بعد سوق الحناء في قابس.. نشوب حرائق في واحة الحامة ومنازل مهجورة و3 مراكب صيد في صفاقس.. سلسلة الحرائق «المفاجئة» تتواصل ونقاط استفهام كبرى تطرح في انتظار نتائج التحقيقات

ثمّ في واحة الحامة حيث امتد الحريق على مساحة شاسعة تتجاوز الهكتار مع حرق 100 أصل نخيل وقد ساعدت الرياح القوية التي تشهدها المنطقة في توسّعه، بما زاد من صعوبة السيطرة عليها من قبل أعوان الحماية المدنية، الحرائق طالت أيضا مراكب صيد في ميناء الصيد البحري في صفاقس وكذلك منازل مهجورة ومساحات غابية في منطقة بوعطوش في ولاية قابس والأسباب إلى حدّ الآن مازالت مجهولة في انتظار نتائج التحقيقات، إن كانت مفتعلة أو طبيعية.
بعد حريق سوق جارة للحناء، استفاقت ولاية قابس أمس على عدة حرائق أخرى مفاجئة، حيث اندلع أمس حريق ضخم بواحة الحامة وقد امتد على مساحات شاسعة بسبب الرياح القوية في المنطقة وهو ما حال دون السيطرة عليها وسط تزايد المخاوف من وصول إلى المناطق السكنية المجاورة، ووفق المدير الجهوي للحماية المدنية عادل البوعزيزي، فإن الإدارة قد خصّصت شاحنات إطفاء للسيطرة على هذا الحريق وهي بصدد التنسيق مع الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه للتمكن من تعبئة شاحناتها من نقطة مياه موجودة بمكان قريب من الحريق. هذا وأكد الناطق باسم المحكمة الابتدائية بقابس محمد الكراي في تصريح له لـ«المغرب» أن حريق الحامة قد امتد إلى حدّ كتابة هذه الأسطر على مساحة حواليّ هكتار وحرق حوالي 100 أصل نخيل.
تزامن الحرائق
تزامن الحرائق خلال الأيام الأخيرة خاصة في ولاية قابس التي لم تطل فقط الأسواق والواحات بل طالت أيضا بعض المنازل المهجورة والمساحات الغابية، حيث تفطن أعوان الجر والصيانة للسكك بغنوش لحريق بالحديقة الكائنة بالمنازل المهجورة في محطة غنوش وتم الاتصال بالحماية المدنية التي سارعت إلى المكان وتم السيطرة على الحريق وتجنب الكارثة، ذلك أن حجرة مولد الكهرباء كانت محاذية للحريق بحسب ما أعلنته نقابة موظفي الإدارة العامة لوحدات التدخل على صفحتها الرسمية ، كما أكدّ المدير الجهوي للحماية المدنية بقابس، عادل بوعزيزي اندلاع حريق بواحات بمنطقة «وادي شنّني»، تمت السيطرة عليه، بفضل التدخل السريع لوحدات الإطفاء، سيناريو الحرائق المفاجئة هذه الأيام تذكرنا بسلسلة الحرائق التي تتم سنويا في عدد من الغابات والمحاصيل الزراعية، حرائق تتسب في خسائر اقتصادية كبيرة، التحقيقات مازالت متواصلة للكشف عن الأسباب وحسب ما يتم تداوله فإن المعطيات الأولية تفيد بأنها مفتعلة وهناك جهات تقف وراءها من أجل بث الفوضى في البلاد، جهات مرت إلى سياسة الأراضي المحروقة.
الحريق الثالث من نوعه في 24 ساعة
الحرائق لم تطل فقط ولاية قابس فقط بل كذلك ولاية صفاقس، حيث اندلع مساء أمس بميناء الصيد البحري بصفاقس حريق بمركب صيد تمكّنت الحماية المدنية من إخماده دون أن يسفر عن أضرار بشرية، وفق ما أفاد به رئيس الاتحاد الجهوي للفلاحة والصيد البحري محمد شلاقو الذي أكد في تصريحات إعلامية له أن هذا الحريق هو الثالث من نوعه في الـ24 ساعة الماضية، حيث سجل مساء يوم الأربعاء حريقان بمركبين آخرين تمت السيطرة عليهما، مضيفا أن الوحدات التابعة لديوان الحماية المدنية عملت على إخماد النيران بعد أن تم إبعاد المراكب المحاذية للمركب المشتعل، ثم اضطرت إلى إغراقه لصعوبة السيطرة عليه بسبب الرياح. وبحسب ما أكده الأمين العام المساعد للأمانة العامة لقوات الأمن الداخلي معز الدبابي في فيديو نشره على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» فإن المراكب التي احترقت هي محجوزة على ذمة الديوانة والحرس البحري في قضية تهريب دخان، مشيرا إلى أن التحقيقات بدأت تكشف عن خيوط الشبكة في عملية الحرائق المتواترة.
استهداف مقرات أحزاب
الحرائق الغامضة ومجهولة الأسباب تأتي بالتزامن مع تنظيم جبهة الخلاص ندوة صحفية طارئة، ندوة أكد فيها نجيب الشابي على توجه السلطة إلى حلّ الأحزاب السياسية وإيقاف قياداتها وعدد من الشخصيات الوطنية ووضعهم في الإقامة الجبرية، مشيرا إلى إمكانية استهداف مقرات أحزاب يوم الأحد 8 ماي القادم تزامنا مع دعوات للتظاهر، صدرت عن بعض الأطراف المناصرة لرئيس الجمهورية، ليشدد على أنّه مطّلع على مطبخ الحياة السّياسية و ما يتمّ التخطيط له اليوم، وهذه المعلومات مؤكّدة والشّخصيات المستهدفة معلومة بالأسماء وعلى رأسها حركة النّهضة قد انطلقت هذه العمليات يوم أمس باستهداف مقرّ الحزب بساقية الزيت بولاية صفاقس.