سعيد خلال مشاركته في القمة الأوروبية – الإفريقية في بروكسيل: «لا يمكنني أن أكون دكتاتوريا في هذا العمر.. تونس على أتم الاستعداد لتنظيم القمة الفرنكوفونية في جربة»

اختار رئيس الجمهورية قيس سعيد القمّة الأوروبية الإفريقية المنعقدة في العاصمة البلجيكية بروكسيل للردّ على خصومه ومعارضيه وعلى الاتهامات الموجهة

ضده بسبب القرارات والمراسيم التي أصدرها بعد 25 جويلية الفارط، ليؤكد في تصريحات إعلامية له على أنه لا يمكن أن يكون مشروع دكتاتور مستشهدا بمقولة الجنرال ديغول «في مثل هذا العمر لا يمكنني أن أبدأ مسيرة دكتاتورية».، ليشدد على أنه يعمل على الإصلاح وأن الإجراءات الاستثنائية التي تمّ اتخاذها كانت بهدف تخليص الديمقراطية من الفساد، مؤكدا أنه حريص على ضمان الحريات.
قال رئيس الجمهورية على هامش القمة «ندخل اليوم مرحلة جديدة من التاريخ تتطلب أفكارا وتصورات جديدة وينبغي أن نكون في الموعد مع التاريخ، أحضر هذه القمة الأوروبية – الإفريقية لأتحدث عن الأسباب التي أدت إلى هذه الأوضاع السيئة ولأتحدث عن وسائل جديدة لتجاوزها بعد مرور أكثر من 70 سنة ، تحصلنا على استقلالنا ولكن لا بدّ أن يكون هناك تعاون بين جمع الأطراف.. «ستكون هناك محادثات ومفاوضات وأنا أستاذ قانون دستوري لا يمكن أن أكون إلاّ في سياق دولة القانون والمؤسسات».
استكمال كافة التحضيرات اللوجستية
استهل رئيس الجمهورية مشاركته في أشغال القمة بإجراء محادثة، ظهر أمس مع الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية لويز ميشيكوابو، ونوّه بمستوى التنسيق القائم بين تونس والمنظمة الدولية للفرنكوفونية في إطار الإعداد للقمة القادمة للفرنكوفونية في جزيرة جربة، وأكّد على حرص تونس على توفير كل الظروف الملائمة حتى تكون هذه التظاهرة حدثا مميزا يعزز فرص وآفاق التعاون والتبادل في الفضاء الفرنكوفوني. كما أشار إلى أن تونس استكملت كافة التحضيرات اللوجستية الخاصة بتنظيم القمة، وبأنها على أتم الاستعداد لاستقبال وفود الدول الشقيقة والصديقة، وأكّد على يقينه بأن قمة جربة ستكون إطارا مهما لإعطاء دفع جديد لعمل المنظمة. وبيّن أن تونس تتقاسم مع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية للفرنكوفونية قيم الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، وهي حريصة على مواصلة العمل المشترك من أجل صون هذه المبادئ ومزيد ترسيخها.
زيارة لاستكمال المشاورات
من جانبها، أعربت الأمينة العامة للمنظمة الدولية للفرنكوفونية عن ارتياحها لجاهزية تونس لاستقبال القمة المقبلة للفرنكوفونية، وأثنت على الجهود الدؤوبة التي تم بذلها في الغرض حتى تنعقد قمة جربة في أحسن الظروف، مشيرة إلى ما تحقق من تقدم هام على مستوى إعداد النصوص التي ستصدر في أعقاب هذه القمة بالتنسيق بين المنظمة وتونس وباقي الدول الأعضاء. كما أفادت بأن وفدا من كبار المسؤولين بالمنظمة الدولية للفرنكوفونية سيؤدي، قريبا، زيارة إلى تونس لاستكمال المشاورات مع الجهات التونسية المعنية بخصوص بعض الجوانب المضمونية، فضلا عن زيارة مختلف المواقع التي ستحتضن فعاليات القمة، وفق بلاغ رئاسة الجمهورية.
دعوة رسمية إلى الرئيس النيجري لزيارة تونس
كما أجرى سعيد، محادثة مع محمد بازوم، رئيس جمهورية النيجر، أعرب خلالها عن اعتزازه بمتانة الروابط الأخوية التي تجمع تونس بالنيجر، وأكّد على الاستعداد التام لمزيد توطيدها وتنويعها بما يمكن من الارتقاء بعلاقات التعاون والتبادل والشراكة القائمة بين البلدين إلى أعلى المستويات لما فيه خير ومصلحة الشعبين الشقيقين، مضيفا أن ما يواجه دول القارة الإفريقية من تحديات ورهانات مشتركة يستدعي مزيد تضافر الجهود ومواصلة تعزيز الشراكات من أجل النجاح في مواجهتها وتحقيق التطلعات المشروعة للشعوب الإفريقية نحو بناء دول قوية ومؤسسات مستقرة تتصدى لكل مظاهر الفساد وتعزز فرص الاستقرار والسلم والنماء. ووجّه رئيس الجمهورية دعوة رسمية للرئيس النيجري لزيارة تونس.
النيجر تدعم قرارات سعيد
من جانبه، أكّد بازوم افتخار بلاده بعلاقات التعاون والشراكة التاريخية مع تونس وتطلعها إلى تطويرها في شتى المجالات لا سيما منها الاقتصادية والتجارية والتعليم العالي والبحث العلمي والتكوين المهني والصحة، مشيرا إلى أن النيجر تدعم التدابير والقرارات التي اتخذها رئيس الجمهورية وتساندها وتعتبرها مهمة وضرورية لتعزيز مناعة تونس وتدعيم استقرارها. كما رحّب بالدعوة الموجهة إليه لزيارة تونس ووعد بتلبيتها. هذا وتم، خلال هذا اللقاء، التداول، أيضا، بشأن عدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك في إفريقيا، والتأكيد على أهمية مزيد ترسيخ سنة التشاور والتنسيق وتبادل الدعم بين البلدين في مختلف المحافل الإقليمية والدولية.
سلسلة من اللقاءات
تتواصل أشغال القمة الأوربية الإفريقية إلى اليوم الجمعة 18 فيفري الجاري، قمة سيجري خلالها الرئيس سلسلة من اللقاءات مع عدد من قادة الدول الأوروبية والإفريقية وكبار المسؤولين في كلّ من الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، قمة تعد فرصة بالنسبة لرئيس الجمهورية للرد على معارضيه وحشد المزيد من دعم الخارجي للقرارات التي اتخذها والتي لقيت رفضا داخليا وآخر القرارات وليست الأخيرة قرار حلّ المجلس الأغلى للقضاء وإصدار المرسوم عدد 11 والذي لقي رفضا من قبل الهياكل المهنية القضائية الذين صعدوا في تحركاتهم الاحتجاجية للتنديد بحلّ المجلس وتعويضه بمجلس قضاء مؤقت.
دنيا حفصة

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115