عكست النتائج النهائية لانتخابات المجالس العلمية للطلبة الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي التأثيرات السياسية للاحداث الاخيرة التى مرت بها تونس بعد 25 جويلية وذلك من خلال تراجع نوايا التصويت لصالح الاسلام السياسي في تونس فقد تراجعت نتائج الاتحاد العام التونسي للطلبة بحوالي 12 نقطة مقارنة بنتائج 2021 وبأكثر من 14 نقطة مقارنة بسنة 2020 في حين احرز الاتحاد العام لطلبة تونس على تقدم ملحوظ الى جانب المستقلين.
بعد الثورة عاد التنافس إلى اشده بين كل من الاتحاد العام التونسي للطلبة UGTE الفصيل الطلابي لحركة النهضة بالجامعة التونسية والاتحاد العام لطلبة تونس UGET المحسوب على اليسار وبداية من سنة 2016 تغيرت موازين القوى لحساب UGTE حتى انه تمكن في بعض السنوات من الفوز بأكثر من نصف المقاعد في حين تقاسم منافسه بقية المقاعد مع المستقلين، وفي هذه السنة ذلل الاتحاد العام لطلبة تونس الفارق كثيرا ، فقد تقدم بحوالي 8 نقاط ، وأصبح الفارق مع الاتحاد العام التونسي للطلبة نقطة واحدة فقط، كما واصل المستقلون تقدمهم وتمكنوا في هذه السنة من ربح 5 نقاط مقارنة بالسنة الماضية.
الجامعة التونسية ليست بمعزل عن الاحداث السياسية فالمنظمات الطلابية التى تعتبر الارضية الاولى للعمل السياسي لعدد كبير من القيادات السياسية سواء من الاسلاميين او من اليساريين تأثرت بما يحدث في المشهد السياسي التونسي وتراجع نوايا التصويت لحركة النهضة والإسلام السياسي بصفة عامة خلال الاشهر الاخيرة والتصويت لأحزاب لم تتكون بعد، وهو ما يفسر تمكن المستقلين في الجامعة التونسية في هذه السنة من احراز تقدم ب5 نقاط كذلك التراجع الكبير للاتحاد العام التونسي للطلبة.
لذلك حتى وان اعترض الاتحاد العام التونسي للطلبة عن النتائج الصادرة عن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والتى بينت حصوله على 37 بالمائة من نسبة المقاعد بالمجالس العلمية اي 194 مقعدا من جملة 527 مقعدا متنافس حولها فان ذلك لا يغير حتمية تراجعه عن نتائج السنوات الفارطة بحوالي عشر نقاط وقد اعلن هذا الاتحاد على صفحته الرسمية انه بعد تنزيل الوزارة للنتائج الاولية لانتخابات المجالس العلمية قامت سلطة الإشراف بحذف اكثر من 10 مقاعد من الاتحاد العام التونسي للطلبة لتكون النسبة الحقيقية في حدود 40% (207 مقاعد من 527 مقعد ) على حد قوله، وأكد انه سيتوجه لسلطة الاشراف لتصحيح هذا الخطا متمنيا أن لا يكون متعمدا.
اما الاتحاد العام لطلبة تونس فقد تمكن من تحقيق هذا التقدم من خلال الانتصار في أكثر من 25 جزءا بـ50 مقعدا وذلك لغياب المنافس، مع التمكن من استرجاع وافتكاك بعض المقاعد على غرار كلية الاداب بصفاقس...واعتبرت المنظمة الطلابية ان هذا التقدم انتصار رغم احرازها على المرتبة الثانية بنسبة 36 % والحصول على 191 مقعد من جملة 525 مقعدا في حين انها كانت قد تحصلت على حوالي 28 % خلال السنة الماضية .
هذا وأفرزت النتائج حصول المستقلين لانتخابات المجالس العلمية لهذه السنة على 142 مقعدا من جملة 525 مقعدا متنافس حولها اي بنسبة 27 % / مع العلم ان عدد المقاعد المتنافس حولها تراجع من 558 السنة الفارطة الى 525 هذه السنة.