هجوم مجموعات إرهابية على مقرات أمنية وعسكرية في بن قردان: كل التفاصيل عن تصدي القوات الأمنية والعسكرية للهجوم الإرهابي

استيقظ أهالي مدينة بن قردان وضواحيها في الساعات الأولى من فجر أمس الاثنين على دويّ الانفجارات وصوت الرصاص والقذائف أثناء مهاجمة مجموعات إرهابية لمنطقتي الحرس الوطني والأمن الوطني والثكنة العسكرية جلالة كلم 5 طريق مدنين في نفس التوقيت أي في الساعة الرابعة وخمسة عشر دقيقة بالتحديد.

تواصلت المواجهات المسلحة حتى الساعة التاسعة صباحا لينتهي هجوم «الدواعش» بفشلهم في اقتحام تلك المقرات السيادية بعد الأداء البطولي والمشرّف للقوات المسلحة والأمن والحرس الوطنيين ومن ثمة العمليات المنفردة للفارين من الإرهابيين في اتجاه المناطق المؤدية للحدود الجنوبية الشرقية لليبيا أي منطقة الطابعي وجنوب جلاّلة وكذلك الغادر على بوابة تونس الجنوبية الشرقية - بن قردان منذ أن تناهى إلى مسامعنا صوت الرصاص الأول للهجوم الذي تعرضت له الثكنة العسكرية.

عبر طريق بن قردان – تطاوين
وتفيد المعلومات المتوفرة أن المجموعة التي هاجمت الثكنة جاءت عبر طريق بن قردان – تطاوين أي الخروبة بدل استعمال الطريق الوطنية بن قردان أين تقع الثكنة المستهدفة وذلك للتمويه وتحاشي التفطن إليهم، وبادرت المجموعة بإطلاق النار على أول عسكري لمحوه، المجموعة الإرهابية تفاجأت بيقظة الجيش الكبيرة.

وتفيد المعلومات أن المهاجمين استعملوا جميع أنواع الأسلحة من قذائف ومتفجرات وصورايخ محمولة على الكتف لكن الجيش قابلهم بأداء بطولي وقد سقط ما لا يقل عن 25 إرهابيا أمام الثكنة العسكرية وفي البناءات المدنية القريبة منها أثناء المطاردة من الجيش الوطني والأمن.

وعند بداية الهجوم الإرهابي عمد الجيش الوطني إلى قطع التيار الكهربائي على الثكنة ولجأ لاستعمال القنابل الكاشفة للعدو بما يوحي بجاهزية الجيش لمثل هذه العمليات الإرهابية، علما وأن سلاح الطيران حلّ بمسرح الأحداث حوالي الساعة الخامسة والنصف صباحا، واستمر التحليق على مدى يوم أمس والساعات الأولى من الليل، إلى ذلك أفادنا مصدر عسكري أن سيارة الإسعاف التابعة لمستشفى بن قردان والتي استولى عليها خمسة عناصر إرهابية قد افتكها الجيش واسترجعها أثناء المواجهات التي دارت أمام الثكنة العسكرية.

«داعش وسط المدينة»
أما عن وسط مدينة بن قردان فإن المواجهات العنيفة حصلت أمام منطقة الحرس الوطني، حيث أصيب خمسة أعوان وأمام منطقة الجيش الوطني أين استشهد ضابط ديوانة وأصيب عون آخر من الديوانة أيضا وتمّ قتل ثلاثة إرهابيين على عين المكان، بدوره شهد مقر المعتمدية المحاذي لمنطقة الحرس الوطني هجوم مجموعة إرهابية وقد تم قتل ثلاثة من أعوان المعتمدية واحد موظف واثنان يعملان بالحظائر في الأثناء استغل الدواعش حالة الإرباك وعدم وصول التعزيزات العسكرية والأمنية من المعتمديات المجاورة للقيام بدوريات وسط المدينة وبدؤوا يستوقفون المارة ويطلبون الهوية من المواطنين وكانوا يأمرون الجميع بالانبطاح أرضا والتكبير. وتضيف المعلومات المتوفرة أن مجموعة من الإرهابيين وعددهم لا يتجاوز خمسة عناصر دخلت إلى المستشفى، واتجهت إلى مكان وقوف سيارات الإسعاف وبعد فترة لا تزيد عن ربع ساعة غادرت المجموعة المكان وأخذت سيارة الإسعاف.

وبفشل المخطط الإرهابي بفضل قوات الجيش والآمن انتقلت الاشتباكات الى وسط المدينة اين تحصّنت مجموعة ارهابية بمنزل احد افرادها المدعو عادل الغندري، وهو محل تفتيش من قبل الوحدات الامنية. وقد دامت الاشتباكات بين الجيش والأمن التونسي مع الارهابيين لساعات وانتهت بتفجير المنزل ومقتل 8 ارهابيين.

لكن العمليات الامنية لم تنه بالقضاء على هؤلاء وإنما استمرت بعد ان حاولت مجموعة ارهابية اخرى استهداف مركز أمن كما استمرت عملية ملاحقة الارهابيين واستهداف مجموعات استقرت في محيط المدينة. كما تم اكتشاف 3 مخازن للسلاح بالمدينة والقاء القبض على عدد من المفتش عنهم، والقضاء على ارهابي اخر فار الى ولاية تطوين.

وتواصلت العملية الامنية والعسكرية مساء امس، بعد فرض حظر تجوال بمدينة بنقردان بارتفاع عدد الشهداء من أبناء المؤسستين الامنية والعسكرية والمدنيين الى 18 شهيدا اضافة الى اصابة 13 اخرين.

القبض على الإرهابيتين رحمة وغفران الشيخاوي خلال عملية بن قردان
تمكنت القوات الأمنية والعسكرية من القبض على الإرهابيتين رحمة وغفران الشيخاوي خلال المواجهات الجارية ببن قردان، حيث كانت الشقيقتان ضمن المجموعة الإرهابية التي هاجمت مراكز الحرس والشرطة ومنازل الأمنيين ببن قردان.
ويذكر أن رحمة من مواليد أفريل 1999 وشقيقتها غفران من مواليد فيفري 1998.

ثلاثة إرهابييين يسلمون أنفسهم للأمن
قالت مصادر من بن قردان أن ثلاثة إرهابيين سلموا أنفسهم لقوات الأمن الوطني في وسط مدينة بن قردان.

مع انطلاق تطبيق قرار حظر التجول
الهدوء يخيم على بن قردان
خيم الهدوء على مدينة بن قردان منذ السابعة من مساء أمس موعد انطلاق العمل بقرار حظر التجول.
وغادر المواطنون الشوارع الى منازلهم في ظل تواجد أمني كثيف وتواصل توافد التعزيزات الامنية على المدينة والتطويق الكلي لكل مداخلها.
ويأتي هذا الهدوء الحذر بعد تواصل المواجهات بالمدينة مساء أمس إثر تحصن مجموعة ارهابية داخل أحد المنازل وتدخل الوحدات الامنية للسيطرة عليهم.
يشار الى أن وزارتي الداخلية والدفاع جددتا أكثر من مرة الدعوة الى كافة متساكني منطقة بن قردان الى ملازمة منازلهم والحذر والهدوء والتقيد بمقتضيات قرار حظر التجول من الساعة السابعة مساء الى الساعة الخامسة صباحا والاتصال بالارقام الموضوعة لغرض الابلاغ عن أية تحركات لافراد مشبوهين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115