تصريحات أردوغان: تدخل غير مقبول في الشؤون الداخلية لتونس

رفضت تونس ومكونات المجتمع المدنى تصريحات رجب الطيب اردوغان رئيس تركيا التى انتقد فيها

قرار حل البرلمان واعتبرت ذلك تدخلا في الشأن الداخلي لتونس ..
لا يخفى على احد قرب رئيس حركة النهضة ورئيس مجلس النواب المنحل راشد الغنوشي من الرئيس التركي اردوغان الذي كانت تصريحاته تصب في خانة دعم حركة النهضة اساسا، وقد اعتبر في تصريح له ان حل البرلمان المنتخب في تونس يشكّل ضربة لإرادة الشعب، في الوقت الذى تتقدم فيه تونس في جل التقارير الدولية حول الديمقراطية وحرية التعبير والصحافة تتقدمها على تركيا التى تعج سجونها بالصحفيين والمعارضين فعلى سبيل المثال تحتل تونس الرتبة 73 من اصل 180 دولة ضمن التصنيف العالمي لحرية الصحافة الذي قدمه «مراسلون بلا حدود» في عام 2021 في حين جاءت تركيا في المرتبة 153 في نفس التقرير، اما في التقرير السنوى لمؤشر الديمقراطية لعام 2021 فان تونس قد احتلت المرتبة 75 عالميا في المقابل كانت لتركيا المرتبة 103 من بين 165 دولة
وقد أكد رئيس الجمهورية قيس سعيد امس لدى اشرافه على موكب إحياء الذكرى 22 لوفاة الزعيم الحبيب بورقيبة بالمنستير إن تونس دولة ذات سيادة لها اختياراتها بناء على ارادة شعبها المستقل قائلا «سنعمل على ان نكمل مسيرة الشعب نحو الحرية بعيدا عن اي تدخل في شؤوننا الداخلية…لنا سيادتنا و لنا اختياراتنا بناء على الارادة الشعبية…لسنا ايالة ولا ننتظر «فرمانا» من جهة معينة… سيادتنا وكرامتنا و عزتنا قبل اي اعتبار»..
هذا وقد أجرى وزير الشؤون الخارجية عثمان الجرندي يوم الثلاثاء، اتصالا هاتفيا مع وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، واستدعى السفير التركي بتونس إلى مقر الوزارة، للتعبير عن «رفض تونس لتصريح الرئيس التركي حول الوضع في تونس واعتبره تدخلا في الشأن التونسي» وشدد الوزير على أن علاقات البلدين يجب أن تقوم على احترام استقلالية القرار الوطني واختيارات الشعب التونسي دون سواه، وأن بلادنا لا تسمح بالتشكيك في مسارها الديمقراطي.
هذا وأعربت وزارة الشؤون الخارجية عن بالغ استغرابها من التصريح الذي أدلى به الرئيس التركي، بخصوص تونس مشددة على ان هذا التصريح يعد تدخلا غير مقبول في الشأن الداخلي، يتعارض تماما مع الروابط الأخويّة التي تجمع البلدين والشعبين وتتنافى مع مبدإ الاحترام المتبادل في العلاقات بين الدول...
في السياق نفسه عبر امين عام حركة الشعب عن رفض تصريحات اردوغان معتبرا ما ورد فيها تدخلا تركيا سافرا في الشأن الوطني الداخلي التونسي، داعيا جميع التونسيين بمختلف انتماءاتهم الفكرية والحزبية إلى الإجماع على رفض التدخل الخارجي في الشأن الداخلي التونسي، ورفض الاستقواء بالخارج والتحريض على بلادهم.
وقال المغزاوي في تصريح لاذاعة «موزاييك اف ام» ان اردوغان ليس في موقع يمكنه من الحديث عن الديمقراطية وحقوق الانسان في تونس، في وقت تعج فيه السجون التركية بالصحفيين والمدونين والبرلمانيين والمعارضين وقادة الاحزاب السياسية، وما تعيشه تركيا اليوم من خنق للحريات بسبب الانقلاب المزعوم في بلاده.
كما اعتبر عبد اللطيف المكي الناشط في حراك «توانسة من اجل الديمقراطية» والقيادى السابق في حركة النهضة ان تصريحات وزيري خارجية مصر والامارات المساندين لرئيس الجمهورية قيس سعيد، وتصريح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المعارض لسعيد، تصنف جميعا بنفس المقاييس، فاذا تم تصنيف احدهم في خانة التدخل الاجنبي في الشأن التونسي فيصبح تصنيف البقية في نفس الخانة والعكس صحيح وفق تقديره.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115