خاص: الباروميتر السياسي لشهر سبتمبر 2021 رغم بقائهما في مستوى مرتفع، تراجع في نسبتي التفاؤل والثقة الكبيرة في رئيس الدولة


• 71،7 ٪ البلاد تسير في الطريق الصحيحة (-5،5 ٪)
• 72 ٪ نسبة الثقة الكبيرة في قيس سعيد (-10 ٪)

نوايا التصويت في التشريعية
الدستوري الحر يؤكد وحزب قيس سعيد يتدعم والنهضة تصمد

قراءة وتحليل زياد كريشان
نقدم لكم اليوم الباروميتر السياسي الثاني الذي أنجزته مؤسسة سيغما كونساي بالتعاون مع جريدة « المغرب» بعد الإجراءات التي أعلن عنها رئيس الدولة في 25 جويلية والملاحظة الأبرز هنا هي تواصل ارتفاع نسبة تفاؤل التونسيين كذلك ثقتهم الكبيرة في رئيس الدولة ولكننا نسجل تراجعا في هذين المؤشرين خلال شهر واحد .
• نسبة التفاؤل من %77.2 إلى %71.7
• نسبة الثقة الكبيرة في قيس سعيد من %82 إلى %72

ولكن رغم هذا يبقى قيس سعيد في نسب نوايا التصويت الرئاسية فوق الجميع وبشكل ساحق أما في التشريعية فالدستوري الحرّ يؤكد ويدعم صدارته و«حزب قيس سعيد» يأتي ثانيا وهو يستهوي حوالي ربع المعلنين على نوايا تصويتهم أما النهضة فتسعى للحفاظ على الحدّ الأدنى بينما ينهار قلب تونس بصفة كلية .
للشهر الثاني على التوالي يتواصل تفاؤل التونسيين مرتفعا رغم تراجع طفيف (من %77.2 في أوت إلى %71.7 في سبتمبر ولكن كما لا يتساوى التونسيون في التشاؤم فهم لا يتساوون أيضا في التفاؤل .
• الجهات الأكثر تفاؤلا هي تونس الكبرى (ولايات تونس وأريانة وبن عروس ومنوبة) بـ%76.3 والشمال الشرقي (بنزرت ونابل وزغوان ) بـ%75.9 والوسط الشرقي (سوسة والمنستير والمهدية ) بـ%75.2 بينما ينخفض التفاؤل في الجنوب الغربي (قفصة وتوزر وقبلي) إلى أدناه بـ%57.4.
• جندريا لا فرق يذكر بين النساء والرجال ،ولكن اجتماعيا الطبقة الوسطى (العليا والسفلى) هي الأكثر تفاؤلا بحوالي %75 بينما يتراجع التفاؤل عند الطبقة المرفهة إلى %68 ويكون في أدنى مستوياته عند الطبقة الشعبية بـ%64.8.
• جيليا الشباب (18-25 سنة) هم الأقل تفاؤلا بـ%54.9 في حين تصل هذه النسبة عند الذين تجاوزوا الستين %77.5.
• معرفيا الأميون هم الأكثر تفاؤلا نسبيا فيما لا نجد فروقا تذكر بين مختلف المستويات المدرسية .

أما عندما نرى مؤشر الرضا على سير الأمور في البلاد فنجد صورة أكثر تعقيدا: الثلثان (%67) راضون مقابل ثلث (%32.4) غير راضين ولكن نسبة الرضا التامة ضعيفة (%25.4) وهي لا تبتعد كثيرا عن نسبة انعدام الرضا الكلي (%17.1) بما يفيد أننا أمام وضعية نفسية فيها هشاشة وفيها أيضا انتظارات كبيرة وان التقييم الايجابي يمكن أن يتحول بنسبة سريعة إلى تقييم سلبي لو طالت حالة الانتظار التي تشهدها البلاد اليوم .

