الاستفتاء : غياب الملاحظين والشباب: أجواء فاترة تختلف عن أجواء المحطات السابقة

25 جويلية 2022 المحطة الانتخابية الثامنة بعد الثورة والتجربة الثانية للاستفتاء في تونس وقد اختلفت الأجواء كثيرا عما شهدناه

في 2011 ، و2014 ، و2018 ، و2019 وذلك على مستوى الاقبال والأجواء الاحتفالية ومشاركة المجتمع المدنى ، حماسة التوجه للانتخاب غابت عن مراكز الاقتراع منذ الساعات الاولى هذه المرة..
انطلقت عملية الاقتراع بنسق بطيء في احدى المدارس بولاية منوبة – المدرسة الابتدائية بحي الرياض زوناف – لا طوابير امام مكاتب الاقتراع ، ولا ازدحام، ولا ساحة مليئة بالناخبين او الملاحظين كما حصل في مختلف المحطات الانتخابية السابقة، قد يعود ذلك الى ارتفاع درجات الحرارة او الى طول مدة الاقتراع والتى تستمر الى حدود العاشرة ليلا، واختيار التوجه في الساعات الاخيرة...
ولئن كان البعض من الناخبين امام مكتب الاقتراع عدد 1 ينتظرون دورهم فان المكتب عدد 2، كان اقل حضورا، مع غياب الشباب، وكانت نسبة الحضور لدى الفئة العمرية من 45 سنة فما فوق وقال رئيس مركز الاقتراع في تصريح لـ«المغرب»، ان العملية انطلقت بصفة عادية ولم يسجل اي اشكال وذلك بحضور الامن والجيش الوطنيين، مشيرا الى ان نسبة الاقبال في الساعات الاولى من الصباح ضعيفة، وخاصة لدى الشباب واعتبر ان يوجد هناك الوقت الكافي للاقتراع لهذه الفئة العمرية، وبخصوص غياب الملاحظين او المنظمات ، افاد ان شخصا فقط قدم صباحا ثم غادر مركز الاقتراع.
كما لاحظت جريدة «المغرب» عدم وجود أي ممثل عن الأطراف المشاركة في الحملة وهو ما عاينه ايضا تقرير «شبكة مراقبون» في اولى ملاحظاتها حيث اكدت ان 91 بالمائة من مكاتب الاقتراع لم يتواجد بها أي ممثل عن الأطراف المشاركة في الحملة، 8 بالمائة مكاتب الاقتراع شهدت تواجد ممثل عن حملة «نعم» و6 بالمائة من مكاتب الاقتراع شهدت تواجد ممثل عن حملة «لا».
وفي الوقت الذي بدا فيه عدد من الناخبين على علم بمشروع الدستور الجديد وفصوله على غرار حبيب المديونى الذي شدد في تصريحه لـ«المغرب» على اصراره للإدلاء بصوته من اجل تصحيح المسار على حد قوله متابعا ان ذلك لا يعنى اعطاء صك على بياض وان المواطن سيحاسب وسيراقب ما بعد الاستفتاء، اما الحاجة بية وهي من مواليد 1951 فقالت انها لا علم لها ولا دراية «بالدستور الجديد» فقد اتت من اجل ان «تنتخب» ماذا ستنتخب لا تعلم، على ماذا ستصوت، لا تعلم، فهي تصر على ان تكون تونس مستقرة وان «نعيش في امان» .
التخلص من المنظومة القديمة، نسيان السنوات الماضية... بهذه الكلمات عبر كل من شاكر النفزى ومحمد الورغي اثر خروجهما من مركز الاقتراع، عن ان البلاد في هاوية وأنهما يأملان في ان تتحسن الأوضاع و في ان يكون الغد افضل.
في المقابل غصت المقاهي التى تبعد بعض الامتار على مركز الاقتراع بالشباب والكهول، فالأمر لا يعنى البعض ، اما البعض الاخر فلم يحسم موقفه بعد، في حين اختار اخرون المساء للذهاب، ثلة من هؤلاء الاشخاص الذين التقتهم «المغرب» اعتبروا ان المسألة لا تعنيهم لديهم حال العباد والبلاد والذي لم يتغير لا في العشر سنوات الماضية ولا في عهد رئيس الجمهورية الذي يحكم منذ 2019 على حد تعبيرهم ، اما سائق تاكسي فردى فقد تساءل كيف يمكن الاستفتاء على «دستور» وضعه شخص واحد؟ اعتبر بعض الاساتذة انه يمهد للدكتاتورية .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115