اتحاد الشغل ورئيس الجمهورية والحكومة والنهضة: التنديد والتحذير والمطالبة بالتوضيح قبل المرور إلى مرحلة «المواجهة»

بعد فترة من الهدوء المؤقت، يبدو أن الاتحاد العام التونسي للشغل قد اختار التصعيد للدفاع عن نفسه وعن التونسيين، وقد حمل بيان مكتبه التنفيذي

الصادر يوم أمس عدة مصطلحات ثقيلة كـ«المغامرة» «كيانات موازية غريبة» و«السموم»، مصطلحات تشير إلى استعداده للدخول في مواجهة كل من يستهدفه، في إشارة خاصة إلى حركة النهضة وأنصار رئيس الجمهورية، ويستهدف البلاد ويدفع بها إلى الهاوية، بيان أدان فيه الاتحاد وبشدة حملات التشويه والتزوير والأكاذيب التي تطال الأمين العام وعددا من قيادات الاتحاد من قبل صفحات معلومة بانتسابها لأنصار الرئيس وأخرى بانتمائها للنهضة وحواشيها على خلفية مواقفه بخصوص الأزمة التي تعصف بتونس والتي حمّل من خلالها المسؤولية لجميع الأطراف.
تسارع الأحداث وتطورها بشكل غير مسبوق في الفترات الأخيرة أجبر اتحاد الشغل على عدم البقاء مكتوف الأيدي والخروج من مرحلة الترقب إلى المواجهة، والبداية كانت بإصدار بيان شديد اللهجة في انتظار التحركات القادمة، بيان ردّ فيه الاتحاد على الحملات التي شنت ضده وضدّ قياداته، ليطالب القضاء بتعهّد هذه الانتهاكات وتتبّع مرتكبيها لما تلحقه من إساءة لأعراض الشخصيات والمنظّمات وشرفها ليهيب بجميع القوى للتصدّي إلى السموم التي تبثّها هذه الصفحات الافتراضية التي تزيد في تعكير الأجواء وتوتير المناخ العام والدفع إلى العنف والإرهاب لما فيها من تحريض وتجييش.
إدانة ما ورد في بيان النهضة
أدان اتحاد الشغل ما ورد في بيان حركة النهضة الصادر بتاريخ 05 ماي الجاري من اتّهام للأمين العام المساعد سامي الطاهري، مشيرا إلى أن ما يصدر عن أعضاء المكتب التنفيذي من تصريحات أو مواقف يلزم الاتحاد الذي تعبّر قياداته عن المواقف المنسجمة والنابعة من التشاور والحوار والصادرة عن الأطر والهياكل، كما أدان أيضا في ذات البيان التسريبات الرائجة منذ مدّة في إشارة إلى التسريبات المنسوبة لمديرة ديوان رئيس الجمهورية السابقة نادية عكاشة، وعبر عن تساؤلاته حول توقيتها وأهدافها ومن يقف وراءها، مشدّدا على خطورتها على الأمن العام، مندّدا بإساءتها إلى رأس الدولة واستهدافها سمعة البلاد ويستغرب المكتب التنفيذي الوطني تباطؤ عمل النيابة العمومية والأجهزة الفنّية ودعاها إلى سرعة إنهاء التحقيق والتوجّه إلى الرأي العام لإنارته بالحقيقة والتهيؤ للتصدّي لمثل هذه المناورات الخطيرة. كما ندد الاتحاد من جهة أخرى بالحرائق المفتعلة خلال الأيّام السابقة، داعيا وزارة الدّاخلية إلى التوجّه إلى الرأي العام لطمأنته وللكشف عن طبيعة هذه الحرائق والتمييز بين ما هو مفتعل وإجرامي وذو خلفية سياسية.
رفض أي مغامرة
مصطلحات ثقيلة استخدمها الاتحاد في بيانه مثل «المغامرة»، حيث جدد رفضه لأيّ مغامرة تستهدف وحدة البلاد عبر إنشاء كيانات موازية غريبة تزيد في تعميق الأزمة وتدفع بالتونسيين إلى التصادم وإلى مزيد الانقسام داعيا إلى التوقّف عنها، كما جدد أيضا رفضه لأيّ حوار شكلي مشروط غير ذي جدوى يهمّش القوى السياسية الوطنية والاجتماعية الفاعلة، ليجدد دعوته إلى حوار حقيقي مباشر واسع لا قرارات مسبقة فيه ولا تزكية لاستنتاجات معدّة له سلفا، داعيا إلى الاتفاق على أهدافهِ وإطارِه وعلى أطرافِه ومحاورِه وأشكالِ إنجازِه وأجندةِ أشغاله قبل إصدار أيّ أمر في الغرض، وأضاف في ذات البيان أنه بقدر التزامه بالحوار، فإنّه يسجّل التأخّر في الدعوة إليه ويرفض تقديم الدروس والتحذيرات ولعب دور الوصاية على الاتحاد، مطالبا بتوضيحات حول ملابساته».
دعوة الحكومة إلى التفاعل الايجابي
كما دعا الحكومة إلى التفاعل الإيجابي مع مطالب الشغّالين بدءا بإلغاء المنشور عدد 20 والشروع في مفاوضات اجتماعية تفضي إلى الزيادة في الأجر الأدنى المضمون وتعديل المقدرة الشرائية لأعوان القطاع العام والوظيفة العمومية تجسيما للاتفاق بين الاتحاد والحكومة ووصولا إلى تطبيق الاتفاقيات القطاعية المبرمة وإنهاء التفاوض في تنقيح النظامين الأساسيين للوظيفة العمومية وللمنشئات والدواوين والشروع بصفة تشاركية في معالجة وضعية المؤسّسات العمومية حالة بحالة قصد إنقاذها إلى جانب التسريع في إمضاء بقية الملاحق التعديلية المتعلّقة بالزيادة في عمال القطاع الخاص وإصدارها في الرائد الرسمي في أسرع الأوقات.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115