• الثقة الكبرى في الشخصيات السياسية
رغم تراجعه بـ10 نقاط يحلق قيس سعيد وحده مؤشر الثقة الكبيرة في الشخصيات السياسية مؤشر هام للغاية فهو وإن كان لا يعكس دوما نوايا التصويت إلا انه يعبّر عن القرب أو البعد العاطفي من الشخصيات العامة وهو بذلك يعكس المزاج النفسي العام تجاه السياسية والسياسيين .
الملاحظة الأساسية هي خسارة قيس سعيد لعشرة نقاط كاملة خلال شهر واحد لينتقل من %82 إلى %72 من الثقة الكبيرة .
والتنسيب الأولي لهذا التراجع نشير إلى أن صاحب قرطاج،رغم هذا، يتقدم على صاحب المرتبة الثانية الصافي سعيد بأكثر من خمسين نقطة .

ولكن كيف يمكن أن نفسر هذا التراجع النسبي ؟
قد يعود ذلك إلى طول فترة الانتظار التي عقبت إجراءات 25 جويلية وخاصة غياب حكومة والضبابية حول مآلات الوضع العام البلاد،كما تعود أيضا إلى حالة التطبيع العادية مع الأحداث الكبيرة سلبية كانت أم ايجابية .
الملاحظة الثانية هي تراجع منسوب الثقة الكبيرة عند جل الشخصيات العامة،وخاصة عند عبد اللطيف المكي وزير الصحة الأسبق والقيادي النهضاوي والذي فقد سبعة نقاط كاملة وتدحرج من المركز الثاني إلى المركز الرابع .
وحدها عبير موسي ربحت ثلاث نقاط (من %16 إلى %19) وارتقت بذلك من المرتبة الرابعة إلى المرتبة الثالثة .
ونلاحظ أيضا أن الخمسة الأوائل فقط هم الذين تجاوزوا عتبة %10 من الثقة الكبيرة بما يؤكد على عمق الشرخ بين جل السياسيين وبين قطاعات واسعة من الرأي العام .
عندما نسأل التونسيين عن مدى رضاهم على أداء رئيس الجمهورية يجيب %92.4 بأنهم راضون مقابل %7.6 من غير الراضين،ولكن هذه النسبة شبه الجماعية ينبغي تنسبيها إذ نجد أن %58 فقط هم من الراضين تماما بينما يكون حوالي الثالث (%34.4 ) من الراضين إلى حدّ .

• الانعدام الكلي للثقة في الشخصيات السياسية الغنوشي وحلفاؤه في أسوإ حال
مؤشر الانعدام الكلي للثقة في الشخصيات السياسية يعطينا صورة واضحة وقاسية على الحياة العامة في البلاد وعلاقة الشخصيات الوازنة بعموم الناس .
%88 من التونسيين لا يثقون مطلقا في راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس البرلمان المعلقة صلاحياته وهو يتبوأ هذا الصنف من الصدارة منذ سنتين على الأقل ،فعلاقة انعدام الثقة مع زعيم الحركة الإسلامية لم تنتظر 25 جويلية بل هي سابقة لذلك بكثير .
بعد الغنوشي نجد نبيل القروي بـ%84 ثم سيف الدين مخلوف بـ%79 فعلي العريض بـ%77 ثم هشام المشيشي بـ%75 أي الحزام السياسي الذي كان يحكم البلاد منذ أسابيع قليلة .
واللافت للنظر مع ذلك أن انعدام الثقة الكلية يتجاوز %50 عند ثلثي القائمة المقدمة للمستجوبين وهي تتكون من الشخصيات السياسية الأكثر شهرة عند التونسيين .
يتذيل هذه القائمة قيس سعيد بـ%4 من انعدام الثقة الكلية ثم يأتي بعده مباشرة فاضل عبد الكافي رئيس حزب آفاق تونس بـ%34.
هذه الريبة الكبرى في الشخصيات السياسية ليست وليدة اليوم ولكنها بصدد التعمق خاصة عندما نعلم أن %3 من التونسيين لهم ثقة كبيرة في الأحزاب وأن %5 منهم لديهم ثقة كبيرة في مجلس النواب ..
الاستنتاج المخيف إلى حد كبير هو أن المزاج العام رافض بوضوح لمنظومة الأحزاب وللديمقراطية التمثيلية على الأقل في الصيغة المطروحة عليه اليوم،وهذا يفتح الباب على مصراعيه أمام مغامرات ما كلها محمودة العواقب.
نوايا التصويت في التشريعية

