الطبوبي في مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل في سيدي بوزيد: «الحوار هو الخيار الوحيد للخروج من الأزمة وعلى الرئيس مصارحة الشعب بحقيقة الأوضاع»

يبدو أن الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي اختار تصعيد اللهجة في كل خطاب له وذلك من أجل توجيه عدة رسائل إلى كل من رئاسة الجمهورية

ورئاسة الحكومة في محاولة للضغط مجددا والدفاع عن دوره الاتحاد، وقد أعاد خلال إشرافه على المؤتمر الجهوي في قبلي أو في المؤتمر الجهوي في سيدي بوزيد طرح موضوع الحوار كحلّ للخروج من الأزمة وإنقاذ البلاد من وضعها، وما فتئ يشدد على أنه لا خيار سوى التحاور وأن الاستشارة الوطنية لا يمكن أن تكون البديل، ودعا رئيس الجمهورية إلى ضرورة الجلوس إلى طاولة الحوار اعتمادا على الروح الوطنية والمسؤولية التاريخية والخروج إلى الشعب التونسي ومصارحته بحقيقة الأوضاع.
رغم الاتصالات الهاتفية التي تمت بين رئيس الجمهورية والأمين العام للاتحاد فإن لازالت اللقاءات المباشرة منعدمة بين الطرفين ولم يعقد أي لقاء مباشر بينهما منذ أشهر عدة، كما أن اللقاء المبرمج بين المكتب التنفيذي والرئيس لم يجد له طريقا للانعقاد ومازال في مرحلة «الاتفاق الأولي»، وهذا ما جعل الطبوبي يصعد في حدة خطاباته في محاولة لإقناع سعيد بضرورة تجميع القوى الوطنية والديمقراطية والجلوس إلى طاولة الحوار مع الجميع لأنه المخرج الوحيد لتجاوز الصعوبات المعقدة في البلاد والتطورات العالمية المتسارعة في جميع الواجهات بعيدا عن الاملاءات الخارجية.
صياغة مخرجات جماعية للإنقاذ
شدد نور الدين الطبوبي خلال انعقاد مؤتمر الاتحاد الجهوي للشغل بسيدي بوزيد على أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية مُتردية إلى أبعد الحدود، مشيرا إلى أنه لا خيار اليوم سوى التحاور للخروج من الوضع القائم في البلاد، مبرزا أنه لا يمكن لرئيس الجمهورية بمفرده ولا لأي طرف آخر مهما كانت قدرته مجابهة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والسياسية الموجودة حاليا، داعيا إلى ضرورة التحاور باعتباره المخرج الوحيد لتجاوز التعقيدات والصعوبات الموجود في البلاد ومجابهة التطورات العالمية المتسارعة في جميع الواجهات، قائلا «يجب تقاسم الحمل وصياغة مخرجات جماعية للإنقاذ.. وعلى رئيس الجمهورية الخروج إلى الشعب التونسي ومصارحته بحقيقة الأوضاع لأن الأرقام التي يعلن عنها في المكاتب المغلقة مختلفة عما هي عليه في الخطابات..والاتحاد يعي جيدا أن لكل طرف ضغوطاته واكراهاته سواء لرئيس الجمهورية أو للمنظمة الشغيلة».
التفاوض بعد الحوار الداخلي
تشابك الملفات وتعقدها وتواصل الأزمة وضبابية المشهد السياسي وعدم التنازل عن دوره الوطني، فرضت على الاتحاد العام التونسي للشغل أن يختار المواجهة خاصة إذا تعلق الأمر باستحقاقات منظوريه وقوت التونسيين في علاقة برفع الدعم وتجميد الأجور والتفويت في المؤسسات العمومية، وحسب الطبوبي، لن يقبل الاتحاد لم يقبل أبدا أن يوقع على وثيقة تتضمن خيارات لا تخدم مصلحة الطبقات المفقرة، مشددا على أن المطروح اليوم من رفع الدعم وبيع المؤسسات العمومية وتجميد الأجور لمدة 5 سنوات جعل الاتحاد أمام خيار وحيد وهو الإنحناء لقوة الشعب والدفاع عن حقوقه لضمان الحد الأدنى من العيش الكريم، وأشار إلى أن الاتحاد لم يعطل أي اتفاقية ولا يرفض المفاوضات مع الجهات المانحة ولكنه لن ينحني أو يخون الأمانة بل إنه مستعد لكل الخيارات ويطالب بأن يكون التفاوض بعد إجراء حوار داخلي في تونس يضمّ كافة الأطراف المعنية من أجل التوصل إلى برنامج يحظى بالإجماع وهذا من شأنه أن يجعل البلاد في موقع قوة. هذا واعتبر الطبوبي أن تخفيض تصنيف تونس من قبل وكالة «فيتش رايتنغ» إلى «سي سي سي» مع آفاق سلبية بمثابة «الصاعقة»، وأشار إلى أن البلاد وصلت إلى الهاوية.
الاتحاد لن يتنازل عن دوره الوطني
من المنتظر أن يصدر الاتحاد في غضون الأيام القليلة القادمة كل اللوائح المهنية التي تضبط خياراته ورؤيته كما أن مجمع الوظيفة العمومية الذي اجتمع أول أمس رفع توصية بتنفيذ إضراب عام في قطاع الوظيفة العمومية من أجل الدفاع عن الحقوق الاقتصادية والاجتماعية في انتظار اجتماع مجمع القطاع العام ثم الهيئة الإدارية الوطنية للمصادقة على التوصيات الصادرة عن الاجتماعين، وفق تأكيد الطبوبي الذي شدد على أن الاتحاد لن يتنازل عن دوره الوطني وسيدافع عن الحريات العامة والفردية والحقوق الاقتصادية والاجتماعية للتونسيين، داعيا إلى ضرورة الضرب على أيادي العابثين والفاسدين وناهبي ثروات وخيرات البلاد وتحقيق القضاء العادل والمنصف والتوازن بين كل السلطات وتطبيق مبدإ العدالة الجبائية.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115