بدعوات رسمية .. قيس سعيد ونور الدين الطبوبي في الجزائر : هل يتكرر التاريخ وتكون الوساطة لإزالة التوترات؟

تتطور الأحداث بشكل متصاعد ونحن نعيش على وقع تطورات جديدة تثير جدلا كبيرا بقطع النظر عن الدستور والاستفتاء, ستكون زيارة أهم فاعلين في المشهد التونسي

اليوم إلى الجزائر هامة وهما رئيس الجمهورية قيس سعيد والأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل في وقت متزامن مما يعود بالزمن إلى سنة 2013 وإن كان المكان مختلفا، زيارتان تأتيان في ظلّ توتر العلاقات بين سعيد والطبوبي من ناحية وبين البلدين من ناحية أخرى، ويبدو أن الرئيس الجزائري سيلعب دور الوساطة في محاولة للبحث عن مخرج وإزالة التوترات.
ففي سنة 2013 وفي شهر أوت بالتحديد وفي باريس، التقى أهم فاعلين في المشهد التونسي حينها وهما راشد الغنوشي باعتباره الفاعل الأول في منظومة الحكم مع الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي لتموقعه كزعيم للمعارضة واللاعب القوي في صفوفها، أما اليوم وفي جويلية 2022 فإن أهم فاعلين في المشهد تجمعهما الجزائر واحتفالات الذكرى 60 لعيد استقلالها، فزيارة سعيد جاءت بدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون أما زيارة الطبوبي فكانت بدعوة من الحكومة الجزائرية، ويبدو أن الرئيس الجزائري يريد من خلال هذه الزيارات توجيه رسالة واضحة برفض التمشي الذي يتبعه سعيد والذي قد تكون له تداعيات داخلية وخارجية.
الاحتفال بذكرى الاستقلال..
غادر رئيس الجمهورية ظهر أمس أرض الوطن في اتجاه الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية تلبية لدعوة من الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون لمشاركة الشعب الجزائري في احتفالاته بمناسبة الذكرى 60 لعيد الاستقلال المجيد، زيارة سعيد والتي تمتد ليومين قد تكون خطوة نحو إعادة العلاقات مع الجزائر وإزالة التوتر بين البلدين أو حتى بين الفاعلين الأساسيين في تونس ولعل دعوة الطبوبي للمشاركة في الاحتفالات خير دليل على ذلك، فهذه الزيارات ستكون مناسبة لمناقشة عدة قضايا حارقة في علاقة بالوضع العام في تونس، والساعات القليلة القادمة ستحمل عدة تفاصيل ومعطيات في علاقة بهذه الزيارات رغم أن إطارها العام هو المشاركة في احتفالات ذكرى استقلال الجزائر لكنها تحمل في طياتها خلفيات وأهداف أخرى، ووفق ما جاء على الصفحة الرسمية لاتحاد الشغل فقد استقبل وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري يوسف شرفة صباح أمس نور الدين الطبوبي الأمين العام بحضور سليم لباطشة الأمين العام للاتحاد العام للعمال الجزائريين و ضمّ الوفد النقابي التونسي أنور بن قدور الأمين العام المساعد المسؤول عن قسم الدراسات والتوثيق وعبد الرحمان اللاحقة الخبير الاقتصادي للاتحاد .
أهمية تواصل الروابط بين البلدين
وبين وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي الجزائري عمق الروابط التاريخية بين الشعبين وبين الاتحاد العام التونسي للشغل والاتحاد العام للعمال الجزائريين، مشددا على أهمية تواصل هذه الروابط وتعميقها وتعزيز المصالح المشتركة محييا الدور التاريخي للاتحاد العام التونسي للشغل كضمانة في تونس في خلق الاستقرار الاجتماعي والرقي للشعب التونسي، مؤكدا أن الجزائريين يحيون المواقف المبدئية للمنظمة دفاعا عن تقريب أواصر العلاقات مع العمال الجزائريين كما يحيون المواقف المبدئية حول القضايا المبدئية والوطنية والقومية . وأكد وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي أن الشعب الجزائري لا يمكن أن ينسى أحداث ساقية سيدي يوسف ولا يمكن أن ينسى الدور التاريخي للاتحاد في الثورة الجزائرية قائلا : «أنتم كمنظمة وطنية شرف لنا حضوركم بيننا هنا في الجزائر للاحتفال بستينية عيد الاستقلال و حضوركم بيننا تأكيد على دوركم الوطني و تقديرنا للاتحاد العام التونسي للشغل» .
تاريخ مشترك
من جهته حيا نور الدين الطبوبي قوة العلاقات التاريخية بين تونس والجزائر وهي علاقات يجب أن تبقى مثالا على الروابط الأسرية والأخوية بين الشعبين و ذكر الأمين العام بالدور الوطني للنقابيين التونسيين خلال الثورة الجزائرية وهو شرف للاتحاد ولمناضليه فتاريخ البلدين تاريخ مشترك و اختلاط الدم التونسي الجزائري في عدة معارك نضالية وأهمها العدوان على ساقية سيدي يوسف وهي ملحمة يجب أن تبقى في ذهن الأجيال القادمة للبلدين .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115