• الدستور الحرّ يؤكد و«حزب قيس سعيد» يتدعم والنهضة تصمد وقلب تونس ينهار
• %70،2 لا يعبرون عن نوايا تصويتهم
• قيس سعيّد مرة أخرى فوق %90 في الرئاسية

سبر الآراء لنوايا التصويت في التشريعية والرئاسية هو كذلك الثاني الذي تنجزه مؤسسة «سيغما كونساي» بالتعاون مع جريدة «المغرب» بعد إجراءات 15 جويلية ويمكننا الآن من رسم خطوط التحرك الجديدة في الساحة السياسية اليوم .
نلاحظ في البداية أن عدد المدلين بنوايا تصويتهم مازال مرتفعا للغاية (%70.2) ولكنه مع هذا يسجل تحسنا بـ4.4 نقاط خلال شهر واحد .

كل الأحزاب السياسية تقريبا تراجعت في النسب والأرقام المطلقة في شهر أوت الماضي أمام بروز ما يسميه المستجوبون بحزب قيس سعيد والذي تحصل آنذاك على %20.1 من نوايا التصويت .
بعد شهر تطور المشهد بشكل لافت إذ أكد الدستوري الحرّ على تصدره وربح ثلاث نقاط (من %30.8 إلى %34) والاهم من ذلك انه استرجع حوالي مائة وخمسين ألف ناخب افتراضي في مجموع خزانة السابق ، ولو قارنا نتائجه اليوم بأفضل ما حققه خلال الأشهر الماضية لقلنا بأنه من حيث نسب التصويت لم يخسر سوى بعض النقاط (7 نقاط على الأقصى) وعلى مستوى الوزن الانتخابي حوالي ربع ناخبيه المفترضين مقارنة دوما بأفضل نتائجه السابقة .

الواضح أن الدستوري الحر قد استوعب صدمة 25 جويلية وانه الآن بصدد استعادة كامل خزانه الانتخابي وهو الآن في ديناميكية ايجابية في التشريعية رغم شبه غياب رئيسته عبير موسي في الرئاسية .
الملاحظة الثانية تتعلق بالحركة الإسلامية والتي تلقت ضربة موجعة في 25 جويلية وسجلت أسوأ أرقامها في الشهر الفارط بـ %10.9 من نوايا التصويت وأقل من مائتي ألف ناخب مفترض .
في سبتمبر تمكنت النهضة من تحسين طفيف لنسبة نوايا التصويت لها بـ%12.1 مع استرجاعها لحوالي خمسين ألف صوت افتراضي ..

لاشك أن الحركة الإسلامية أضحت اليوم بعيدة عن المنافسة الجدية مع الدستوري الحر أو «حزب قيس سعيد» ولكنها تمكنت من تجنب الانهيار التام وهي الآن في حالة تربص لأخطاء المنافسين عساها تستردّ بعض أنفاسها وبالتالي وزنها الانتخابي وقدرتها على المناورة وللتفاوض ..
حزب قلب تونس انهار كلية ونزل تحت %1 من نوايا التصويت ،ولا نخال أن حزب نبيل القروي قادر على النهوض مجددا ثم أن لحركة النهضة خزانا انتخابيا طبيعيا إضافيا وهو القاعدة الانتخابية لائتلاف الكرامة والذي يحققق اليوم %2.3 من نوايا التصويت ومن غير المستبعد أن «يعطي «ائتلاف الكرامة أصواته للنهضة في استحقاق انتخابي قادم .

