10 أيام قبل انتهاء الاستشارة الالكترونية مع تواصل ضعف المشاركة: هل تنقذ «مجانية الانترنت للتسجيل» مشروع الرئيس ؟

تفصلنا 10 أيام فقط عن موعد انتهاء الاستشارة الوطنية الالكترونية والتي كانت قد انطلقت رسميا في الـ 15 من جانفي الفارط لتتواصل إلى غاية 20 مارس الجاري

ولا زالت نسبة المشاركة فيها دون المأمول ودون توقعات رئيس الجمهورية قيس سعيد، استشارة بلغت أسبوعها الثامن ولكن عدد المشاركين فيها وصل عند الساعة السابعة مساء من يوم أمس إلى قرابة 301 ألف و600 مشارك في الداخل وفي الخارج، أرقام تكشف عن ضعف الإقبال وتعكس توجهات الرئيس في المرحلة المقبلة، الأمر الذي أجبر سعيد على اتخاذ إجراءات جديدة لتحسين النسبة والردّ على كافة الانتقادات والحملات الموجهة ضدّه وضدّ الاستشارة.
تمّ خلال اللقاء الذي جمع مساء أول أمس رئيس الجمهورية مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن النظر في سبل فتح شبكة الانترنات دون مقابل بداية من أمس الأربعاء إلى غاية يوم الأحد القادم، تاريخ انتهاء الاستشارة، لتمكين المواطنين من المشاركة في هذه الاستشارة حتى يساهموا في تحديد أسس المستقبل الذي يريدون. ووفق ما أكده مدير عام تكنولوجيات الاتصال بوزارة تكنولوجيا الاتصال شوقي الشيحي في تصريح لـ«المغرب» فإنه بإمكان المواطنين بداية من يوم أمس المشاركة في الاستشارة دون مقابل عبر الدخول إلى موقع الاستشارة والتسجيل، مشيرا إلى أن مجانية الدخول خاصة فقط بالاستشارة وتنتهي العملية مع انتهاء فترة الاستشارة أي يوم 20 مارس الجاري.
أكثر من 300 ألف مشارك إلى حدود الأمس
بلغ عدد المشاركين في الاستشارة الالكترونية إلى حدود مساء أمس 301555 مشاركا منهم 218181 من الذكور والبقية من الإناث وكان النصيب الأكبر منهم ينتمي إلى الفئة العمرية بين 30 و39 سنة بنسبة بلغت 27.9%، في حين كانت الفئة الأقل من 20 سنة الأقل مشاركة بنسبة لم تتجاوز 2.5 %، هذا وقد احتلت ولاية تونس المرتبة الأولى عبر مشاركة أكثر من 37 ألف شخص تليها ولايات صفاقس وبن عروس واريانة وسوسة ونابل.. في المقابل احتلت ولاية تطاوين المرتبة الأخيرة بـ2577 مشارك إلى غاية مساء يوم أمس.
تكميم الأفواه وإجهاض التجربة
تعثر الاستشارة الوطنية وضعف الإقبال أعزاه رئيس الجمهورية خلال لقائه في موفى الشهر الفارط مع نزار بن ناجي وزير تكنولوجيات الاتصال إلى عدة صعوبات فنية تعترض المواطنين والمواطنات، وهي صعوبات بعضها ناتج عن جملة من الاختيارات الفنية التي يجب تذليلها، وبعضها مقصود من الذين يريدون تكميم الأفواه وإجهاض هذه التجربة الأولى من نوعها في تونس، وأكّد رئيس الجمهورية على أن مستقبل تونس بأيدي التونسيين والتونسيات، وان مشاركتهم المكثّفة ستعبّد الطريق نحو مرحلة جديدة في تاريخ تونس تقوم على الإرادة الشعبية الحقيقية لا على شرعية وهميّة لفظها التونسيون والتونسيات لأنها لا تعبّر عن إرادتهم الحقيقية.
البحث عن مخارج لاحتواء التعثرات
مرحلة الاستشارة الوطنية هي نقطة البداية والحجر الأساسي لخارطة الطريق التي كان قد أعلن عنها رئيس الجمهورية يوم 13 ديسمبر المنقضي للخروج من الوضع الاستثنائي الذي سينتهي بإجراء انتخابات تشريعية في 17 ديسمبر من السنة الجارية، استشارة أثارت جدلا كبيرا في البلاد حتى أن العديد قد طالبوا بمقاطعتها وشككوا في مصداقيتها، استشارة يراهن عليها الرئيس كثيرا، فهي التي تحمل مشروعه السياسي باعتبار أن هذه الاستشارة عبارة عن عملية سبر أراء التونسيين ومعرفة انتظاراتهم أو مطالبهم خاصة على المستوى السياسي، وهو ما أجبره على البحث عن مخارج لاحتواء التعثرات و»ضعف» المشاركة، على أمل تحسن المشاركة في الأيام القليلة القادمة مع قرب انتهاء الفترة المحددة الإعلان عن إجراءات أخرى شبيهة بإجراء مجانية التسجيل في الاستشارة.
دنيا حفصة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115