الطبوبي في المؤتمر الجهوي بالمنستير: «طلبنا من وفد صندوق النقد الدولي إرجاء الإصلاحات إلى حين التوافق داخليا .. ورئيسة الحكومة غاضبة ..»

يبدو أن المعركة بين الاتحاد العام التونسي للشغل وحكومة نجلاء بودن باقية وتشتد يوما بعد آخر، وتظل خطابات الأمين العام نور الدين الطبوبي

في المؤتمرات الجهوية التي تمّ عقدها على امتداد الأسبوع الجاري والتي كان آخرها في المنستير خير دليل على ذلك، إذ وجه الطبوبي العديد من الانتقادات إلى الحكومة في علاقة بالبرنامج الذي قدمته إلى صندوق النقد الدولي والذي أبلغ الاتحاد تحفظاته عليه خلال لقائه مع بعثة الصندوق أول أمس طالب بإرجاء الإصلاحات والشروط المتعلقة بالدعم والأجور وتجميد الانتدابات إلى حين التوصل إلى اتفاق داخلي تونسي - تونسي، الأمر الذي أغضب بودن التي سارعت بالاتصال بالطبوبي بعد اللقاء.
مع كل خطاب كان الطبوبي يصعد في حدة لهجته وذلك لإيصال العديد من الرسائل إلى الحكومة أو إلى رئيس الجمهورية والتأكيد أن الاتحاد منظمة وطنية مستقلة في قراراتها ومواقفها، وخلال إشرافه أمس على افتتاح المؤتمر الثاني عشر العادي للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير، قال الطبوبي «إن من يحكم اليوم يؤكد أن 25 جويلية ملكه ويتبعه ونحن نقول له مبروك عليك والمهم هو أن تحسن وضع البلاد، انظر إلى أي حال وصلنا اليوم بسبب التعنت في اتخاذ القرارات..السياسة فيها أخذ وعطاء وكيفية ايجاد الحلول والمخارج للمطبات القائمة ولا أحد ينكر اليوم أن البلاد تمر بصعوبات كبيرة وكل هذه الصعوبات والمشاكل لا يمكن أن يتحملها الاتحاد والأجراء ولا يمكن النجاح بصدق إلا بوضع اليد بإخلاص مع الاتحاد «.
«عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء»
وجه الطبوبي العديد من الانتقادات الى الحكومة ورئيس الجمهورية، ليشدد على أن من يريد العمل عليه طرح أفكار انطلاقا من الواقع التونسي وبناء قاعدة جماهيرية حقيقية للإقناع بأفكاره وتوجهاته، مشيرا إلى أن عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء، قائلا « عقارب الساعة لا تعود إلى الوراء والفاهم يفهم ذلك وكل إنسان يريد أن يكتب التاريخ حسب طبيعته لا يمكنه ذلك..التونسيون تعبوا من المناكفات والسب والقمع والمعارك الواهية والفارغة..البلاد تمر اليوم بمنعرجات خطيرة.. السلطة عندما تجد نفسها عاجزة تماما عن إيجاد بدائل وخيارات وتلبية استحقاقات الشعب، ترمي بمشاكلها وعدم قدرتها على الاتحاد العام التونسي للشغل.. لكل دولة خصوصيات وما أشبه الأمس باليوم..الاتحاد مع محاربة الفساد لكن يجب البحث أولا في مسببات استشرائه..الاتحاد سبق وأن شدد على أنه مع قرارات 25 جويلية».
مصارحة الشعب بالحقيقة
وتابع الطبوبي قوله «نسمع اليوم وقبل 25 جويلية عن الإصلاحات الموجعة وليست لهم الجرأة السياسية، يقدمون أرقاما في المكاتب المغلقة تكشف عن الانهيار التام.. والاتحاد يطالب بأن يخرجوا للعلن ويصارحوا الشعب بالحقيقة ويقدموا البدائل والخيارات لكنهم يرفضون ذلك بحجة تجنب التوترات الاجتماعية..كان للاتحاد لقاء مع بعثة صندوق النقد الدولي وقد اتصلت بي رئيسة الحكومة بعد الجلسة وهي في حالة غضب متحدثة عن ضياع الفرصة مع الصندوق.. الاتحاد لن يكون العصا الذي يضرب بها التونسيون ولن يكون شاهد زور وبالوضوح نقولها، نقر بالصعوبات ولا بدّ من اتفاق مع صندوق النقد الدولي كبقية الدول ولكن المشكل ليس هنا بل في تفكك مؤسسات الدولة وتعالي أصوات أخرى من خارج السياق لا في الفهم ولا في الواقعية..الاتحاد يرفض رفع الدعم وتجميد الأجور وايقاف الانتدابات والتفويت في المؤسسات العمومية..هذه مسالة لا سبيل إليها..».
تكليف جهات أجنبية
كما انتقد الطبوبي تكليف وزير الاقتصاد والتخطيط، لجهات أجنبية متمثلة في وكالة التعاون الدولي الألماني، بتمويل وإعداد مخطط للتنمية 2023 - 2025 فضلا عن إستراتيجية اقتصادية تونس 2035، مشددا على هذه المقاربة أولا فيها ضرب لمصداقية التفاوض والتشاور مع الاتحاد العام التونسي ونسف لمبدإ التشاركية. وبين انه من غير المعقول تكليف جهات من الخارج بإعداد رؤية البلاد للسنوات القادمة في الوقت الذي تعج فيه تونس بالكفاءات المعترف بها دوليا. وأشار إلى أن الشركة التي تم اختيارها عن طريق طلب عروض يمتلكها شخصان هما ابعد ما يكون عن الكفاءة فضلا عن ما يحوم حول احدهما من شبهات على حد قوله، وقد طالبت كلية الاقتصاد بإحالته على مجلس التأديب.
استثمار أجنبي جديد
وفق الطبوبي طلب الاتحاد من وفد صندوق النقد الدولي إرجاء الإصلاحات والشروط المتعلقة بالدعم والأجور إلى حين التوصل إلى اتفاق داخلي «تونسي – تونسي» وأنه لا يمكن الحديث عن الإصلاح في ظل واقع سياسي متوتر إلى أبعد الحدود، ليشدد على ضرورة حلّ الملف السياسي أولا ثمّ القيام بعدها بإصلاحات جوهرية اقتصادية واجتماعية، داعيا إلى ضرورة الاستفاقة من الغيبوبة وخروج القائد السياسي لمخاطبة الشعب وإقناعه بالتحديات، ليعلن عن استثمار أجنبي جديد سيصل قريبا إلى تونس عن طريق الاتحاد العام التونسي للشغل الذي سبق له إبرام اتفاق مع شركة «دكسلمار ».

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115