لقاء رئيس الجمهورية مع محافظ البنك المركزي : خطوط عامة عن مصادر تمويل ميزانية 2022

يوم امس كان الحدث بشكل مباشر أوغير مباشر «قانون مالية 2022 » فقد صدر صباحا بلاغ لوزارة المالية أعلنت فيه

ان مشروع قانون المالية لم يستكمل بعد وأنه سيحصل لاحقا لقاء يجمع بين رئيس الجمهورية ومحافظ البنك المركزي لتناول مصادر تعبئة الموارد المالية لختم مزانية 2021 او لميزانية 2022.
نشرت رئاسة الجمهورية امس تسجيلا مصورا للقاء الرئيس قيس سعيد مع محافظ البنك المركزي مروان العباسي لتعلن عن عقد لقاء جمع بين الرجلين، لقاء تطرق اليه اولا بلاغ لرئاسة الجمهورية جاء فيه ان الرئيس قيس سعيّد، استقبل مروان العبّاسي، محافظ البنك المركزي. ليقدم له ما يمكن اعتباره توصيات عامة.
هذه التصريحات تعلقت وفق نص البلاغ الى ان «الخيارات الاقتصادية والاجتماعية يجب أن تنبع من قراءتنا لواقعنا » والقصد ان تكون الخيارات القادمة تعبيرا عن الواقع التونسي وتستجيب لتطلعات «الشعب» الذي طمأنه الرئيس بان «التقشّف» سيكون في التصرّف في المالية العمومية والهدف كي «لا تُصرف الأموال في واردات للبلاد ليست في حاجة إليها في هذا الوقت بالذات» وهي اشارة الى فرض اجراءات وضوابط لترشيد الاستيراد .
تصور الرئيس للمقاربة الاقتصادية والمالية ينبع من ذات القراءة، فالرئيس يشدد لضيفه «على ضرورة التعويل على أنفسنا قبلكل شيء» والقصد صريح هنا وهو تعبئة موارد مالية للميزانية، ويعتبر الرئيس «أن يكون التعاون على المستوى الدولي في خدمة حاجيات تونس وفي إطار اختياراتنا الوطنية» هذا إذا لم يكن التعويل على الذات كافيا لتعبئة الموارد المالية.
كلمات الرئيس لضيفه وفق البلاغ تكشف عن ان الرئيس ناقش مع المحافظ خيارات تعبئة الموارد المالية إما عبر الاقتراض الداخلي او عبر توفير سيولة نقدية من قبل البنك المركزي، وهو خيار سبق وحذر منه مجلس ادارة البنك في بيان سابق نبه الى تداعياته السلبية على التضخم وعلى سعر العملة.
بلاغ الرئاسة نشر كلمة مسجلة للمحافظ قال فيها ان لقاءه بالرئيس كان «لقاء واقعيا» وانه تناول سبل تعبئة موارد لاستكمال ميزانية 2021 وسبل تعبئة موارد مالية لميزانية 2022، ليعلن هنا انه وخلال الاشهر الفارطة كانت للبنك جولة مفاوضات غير رسمية مع صندوق النقد الدولي، واما اليوم فالبلاد ستنطلق في جولة نقاشات مع صندوق النقد وكل المنظمات المالية الدولية بهدف تعبئة الموارد. اضافة الى اعلانه ان تونس لديها تعهدات ووعود من دول صديقة وشقيقة حول دعم المالي لاستكمال الميزانية وتعبئة موارد الموازنة القادمة.
ما لم يقل بشكل صريح ومباشر عبر البلاغ او تسجيل محافظ البنك المركزي ان الوضع المالي الصعب الذي تمر به البلاد بلغ اشده، وانه لا توجد تصورات للخروج من الازمة المالية أو سبل واضحة المعالم لتعبئة الموارد المالية الضرورية. فقط كلمات مبعثرة من هنا وهناك ومحاولات للطمأنة وخطاب «التعويل على النفس» بهدف الاستعداد لما قد يكون الاسوء.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115