المفاوضات مع صندوق النقد الدولي..الاتفاقات العالقة والجلوس على طاولة الحوار والمنشور عدد 20.. مفاتيح العلاقة القادمة بين اتحاد الشغل وقيس سعيد وحكومة نجلاء بودن

لا حديث في الأيام الأخيرة -بعد تسارع الأحداث- إلا عن تنظيم حوار وطني والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي واتفاق «الخطوط الحمراء»

الذي تحدث عنه رئيس الجمهورية قيس سعيد في اجتماع مجلس الوزراء وبرنامج الإصلاحات والاتفاقات العالقة مع الحكومة واللقاء المرتقب بين الأمين العام لاتحاد الشغل نور الدين الطبوبي مع قيس سعيد، ملفات كثر عنها الحديث وتعدّ مهمة وفارقة خاصة لدى الاتحاد العام التونسي للشغل ستحدد تموقعه القادم وذلك بعد إتمام مؤتمره الأخير وتأكيده على أنه سيلعب دوره الوطني للإنقاذ وسينزل بثقله لتحقيق الانفراج السياسي وقد شدد على أن تونس تتسع لكل الآراء.
ستحمل الساعات أو الأيام القليلة القادمة العديد من التطورات والمفاجآت في علاقة خاصة بالأزمة السياسية والمفاوضات مع صندوق النقد الدولي والاتفاقات العالقة بين الحكومة والاتحاد والذي جدد في البيان الأول لمكتبه التنفيذي الجديد مطالبته للحكومة بضرورة إلغاء المنشور 20 المتعلّق بالتفاوض مع النقابات واستئناف الحوار الاجتماعي، وستحدد هذه الملفات نوعية العلاقة بين الاتحاد ورئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة، فالاتحاد يدرك جيدا أنه من منطلق لعب دوره الوطني عليه أن يبحث عن مخرج للخروج من الأزمة عبر الضغط للجلوس على طاولة الحوار، ولعل اللقاء المرتقب للطبوبي مع رئيس الجمهورية ستتضح الصورة أكثر بعد اللقاء الذي تمّ مع رئيسة الحكومة.

جلسة مع الخبراء لدراسة برنامج الحكومة
وفق تأكيدات الأمين العام للاتحاد أضحى الوضع في البلاد لا يتحمل الانتظار ولا بدّ من إيجاد مخرج للإنقاذ لتحقيق ذلك لا بدّ كخطوة أولى البحث عن حلّ للأزمة السياسية باعتبار أن كل الملفات مترابطة، ولكن الاتحاد يدرك جيدا أن البحث عن مخرج للأزمة السياسية مرتبط بتوجهات وموقف رئيس الجمهورية وهذا الأمر لن يتضح إلا بعد عقد لقاء مباشر بينهما، ووفق تأكيد الأمين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل سامي الطاهري لـ»المغرب» بخصوص اللقاء المرتقب بين الأمين العام نور الدين الطبوبي ورئيس الجمهورية قيس سعيد، فإنه كان مجرد محادثة هاتفية ولم يتم الاتفاق على موعد معين ويتوقع الاتحاد أن يتم هذا اللقاء في الأيام القليلة القادمة برغبة من الطرفين، مشيرا إلى أن الأمين العام كان قد التقى مع رئيسة الحكومة نجلاء بودن بعد توجيهها لتهنئة إلى الاتحاد بمناسبة نجاح مؤتمره الـ25 وقد تمّ خلال اللقاء الحديث عن الاتفاقات المبرمة وتقديم وجهة نظر الاتحاد في البرنامج الذي سيتم مناقشته مع صندوق النقد الدولي وقد تعهد الاتحاد لرئيسة الحكومة بأن يقدم رأيه في هذا الشأن في المدة القريبة القادمة، وأضاف أنه سيتم يوم الثلاثاء القادم عقد جلسة مع خبراء الاتحاد لدراسة البرنامج الذي قدمته الحكومة إلى صندوق النقد الدولي ثمّ عرضه على المكتب التنفيذي في مرحلة أولى وفي مرحلة ثانية سيعرض على الهيئة الإدارية الوطنية وفي صورة المصادقة عليه فإن الاتحاد سيقدم رأيه إلى الحكومة.

مبادرة نوفمبر 2020 تجاوزها الواقع
وفي ما يتعلق بمبادرة الاتحاد التي كان قد قدمها إلى رئيس الجمهورية في نوفمبر 2020 لتنظيم حوار وطني وإعادة طرحها من جديد، قال سامي الطاهري إن هذه المبادرة قد تجاوزها الزمن والواقع بسبب تسارع الأحداث واختلاف الأوضاع، فاليوم بعد 25 جويلية لم يعد مجلس نواب الشعب موجودا إلى جانب تشكيل حكومة جديدة واتخاذ رئيس الجمهورية عدة إجراءات استثنائية وفي صورة أعيد الحديث مرة أخرى عن حوار وطني فسيكون بشكل آخر وبمبادرة أخرى والاتحاد لم يقدم أي مبادرة جديدة في هذا الإطار.

في انتظار اللقاء مع رئيس الجمهورية
كما أوضح الطاهري، بخصوص تصريح الأمين العام لحزب التيار الديمقراطي غازي الشواشي مفاده أن تنسيقية الأحزاب الاجتماعية الديمقراطية تطرح الالتحاق بمبادرة الاتحاد التي طرحها في نوفمبر الماضي إن تم الاتجاه نحو هذا الخيار، أن الاتحاد لم يجر أية مشاورات بعد مع تنسيقية الأحزاب ولم تطرح علينا أية مبادرة أو توجه جديد أو رأي في هذا الاتجاه، مشيرا إلى أن الاتحاد قد انتهى منذ أيام من مؤتمره وترتيب بيته الداخلي، مشددا على أن هناك أولويات مهمة لا بدّ من العمل على استكمالها خاصة في علاقة خاصة بالحكومة وإذا تمّ اللقاء مع رئيس الجمهورية فإن الاتحاد سيعرف توجهه القادم وحينها سيتفاعل معه إما بالسلب أو الإيجاب والقيام بمشاورات مع الأطراف المعنية لكن إلى حدّ الآن وما يمكن التأكيد عليه هو أن الاتحاد لم يتلق أي تصور أو فكرة من أية جهة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115