أربعون سنة على إمضاء المجموعة الاقتصادية الدولية والجمهورية التونسية أول اتفاقية تعاون بينهما بتاريخ 25 أفريل 1976، زمن من الشراكة اعتبرته سفيرة الاتّحاد الأوروبي بتونس، لاورا بايزا خلال كلمتها الافتتاحية، أنه يؤكّد مدى التقارب والاندماج الذي وصفته بالناجح بين اقتصاد دول الاتحاد الأوروبي والاقتصاد التونسي.
وستكون الأيام الأوروبية، التي تتواصل لمدّة ثلاثة أيام، فرصة للتطرّق إلى المفاوضات الجارية بخصوص اتفاقية لإقامة منطقة التبادل الحر، الذي في حال التوافق عليها، ستكسب تونس قدرة أكبر على المنافسة في الأسواق.
وزير التنمية والاستثمار والتعاون الدولي ياسين إبراهيم، أكّد أن هذه المرحلة الثالثة من المفاوضات في الاتفاقيات ستهمّ قطاع الخدمات وميدان الصناعات الغذائية، مضيفا أن الاتحاد الأوروبي الذي يساند تونس عبر الهبات فيما يخص تطوير الإعلام وحقوق الإنسان، يساند أيضا المسار الديمقراطي في تونس، كما له دور في كل من المجال الاجتماعي، والتعليم على غرار فتح إمكانيات البحث مع الجامعات الأوروبية، كذلك مجال التكوين المهني والصحّة والاقتصاد.
ياسين إبراهيم وخلال مداخلته في الجلسة الافتتاحية العامة، قال إن الحكومة تتطلّع إلى دعم استثنائي من قبل الاتحاد الأوروبي، وذلك من خلال العمل على دفع هذه الشراكة أكثر إلى الأمام في السنوات القادمة، فيما يتعلّق ببرامج ومشاريع وُضعت في المخطط الخماسي، مع أخذ الإمكانيات بعين الاعتبار، من أجل التقليص في حجم التداين، مشيرا إلى مشروع الربط الكهربائي مع إيطاليا (ربط تونس بسيسيليا)، الذي أكّد أن الحكومة بصدد النقاش فيه مع الطرف الإيطالي، والاتحاد الأوروبي، من أجل الدعم.
وقد تضمّن اليوم الأول من الأيام الأوروبية حلقات نقاش خُصّصت لطرح إشكاليات تتعلق بـ»دولة القانون والعدالة والأمن، والحوار بين القطاع الخاص والحكومي في خدمة التنمية، وتعزيز حقوق الإنسان في البناء الديمقراطي» وذلك من خلال جلسات عقدت بالموازاة.
برنامج الأيام الأوروبية خلال الأيام الثلاثة
برنامج الأيام الأوروبية سيشمل كلا من المجال السياسي والاقتصادي والاجتماعي والأمني والثقافي والتربوي والعلمي إلى جانب حقوق الإنسان والانتقال الديمقراطي والهجرة، إضافة إلى المعضلات التي يعانيها المجتمع المدني التونسي، والشباب من خلال برنامج دعم التكوين والإدماج المهني المقدّم من الاتحاد لمساندة التنمية الاقتصادية المستدامة بتونس، كما سيتمّ النظر في برامج التّبادل والتّعاون بين تونس والاتّحاد الأوروبي بهدف توسيع الانفتاح على المبادلات بين الجانبين.