بعد حادثة تهديد الطبوبي وعائلته بالقتل في مقهى قرب مقرّ سكناه: اتحاد الشغل يحذر من حملات «التحريض» و«التشويه» ضدّه ويؤكد أن المعركة استفحلت الآن

حافلة بأحداث توصف بالسلبية، فبعد حادثة الهجوم «الفاشل» على الأمنيين يوم السبت المنقضي أمام مقر وزارة الداخلية من قبل عنصر تكفيري، جدت حادثة أخرى في اليوم الموالي أي يوم الأحد تتمثل في إقدام أحد الأشخاص على التهجّم على الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي وتهديده بالقتل وتهديد عائلته في مقهى عام قرب مقرّ سكناه، وحسب ما نشره المكلف بالإعلام في الاتحاد غسان القصيبي على صفحته الرسمية فقد توجه هذا الشخص نفسه في السنة الفارطة إلى منزل الأمين العام وهدد بالانتحار.
بحسب المكلف بالإعلام بالاتحاد فإن هذا الشخص قد هدد الأمين العام بالقتل وبتصفية عائلته في فضاء عام في الحي السكني الذي يقطن فيه وقد توجه إليه مباشرة وأخرج مصحفا وأقسم على فعل ذلك، نافيا علمه بالأسباب التي تقف وراء استهدافه للطبوبي في مناسبتين. وأفاد أنه تبين أن الشخص الموقوف هو محل تفتيش لدى قوات الأمن. وتأتي حادثة التهديد قبل 4 أيام من موعد إحياء النقاببين لذكرى اغتيال الشهيد فرحات حشاد والتي انطلق في الدعوة إليها منذ أسبوع، حيث من المنتظر أن ينظم الاتحاد يوم السبت القادم تجمعا عماليا وطنيا تتخلله كلمة للأمين العام أمام ضريح الشهيد فرحات حشاد بالقصبة.
تنديد بحملة التشويه التي يقودها البعض
أعرب المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد العام التونسي للشغل في بيان صادر عنه أمس عن تضامنه المطلق مع نور الدين الطبوبي في شخصه وبوصفه الأمين العام، وشدد على أن هذا الاعتداء يستهدف بالأساس المنظّمة ورموزها، وأكد ذات البيان على أن المعتدي سبق له أن تعمّد تهديد الأمين العام بتحريض من بعض الأطراف وقد ثبت أنّه محلّ تفتيش من السلطات الأمنية والقضائية حسب تصريح الناطق الرسمي لمحكمة بن عروس. كما حذّر الاتحاد من تواصل التحريض على المنظّمة وقياداتها وطنيّا وجهويّا وقطاعيّا والاعتداء عليها منذ أكثر من عشر سنوات ، وندد بحملة التشويه التي يقودها البعض للتغطية على حادث الاعتداء. كما شدد على تشبث الاتحاد بمواصلة لعب دوره الوطني والاجتماعي بكلّ مسؤولية والتأكيد على أنّ هذه التهديدات لن تزيده إلاّ إصرارا على الذّود عن مصالح تونس العليا وعن استحقاقات منخرطيه، مثمنا التدخّل السريع للقوات الأمنية مباشرة بعد الاعتداء.
تضامن ومساندة
وفق ذات البيان حث المكتب التنفيذي الوطني للاتحاد كلّ الشغّالين على الالتفاف حول منظّمتهم المستهدفة في استقلاليّتها ووجودها ودعوته لهم إلى المشاركة بكثافة في ذكرى إحياء اغتيال زعيم الوطن والاتحاد الشهيد فرحات حشّاد يوم السبت 04 ديسمبر 2021. كما أصدر الاتحاد الوطني لنقابات العمال والمستخدمين في لبنان بيانا استنكاريا لما تعرض له نور الدين الطبوبي وعائلته وتهديده بالقتل، معربا عن تضامن الاتحاد الوطني ووقوفه إلى جانب الاتحاد ووضع كافة إمكانياته تحت تصرفه. كما أصدرت المكاتب الجهوية التابعة للاتحاد بيانات مساندة للطبوبي واعتبرتها سابقة خطيرة وطالبوا السلطات الأمنية والقضائية باتخاذ كل الإجراءات ضدّ هذا الشخص والجهة التي يمكن أن تقف وراءه، داعين النقابيين إلى الرفع من درجة اليقظة والتضامن لمواجهة الحملات التحريضية ضدّ الاتحاد. كما أكدوا أن هذه التهديدات لن تثنيهم عن مواصلة نضالهم ضدّ أعداء المنظمة.
«المعركة بدأت منذ فترة»
بعد حادثة التهديد، تتالت البيانات والتصريحات المساندة للطبوبي ولعائلته، حيث نشر الأمين العام المساعد للاتحاد حفيظ حفيظ على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» تدوينة جاء فيها «الأمين العام للاتحاد نور الدين الطبوبي يتعرض في مقهى شعبي بمقر إقامته بفوشانة إلى تهديد بتصفيته وتصفية عائلته من طرف عنصر سلفي حاملا القرآن في يده..كلنا الاتحاد.. كلنا نور الدين..بدأت المعركة منذ فترة و بدأت الآن أكثر استفحالا.. كلنا معا رفيق الدرب..». كما نشر سامي الطاهري بدوره تدوينة على صفحته أكد فيها أن الاتحاد يتعرّض منذ 2011 إلى حملات شعواء وإلى تشويه ليلا نهارا وتهديدات بالقتل لا تنقطع. وأضاف أن الاتحاد يتعرّض كذلك إلى «محاولات اختراق واعتداءات على المقرات واختلاق للمحاكمات الكيدية وافتعال التقاضي لتعطيل النشاط». وتابع «رغم كل ذلك وغيره من الدسائس يبقى الاتحاد العام التونسي للشغل شامخا صامدا.. يا جبل ما يهزك ريح».