حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل لـ«المغرب»: «الملف السياسي من أبرز أولوياتنا وقد قدمنا مبادرة لتنقيح النظام السياسي والقانون الانتخابي إلى سعيد وننتظر تفاعله..»

من الملفات الثقيلة والشائكة في الفترة القادمة، ملفات مازالت إلى حد اليوم عالقة ولم تجد لها طريقا إلى الحلّ بعد، ملفات تتعلق خاصة بإصلاح المؤسسات العمومية ومفاوضات الزيادة في الأجور في الوظيفة العمومية والقطاع العام ومراجعة منظومة الدعم وملف المشاورات مع صندوق النقد الدولي والأزمة السياسية والذي يعدّ من أبرز الملفات التي سيشتغل عليها الاتحاد في الفترات القادمة في محاولة منه ليكون من أبرز الفاعلين في المشهد السياسي، التحديات القادمة للمنظمة الشغيلة ستتضح بعد اجتماع مكتبه التنفيذي بالتركيبة الجديدة يوم الخميس 24 فيفري الجاري.
وفق ما أكده الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي خلال مؤتمر الاتحاد في صفاقس يدفع الوضع القائم في البلاد نحو حتميّة وضع برنامج للإنقاذ الفعلي وإنفاذه مهما كانت الضّغوطات والتّحديات، برنامج إنقاذ فعلي ينطلق في البداية بدعوة النّخبة السياسية وخاصة الحاكمة إلى أن تثوب إلى رشدها وتغلّب المصلحة الوطنية دون سواها وتتفادى ازدواجية الخطاب، وقد جدد الاتحاد الدعوة إلى كلّ القُوى السياسيّة الديمقراطية والمدنية والمجتمعيّة والمهنيّة والثقافية والعلميّة لحسم موقفها النهائي والقطعي إزاء التّعاطي العاجل والموحّد مع الأزمة الحالية وأن تتحمّل مسؤوليّاتها التاريخية في الغرض من خلال برنامج لإنقاذ تونس وإنجاحه بعيدًا عن الحسابات الشخصية أو الحزبيّة الضيّقة.
مجلس وطني استثنائي في صورة ما إذا لم تتضح الأمور
أكد حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد لاتحاد الشغل المكلف بالشؤون القانونية لـ«المغرب» أن المقاربة التي تمت المصادقة عليها في المؤتمر هي أن يكون الاتحاد فاعلا بارزا في المشهد السياسي في علاقة بالاستحقاقات السياسية القادمة كذلك في علاقة بتعديل النظام السياسي والقانون الانتخابي والقانون الخاص بالجمعيات والأحزاب السياسية وفي صورة ما اذا لم تتضح الأمور بخصوص هذه المسائل فإن الاتحاد سيدعو إلى انعقاد مجلس وطني استثنائي في ظرف شهرين أو 3 أشهر على أقصى تقدير لتحديد موقفه النهائي من هذه الملفات، مشيرا إلى أن الاتحاد كان قد قدم إلى رئاسة الجمهورية قبل انعقاد المؤتمر مبادرة لتعديل النظام السياسي والقانون الانتخابي وقانون الجمعيات أي مبادرة لتنقيح كل ما له علاقة بالاستحقاقات السياسية، مشددا على أن مقاربة الاتحاد واضحة في هذه الجوانب وينتظر -فقط- تفاعل رئيس الجمهورية معها.
تأييد للمبادرة خلال المؤتمر الـ25
وأضاف حفيظ حفيظ أن المبادرة التي تمّ تقديمها إلى الجهات المسؤولة قد تمّ تأييدها خلال المؤتمر الـ25 للاتحاد وينتظر حاليا تفاعل رئاسة الجمهورية، وفي صورة ما اذا لم يحصل الاتحاد على إجابات حقيقية عن الوضع الاقتصادي والاجتماعي والسياسي القائم في البلاد سيدعو إلى عقد مجلس وطني استثنائي لاتخاذ القرارات المناسبة في هذا الشأن إيمانا بدوره الوطني ومن أجل أن يكون الاتحاد عنصرا فاعلا في المشهد السياسي. وشدد على أن الملف السياسي هو من أبرز التحديات والأولويات القادمة للاتحاد لأنه في صورة حسم الملف السياسي ستحسم بقية الملفات وبالتحديد الملفات الاقتصادية والاجتماعية، مشيرا إلى أن الأزمة السياسية تلقي بظلالها في بقية الملفات.
اللاءات الثلاث لاتحاد الشغل
لاتحاد الشغل 3 اكراهات وقد تمت المصادقة عليها في المؤتمر، وفق تأكيد الأمين العام المساعد المكلف بالشؤون القانونية، وهي، أولا، لا يمكن بأي شكل من الأشكال التفويت في المؤسسات العمومية، ثانيا، لا يمكن التنازل عن ملف الزيادات في الأجور في الوظيفة العمومية والإكراه الثالث، لا يمكن التنازل عن أية إجراءات من شأنها أن تنعكس سلبا على المقدرة الشرائية للمواطنين وخاصة إلغاء الدعم على المواد الأساسية، وأوضح حفيظ أن المكتب التنفيذي الجديد سيعقد اجتماعه الأول يوم الخميس المقبل وستكون هذه الأجندات الثلاث على طاولة النقاش.
رسالة تهنئة من سعيد إلى الطبوبي
ويشار إلى أن رئيس الجمهورية قيس سعيّد كان قد توجه أمس برسالة إلى الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل نور الدين الطبوبي هنأه من خلالها بإعادة انتخابه على رأس المنظمة الشغيلة وذلك وفق ما نشرته رئاسة الجمهورية أمس على صفحتها الرسمية. وأكد في رسالته على أن «الاتحاد سيظل شريكا وطنيا فاعلا وفي مقدمة القوى الوطنية التي ستساهم في مواجهة التحديات المتنوعة التي تمر بها بلادنا في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخها من أجل الذود عن مصالح تونس العليا وضمان عزتها ومناعتها وازدهارها وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة».