقد سئمنا من نظام يقوم على ثلاثة رؤوس تحكم وتتصارع ومن سلطة مشتتة . يجب ان تكون السلطة بيد واحدة». وأضافت بالقول: «جئت اليوم للتصويت من أجل اولادي ومستقبلهم . نحن ضيعنا أكثر من عشر سنوات ولا أريد ان يضيع أبنائي مستقبلهم وعمرهم في نظام سياسي فوضوي . اريدهم ان يكبروا في كنف دولة قوية ومستقرة ومزدهرة بعيدا عن الفوضى». وأعربت عن ارتياحها للمسار الحالي مشيرة الى انه ليست لديها تخوفات وان القادم أفضل مما سبق وانها تحمل آمالا كبيرة مؤكدة بأن تونس ستمرّ الى برّ الأمان».
اما هشام . ح فأكد لـ«المغرب» أنه ارتأى المقاطعة بسبب عدم رضاه على هذا الدستور مشيرا الى ان مشروع الدستور ليس في مستوى آمال وتوقعات التونسيين الذين يحلمون بدولة مدنية وديمقراطية بحد قوله .
من جهته قال عادل .ب لـ«المغرب» بأنه صوّت من أجل استقرار تونس ونمائها وازدهارها واقتصادها وان ما يهمه اليوم الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهو الهمّ الأكبر الذي يجب ان يؤرق التونسيين بحسب قوله .
يشار الى ان باردو تضم 14 مركز اقتراع وقد جرت عملية التصويت في كامل المعتمدية في ظروف سلسلة وبحضور أمني وعسكري مكثف. وتركزت نسبة الاقبال لدى الفئات العمرية التي تفوق الـ 40 عاما مع اقبال متوسط للشباب .
كما انتشر عديد الملاحظين المحليين بمراكز الاقتراع منذ ساعات الصباح الأولى. وارتفع مستوى الاقبال بنسق تصاعدي في الفترة المسائية بعد ان شهد انخفاضا في فترة ما بعد الظهر بسبب ارتفاع درجات الحرارة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115