نور الدين الطبوبي عبر اجتماع الإطارات النقابية في صفاقس: إعلان الدخول في «الصدام» ضدّ الحكومة والرئاسة

انطلق الاتحاد العام التونسي للشغل في التعبئة والحشد لإنجاح الإضراب العام في الوظيفة العمومية والقطاع العام بعد اللاءات التي رفعتها حكومة نجلاء بودن

في وجهه بعدم الدخول في مفاوضات جديدة للزيادة في الأجور وعدم إصلاح المؤسسات العمومية وعدم تعديل المنشور 20 المتعلق بالتفاوض، وقد اختار الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي أن تكون ولاية صفاقس نقطة الانطلاق للزيارات الميدانية التي سيقوم بها إلى حين حلول موعد الإضراب العام وما لم تطرأ أي تطورات جديدة في هذا الشأن، والخطاب الذي ألقاه الطبوبي خلال اجتماع ندوة الإطارات النقابية الجهوية والذي جاء بنبرة ولهجة حادة يشير إلى دخول الاتحاد في مواجهة ليس مع الحكومة فقط بل أيضا مع رئاسة الجمهورية، خطاب وجه خلاله الطبوبي عدة رسائل وانتقادات وأن الاتحاد يعبر عن مواقفه السياسية بكل وضوح وشفافية ولا يخشى أحدا.

13 يوما تفصلنا عن موعد الإضراب العام والذي سيشمل 159 منشأة ومؤسسة عمومية، مدة ستكون بمثابة المهلة الممنوحة إلى رئاسة الحكومة من أجل الاستجابة إلى المطالب المتضمنة في برقية الإضراب والمتمثلة خاصة في سحب المنشور عدد 20 الصادر بتاريخ 9 ديسمبر 2021، وتطبيق جميع الاتفاقيات الممضاة إلى جانب الدخول الفوري في مفاوضات اجتماعية والشروع الفوري في إصلاح المنشآت والمؤسسات العمومية حتى تلعب دورها الاقتصادي والاجتماعي وعدم اللجوء إلى الخوصصة الجزئية أو الكلية إضافة إلى إلغاء المساهمة التضامنية (1%) وإنهاء التفاوض في القانون العام لأعوان المنشات والمؤسسات العمومية.

طريق الاتحاد واضحة
أكد الأمين العام لاتحاد الشغل أمس بنبرة عالية أن طريق الاتحاد واضحة وهي طريق الصدق والوضوح والأمانة، ليرد على كل الانتقادات التي وجهت للاتحاد في علاقة بإضراب 16 جوان الجاري، قائلا « ليس الاتحاد الذي يعمل في الركن وعندما يقرر تنفيذ إضراب سياسي فسيكون بوجوه واضحة والاتحاد نفذ إضرابين سياسيين في سنة 2013 أولهما في 13 فيفري والثاني في 26 جويلية 2013 وذلك بسبب اغتيال كل من الشهيدين شكري بلعيد ومحمد البراهمي ونفذ إضرابات عامة في القطاع العام والوظيفة العمومية في حكم الترويكا والحكومات المتعاقبة ، الاتحاد لا يخشى أحدا ولا يخشى لوم أي كان أمام مصلحة الوطن واستحقاقات الشغالين..قدرنا التحدي من أجل بناء هذا الوطن..الاتحاد له من النضج السياسي الشيء الكثير وله من القراءة الموضوعية الشيء الكثير ولسنا في مفهوم التحزب السياسي..».

تناقض بين عمل الحكومة والرئاسة
وتابع قوله إن «إن الاتحاد قوة نضال من أجل مصلحة الوطن وسيظل قوة اقتراح والقاطرة الحقيقية للمجتمع المدني وقوة إعداد ملفات وإقناع ونفتخر بهذا في هذه المدرسة العريقة ووجوهنا واضحة.. الاتحاد ليس من دعاة الإضراب وهو مستعد للحوار الجدي والمسؤول والأخذ بعين الاعتبار الوضع الاقتصادي والاجتماعي بالبلاد..الاتحاد احترم المقامات وكل المؤسسات وقد طلبت في آخر لقاء مع رئيس الجمهورية توضيح تمشيه وتم إدراج اسمنا في لجنة الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والمربع محدد وهي مخرجات الاستشارة الوطنية … أولا نحن لم نستشر في هذا ثم ما هذا التناقض، فالحكومة المعينة بمرسوم تقول إنها تتفاوض في الإصلاحات مع صندوق النقد الدولي وأنها قطعت أشواطا كبيرة وهنا السلطة التنفيذية تدعو لإعداد برنامج اقتصادي واجتماعي، فوجدنا في كل هذا انه لا يمكن في كل هذا أن نغامر بمبادئ وبمكانة الاتحاد في المجهول وقلنا اخدموا ربي يعينكم ونحن لنا حقوق اقتصادية واجتماعية وتقررت التحركات والنضالات فيها منذ مارس الماضي».

إضراب 16 جوان الجاري عنوانه واضح
وشدد الطبوبي على أن إضراب 16 جوان الجاري عنوانه واضح وهو كرامة العاملات والعاملين ،مضيفا أن عنوانه الرئيسي استحقاقات اجتماعية والاتفاقيات وتعديل المقدرة الشرائية، وأبرز أن البلاد تعيش اليوم من نكبة إلى أخرى ولا يمكن للاتحاد أن يبقى صامتا وخياره واضح ومرجعيته واضحة وهي قرارات مؤسساته وهيئته الإدارية والحكم هو الشعب التونسي، وكشف أن رؤيته الاقتصادية والاجتماعية جاهزة في انتظار الكشف عن رؤيته فيما يتعلق بالإصلاح في النظام الدستوري والقانون الانتخابي الأسبوع القادم، قائلا «اقسم إننا لن ندخر أي جهد في الاستبسال والمثابرة من اجل تحقيق مطالب الطبقة الشغيلة والطبقة العاملة كلفنا ذلك ما كلفنا ومهما كانت الظروف وقسما إذا لاحظنا وجود تلاعب بالوطن في الخيارات من حريات عامة وفردية ومن حرية تنظم وحرية التعبير والإعلام والحق النقابي ومن حق الإضراب سنكون هنا، لسنا بمنظمة للزيادة في الأجور فقط وسنتصدى لتلك الخيارات، نحن لا نعلم الغيب ولكننا لن نذهب في الغموض ولن نضع مصداقية وتاريخ الاتحاد في شيء نجهل مصيره.. الاتحاد لن يقتل الأحزاب السياسية.. خوذو العبرة من السلطات القائمة سابقا لما تعولون على أناس صبايحية و بنادرية وقفافة تهوى لما تريد التقدم مثل كالعنكبوت وإنما نحن تربينا على الصدق والرجولية وتربينا أن نقول كلمتنا دون أن نخشى لومة لائم وهذا قدرنا .. وقدرنا في إرادتنا لتحقيق المكاسب».

ضحك على الذقون
كما وصف الطبوبي المقترحات التي قدمتها الحكومة في اجتماع 5+ 5 في علاقة بتطبيق الاتفاقيات الممضاة إلى غاية 2028 بالضحك على الذقون والاتحاد لم يطلب المستحيل وموقفه واضح حتى من الإصلاحات الموجعة التي يتحدثون عنها، فالاتحاد يشدد على أنه لا سبيل أن تكون الإصلاحات الموجعة على حساب الطبقة المفقرة والمتوسطة والمهمشة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115