بعد أشهر من الخلافات والتوتر وقبل أيام من انعقاد الهيئة الإدارية الوطنية.. الطبوبي يلتقي مع بودن..فهل تكون الخطوة الأولى لعودة العلاقات؟

شهدت العلاقة بين حكومة نجلاء بودن والاتحاد العام التونسي للشغل فترة من الفتور والتوتر لتصل إلى شبه القطيعة. وقد زادت حدة التوتر بين الطرفين مع إصدار نجلاء بودن

للمنشور عدد 20 المحدد لشروط التفاوض مع النقابات البرنامج الذي قدمته الحكومة إلى صندوق النقد الدولي فضلا عن الاتفاقات العالقة والتي لم تجد إلى حد اليوم طريقا إلى التطبيق منها خاصة اتفاق 6 فيفري كذلك عدة ملفات شائكة كانت السبب في توتر العلاقة بين الطرفين وصلت إلى حدّ الحديث في مناسبات عديدة من طرف المركزية النقابية عن المواجهة والمعركة، الأمر الذي يفرض على كل من نجلاء بودن ونور الدين الطبوبي البحث عن مخارج وحلول للتوافق وإذابة الجليد، ولعل الاجتماع الذي تمّ بينهما أمس قد يكون الخطوة الأولى لعودة العلاقات.
بعد أشهر من القطيعة والتوتر والمواجهات والتصريحات، التقى يوم أمس الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن، وتناول اللقاء بالأساس العلاقة بين المنظمة الشغلية والحكومة كذلك الوضع الاجتماعي في البلاد والاتفاقيات العالقة وغير المنفّذة والمؤسسات العمومية والمفاوضات الاجتماعية وخاصة المنشور عدد 20 الذي تصفه قيادات الاتحاد بـ«سيء الذكر» وقد وضع الاتحاد مخرجات اللقاء على طاولة اجتماع مكتبه التنفيذي مساء أمس، لقاء يأتي بعد 11 يوما من اللقاء الذي جمع المكتب التنفيذي للاتحاد مع رئيس الجمهورية الذي جدد التأكيد على ثوابت لا محيد عنها وهي الدور الاقتصادي والاجتماعي للدولة لأن المرافق العمومية لا تخضع لمقاييس الربح والخسارة ولا بدّ من وضع حدّ لشبكات الفساد التي تنخرها ولمحاولات المفسدين ضربها للحلول محلّها، ليشدد على أن الحلول لن تنفرد بها جهة واحدة بل ستقوم على الحوار.
لقاء لتوضيح عدة نقاط
يبدو أن اللقاء الذي تمّ أمس بين الطبوبي وبودن قد يكون الخطوة الأولى نحو توضيح العلاقة بين الجانبين وإزالة التوتر بينهما ، فاللقاء يأتي قبل أيام من انعقاد الاتحاد هيئته الإدارية الوطنية والتي من المرجح أن تعقد في منتصف شهر رمضان، هيئة سيتخذ خلالها الاتحاد التحركات النضالية القادمة للمطالبة بتطبيق الملفات العالقة وإصلاح المؤسسات العمومية وفتح جولة جديدة من المفاوضات وبالأساس سحب المنشور 20 الذي كان سبب في فشل جلسات التفاوض في عدة قطاعات وبالتالي تنفيذ الإضراب العام، وستنظر الهيئة الإدارية المرتقبة في التوصيات التي تمّ رفعها من قبل مجمع الوظيفة العمومية ومجمع القطاع العام بتنفيذ إضراب عام في الوظيفة العمومية والقطاع العام كخطوة أولى وفي صورة تواصل الوضع على ماهو تنفيذ إضراب وطني، الساعات القليلة القادمة قد تكشف عن تفاصيل جديدة بخصوص ما دار بين الطبوبي وبودن، وسيكون هذا اللقاء عنوانا جديدا لطي صفحة الخلافات والتوترات وبناء علاقات ود وتشارك في اتخاذ القرارات وخاصة تقديم الضمانات الكافية للاتحاد بتفعيل ما يطالب به منذ مدة.
حكومة بودن ..حكومة الضرورة
الأمين العام للاتحاد شدد في حوار له لجريدة «الشعب» على أن علاقة الاتحاد بالحكومة ستظلّ متوتّرة ما لم تبتعد عن ما وصفها بالحلول الترقيعية ولم تَنْفَذْ إلى عمق الإصلاحات التي تَخلق الثـروة، منتقدا أداء الحكومة وأكد أنها لم تخلق الديناميكية اللازمة للإنعاش الاقتصادي، مشيرا إلى أن هناك فشل صارخ واعتبر أن هذه الحكومة هي حكومة الضرورة وكل تبعات سياستها يتحملها رئيس الجمهورية التي عينها، كما شدد على أنه للأسف لا توجد أي بوادر انفراج مع الحكومة فحتى رئيس الجمهورية لم يتحدث عن التفويت ورفع الدعم في تناقض مع تصورات الحكومة، مضيفا أنه لا بدّ من حلول جذرية ولكن للأسف مع من سيتم التفاوض لإيجاد هذه الحلول.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115