مع تغيير موازين القوى السياسية في تونس واجراءات ما بعد 25 جويلية والحديث عن تحسين القدرة الشرائية وانخفاض الاسعار والقضاء على الفساد وتوفير مواطن شغل من قبل رئيس الجمهورية قيس سعيد كان هناك اعتقاد بوجود بعض التفاؤل لتحسن الاوضاع الاجتماعية، الا ان المؤشرات تؤكد عكس ذلك وان الرغبة في البحث عن عمل وراء البحار والمغامرة لم تتراجع حيث تبين ارقام المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية ان ما لا يقل عن 12835 مهاجرا غير نظامي من التونسيين وصلوا الى السواحل الايطالية منذ بداية السنة الى غاية شهر سبتمبر المنقضي من جملة 46الف و391 مهاجرا ويمثل التونسيون حوالي 28 % من عدد الواصلين .
وخلال شهر سبتمبر فقط وصل الى السواحل الايطالية قرابة 1803 تونسيا بطرق غير شرعية في حين وصل خلال سبتمبر من السنة الماضية الى السواحل الايطالية قرابة 1951 مهاجرا تونسيا غير نظامي.
في نفس السياق وبخصوص المهاجرين بصفة عامة يتعرض المهاجرون من جنوب الصحراء في تونس الى انتهاكات كبيرة خاصة في مدينة صفاقس حيث اقدمت خلال شهر جوان السلطات الامنية في قرار تمييزي على اخلاء حي بأكمله من المهاجرين
وقد اكد المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية انه يتلقى شهادات باستمرار عن عمليات ترحيل قسري فوري ممنهج على الحدود التونسية الجزائرية والحدود التونسية الليبية تستهدف حتى النساء والنساء الحوامل والأطفال، رضوخا للضغوط الاوروبية و تعمد البحرية التونسية إلى اعتراض قوارب المهاجرين المنطلقة من السواحل الليبية في المياه الدولية وأنه يتم انزالهم في الموانئ التونسية غير الآمنة حيث لا تتوفر لا الامكانيات اللوجستية ولا المنظومة القانونية التي تحمي حقوق المهاجرين واللاجئين وتحفظ كرامتهم. ونتاجا للضغوط الأوروبية عمقت عمليات الاعتراض غير المبررة الأزمة الانسانية للمهاجرين واللاجئين في تونس مما دفع العديد منهم للاحتجاج امام مكاتب المنظمات الاممية للمطالبة بحماية اشمل وبخدمات تحفظ كرامتهم.
وجدد المنتدى رفضه تحويل تونس لمنصة لإنزال وفرز المهاجرين رضوخا للضغوط الاوروبية داعيا الدولة التونسية والمنظمات الاممية لتعبئة الامكانيات اللوجستية والمادية لتقديم الخدمات الاساسية والإنسانية للمهاجرين واللاجئين
داعيا رئاسة الجمهورية للتصدي للانتهاكات الممنهجة ضد المهاجرين واللاجئين ومراجعة مسارات التنسيق والتعاون مع الإتحاد الاوروبي ودوله في مجال الهجرة غير النظامية وتبني استراتيجية وطنية للهجرة واللجوء ادماجية تحفظ كرامة وحقوق المهاجرين
كما اعتبر ان الوضعية السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها تونس حاليا والانتهاكات التي يتعرض لها المهاجرون واللاجئون في تونس تونس دولة غير آمنة للمهاجرين.