الطبوبي بعد لقائه مع ممثلي برلمان الاتحاد الأوروبي: «نرفض أن يكون الحوار على قاعدة الاستشارة الوطنية وبشروط مسبقة.. وعلى كل إنسان أن يتحمل نتائج خياراته»

يبدو أن دائرة الرافضين والمعترضين على تمشي رئيس الجمهورية قيس سعيد بخصوص انطلاق الحوار الوطني على قاعدة نتائج الاستشارة الوطنية باقية وتتوسع،

لم يكن الرفض مقتصرا على الأطراف والأحزاب التي تمّ إقصاؤها بل كذلك من الأطراف التي تشاور معها والتقى بها في بداية الشهر الجاري، من بينها الاتحاد العام التونسي للشغل الذي أكد على لسان أمينه العام نور الدين الطبوبي أمس أن الاتحاد يرفض أن يكون الحوار على أساس نتائج الاستشارة الوطنية، وحذر قيس سعيد من سياسة المرور بقوة التي ستكون لها تداعيات وقد توصل تونس الى مرحلة العبث.

شدد نور الدين الطبوبي عقب اللقاء الذي تمّ أمس مع ممثلي برلمان الاتحاد الأوروبي على أن المشرف على الحوار الوطني المرتقب هو المُنتخب مباشرة من الشعب رئيس الجمهورية لكن الحوار لا يكون بشروط أو نتائج مسبقة بل يضمّ الرأي والرأي المخالف، وقال في فيديو نشرته صفحة الاتحاد «نقر بوجود هنات في الحكم وفي القانون الانتخابي والنظام السياسي والحكم المحلي وغيرها وهذا كله تجربة أولية وأي عمل بشري لا يخلو من نقائص ويخضع دائما للتدارك والتقييم والتقويم ولا ينبغي أن نتخذ الاستشارة الوطنية كمرجع وتكون قراراتها هي التي يتم اعتمادها ونبدأ بها.. وقد انطلق الرئيس في ذلك وعلى كل إنسان ان يتحمل نتائج خياراته وخطواته».

سياسة المرور بقوة ستكون لها تداعيات
وفق تأكيدات الطبوبي فإن إن الاتحاد يضغط من أجل يكون الحوار تونسيا دون شروط مسبقة يشارك فيه العديد من الأطراف، مشيرا إلى أن الاتحاد لا يبحث عن التموقع وإنما يرغب في تشاركية فعلية وواسعة وفي حوار حقيقي فيه الرأي والرأي المخالف وباعتماد ميثاق وطني حقيقي يحظى بإجماع كل التونسيين، ليشدد على سياسة المرور بقوة ستكون لها تداعيات لسنوات وسنوات طويلة، ونبه من وصول البلاد إلى مرحلة العبث، مؤكدا أنه من الضروري الجلوس على الطاولة بين كل الأطراف وان يقر الجميع بمسؤوليته عن تبعات الفترة السابقة. كما شدد الطبوبي على ان الاتحاد لن يكون إلا مع الناس التي تكون قادرة على أن تكون لها قراءة نقدية ايجابية وكلنا في حاجة إلى الإصلاح وتطوير عقلياتنا وكيفية رسم أهدافنا المستقبلية.

«لسنا في وضع المعلّم والتلميذ»
وبخصوص لقائه مع ممثلي البرلمان الأوروبي، قال الطبوبي «إن النقاشات كانت مُطوّلة حول رؤية الاتحاد للإصلاحات الاقتصادية والاتحاد منفتح على التجارب الخارجية لكنهم ليسوا في موضع المعلّم والتلميذ..صحيح نحن منفتحون على كل الحضارات والتجارب الخارجية وصحيح انه تربطنا بالأوروبيين علاقات تاريخية ولكن حملناهم المسؤولية بما أنهم لم يستثمروا في الثورة التونسية خلافا لتحركهم في الحرب الاوكرانيبة الروسية لمساعدة أوكرانيا وفي تونس لم تكن هناك وقفة أو استثمار لتكون تونس النموذج الديمقراطي في العالم العربي وانه باستطاعتنا نحن كعرب أن نعيش في اختلافات وأن هذا التوجه التونسي الذي سينجح ولنا مقومات النجاح ويجب ألا يستبد بنا اليأس من بلادنا»، مؤكدا أن الاتحاد ضدّ توجيه الحوار إلى الاستئثار بالسلطة، مشيرا إلى أن تجربة تونس بعد الثورة أثبتت الحاجة إلى تنفيذ إصلاحات على قاعدة وطنية، ولما جاءت 25 جويلية كانت فرصة للتقييم لكن للأسف بقيت دار لقمان على حالها وفهمنا للواقع لم يكن بالدرجة وبالوعي المطلوبين.

اجتماع مرتقب غدا بين الحكومة والاتحاد
تصريح الطبوبي ولقائه مع ممثلي برلمان الاتحاد الأوروبي يأتي بعد يوم من لقائه مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، لقاء تناول حسب بلاغ لرئاسة الحكومة، الوضع العام في البلاد فضلا عن سبل إرساء حوار دائم ودوري بين الحكومة والمنظمة الشغيلة حول أهم القضايا التي تهم التونسيين مثل المحافظة على المقدرة الشرائية للمواطنين ومقاومة غلاء الأسعار وذلك عبر تضافر كل الجهود ووضع رؤى وتصورات جديدة قادرة على خلق ديناميكية اقتصادية لتجاوز الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب. كما مثل اللقاء مناسبة للإعداد للاجتماع المرتقب يوم غد الجمعة 15 أفريل الجاري بين أعضاء الحكومة والمكتب التنفيذي للاتحاد العام التونسي للشغل والذي سيكون فرصة متجددة للتفاوض حول عدد من المحاور، والتوصل لمخرجات تهدف لتفعيل الحوار وإيجاد حلول للوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115