• ماهي القاعدة السوسيولوجية لحزب قيس سعيد ؟
أما السؤال : لمن ستصوت لو جرت الانتخابات التشريعية الآن ؟ يجيب بصفة تلقائية حوالي %8 من المستجوبين و%26.1 من الذين يدلون بنوايا تصويتهم أنهم سيصوتون لحزب قيس سعيد.
بغض النظر عن مفارقة التصويت لحزب غير موجود – وقد لا يوجد أيضا – فالمهم هو الوقوف عند هذا الطلب الانتخابي .

• من هم الذين يقولون أنهم سيصوتون لحزب قيس سعيد ؟
«حزب قيس سعيد» الافتراضي موجود في كامل أنحاء الجمهورية ولكن نقطة قوته الحالية تتشكل في ولايات الشمال الغربي حيث يتجاوز %40 من نوايا التصويت ،كما انه يلامس سقف %30 في كامل ولايات الشمال الشرقي والوسط الغربي والجنوب الغربي نقطة الضعف الوحيدة،جهويا،تكمن في تونس الكبرى حيث ينزل «حزب قيس سعيد’ تحت عتبة %20 من نوايا التصويت .

• التمايز الطبقي واضح جدا في القاعدة الانتخابية المفترضة لحزب قيس سعيد ففي الطبقة المرفهة لا يحقق هذا الحزب المفترض سوى %11 من نوايا التصويت أما عند الطبقة الشعبية فهو يبّز الجميع ويحقق %44 أي ضعف الدستوري الحر الذي يكتفي في هذه الفئة بـ%21 .

• جندريا لا وجود لفوارق تذكر بين النساء والرجال ولكن الشباب يصوت له بكثافة نسبية :%37 عند فئة 18 - 25 سنة و%34 عند فئة 26-44 سنة بينما تنزل هذه النسبة إلى %20 عند الذين تجاوزوا الستين .

• معرفيا يتطور التصويت لحزب قيس سعيد عكسا مع تطور المستوى التعليمي فهو يتجاوز %50 من نوايا التصويت:
عند الأميين وينزل إلى %16 عند أصحاب مستوى التعليم العالي .
لاشك أننا لسنا أمام حزب حقيقي له قيادات معروفة وانفراد ما على المستوى لوطني ،بل نحن أمام رغبة قوية في وجود حزب يتنسب بوضوح إلى الرئيس ، وهذه الرغبة القوية موجودة بكثافة عند الأوساط الشعبية، وهي تعبيرة على ضرورة طلب سياسي جديد .

• نوايا التصويت في الرئاسية:
قيس سعيد منذ الدور الأول بـ%90.1!
في نوايا التصويت للرئاسية يواصل قيس سعيد التحليق عاليا عاليا ..قد يكون خسر نقطة أو يزيد خلال هذا الشهر ولكن بمثل هذه النتائج الاجماعية يصبح هذا تفصيل التفصيل ..
لاشك أن صاحب قرطاج هو اليوم في قمة القمة وان منافسته الأولى تقع على بعد حوالي 90 نقطة ولكنه يعلم ولاشك أن هذه المرحلة لن تدوم وانه سيتحمل لوحده كل إخفاقات وتعثرات المرحلة القادمة وان صورته ستتضرر حتما من المسؤولية الكاملة عن كل ما يجري في البلاد وخاصة على المستويين الاقتصادي والاجتماعي ..
في انتظار ذلك مازال قيس سعيد يحلق في السماء وحيدا..

الجذاذة التقنية للدراسة:

• العينة: عينة ممثلة للسكان في الوسط الحضري والريفي مكونة من 1983 تونسيا تتراوح أعمارهم بين 18 سنة وأكثر.
• تم تصميم العينة وفق طريقة الحصص (Quotas) حسب الفئة العمرية ، الولاية، الوسط الحضري أو الريفي.
• طريقة جمع البيانات: بالهاتـــف
CATI) Computer Assisted Telephone Interviewing, Call-Center)
• نسبة الخطأ القصوى: %2،2.
• تاريخ الدراسة: من 9 سبتمبر إلى 16 سبتمبر 2021

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115