وفق ما تينته بلاغات الرئاسة «للتشاور» الذي يبدو انه بلغ مراحله الاخيرة بعد الاستقرار على القسم الاكبر من تركيبة حكومة «الرئيس».
الناظر إلى البلاغ الرئاسي الصادر أمس للإعلان عن لقاء رئيس الجمهورية قيس سعيد بالمكلفة بتشكيل الحكومة نجلاء بودن قد يذهب في قراءته إلى أن ذلك اجابة غير مباشرة من الرئاسة على ما راج من معلومات في وسائل التواصل الاجتماعي «فايسبوك» بالأساس وتتعلق بـ«خلاف» بين الرئيس والمكلفة.
معلومات مضطربة راجت على المنصبة ووجدت في سوابق بين الرئيس ورئيس الحكومة السابق هشام المشيشي ما غذّاها وأسبغ عليها طابع الصدق. ولكن المتمحص في البلاغ سيقف على غير هذه القراءة. الناظرفي بلاغ الأمس ـ بغض النظر عن تاريخ صدوره ـ بلاحظ أنّ النص ورد بذات المضامين والعبارات التي تكررت في بيانات . 5 و7 و9 اكتوبر 2021.
فالرئيس الذي استقبل في مكتبه رئيسة الحكومة المكلفة لـ«يطلع بالمناسبة على سير عملية تشكيل الحكومة» وفق نص البلاغات الثلاثة. هنا لا يكشف البلاغ ان الاطلاع المقصود منه هو مناقشة الرئيس للأسماء المقدمة له واعلانه عن موقفه منها من قبول او رفض. وفق منهجية يبدو ان الرئيس يتبعها مع المكلفة.
فقد قدم الاسماء التي يرغب في ان تتقلّد بحقائب وزارية. ولئن أعلن الرئيس انه يرغب في ان تتكون الحكومة من الاكادميين. فانه اختار بنفسه اسماء مرشحيه لحقائب السيادة والوزارات التي يراها ثقيلة. وترك للمكلفة ان تتقدم بأسماء مرشحيها لحقائب وزارية يعتبرها تقنية.
لكن ورغم منحه لرئيسة الحكومة هامشا للحركة ظل الرئيس ممسكا بيده بحق الرفض «النقض» لاسماء تقدم اليه، ويبدو انه وفي اللقاءات الثلاثة التي عقدت هذا الاسبوع ابلغ نجلاء بودن بالاسماء التي يعترض عليها والتي يطالب بتغييرها، فالرئيس يحيل الاسماء المقترحة الى الجهات الامنية للتحري بشأنها قبل اعلان قبوله او رفضه.
ووفق ما صرح به الرئيس في لقائه بالمكلف بتسيير وزارة الداخلية رضا الغرسلاوي فان الحكومة سيعلن عنها قريبا، وهو ما يتقاطع مع معطيات قدمتها مصادر من محيط الرئيس وقصر قرطاج اشارت الى ان الاعلان سيكون على الاغلب في بداية الأسوع القادم.
وتضيف المصادر ان تركيبة الحكومة استكملت ولا تفصل عن اعلانها الا بعض التفاصيل، والتفاصيل وفق اشارتهم هي الانتهاء من التشاور بين رئيس الجمهورية ورئيسة الحكومة المكلفة حول اسماء اقترحت ولم تبدى الرئاسة رفضا او قبولا لها.
الرئاسة التي تريد ان تسوق بشكل صريح انها منحت نجلاء بودن هامشا للحركة وانها منحتها صلاحيات اختيار واقتراح اسماء للالتحاق بالحكومة، هي احرص على ان توجه هذا الخيار وتتدخل فيه عبر الية النقض التي رفعها الرئيس في وجه اكثر من مرشح قدم له.