ولفت المرزوقي، في كتيب بعنوان «الماء..التعهد بتحريره» نشرته الوكالة الفرنسية للتنمية، الى أن العادات والتقاليد والعقليات السائدة تضع المرأة في المركز الاول عندما يتعلق الامر باستخدام الماء في المنازل
واوضح أن «النساء والفتيات في المناطق الريفية تواجهن عادة صعوبات وظروف قاسية اثناء قطعهن كيلومترات طويلة لجلب الماء من ضمنها التحرش وحتى الاغتصاب. ويمكن اعتبار مهمة جلب الماء مهنة تستغرق ساعات طويلة لكن دون مقابل مادي»
وأضاف المرزوقي قائلا «حقا تعيش المراة الريفية وضعا صعبا رغم أن حقها في الماء مكفول بالدستور التونسي والاتفاقيات والمعاهدات الدولية التي صادقت عليها تونس، مضيفا أن «تزويد المنازل بالماء الصالح للشرب بالكمية والجودة اللازمة هو الضمان الوحيد لحماية النساء من المخاطر والتمتع بحياة كريمة وحد أدنى من الرفاهية
وأكدت الوثيقة ذاتها وجود فجوة كبيرة بين النساء والرجال في تونس في ما يتعلق بتوزيع الوقت المخصص للعمل المنزلي حيث تخصص المرأة معدل 77،6 ٪ يوميا من وقتها للقيام بالأعمال المنزلية غير مدفوعة الأجر، بينما لا يساهم الرجل سوى بنسبة 4ر9 بالمائة. أي ان المراة تقضي 8 أضعاف الوقت الذي يقضيه الرجال في الشؤون المنزلية عوضا عن استغلال ذلك الوقت في العمل المجزي والذي يعتبره المجتمع وسيلة لتحقيق الاستقلال المادي
وأشارت الطبيبة الأولى للصحة العمومية بتونس، شهرزاد بن صالح، من جهتها، إلى أن شرب المياه غير المراقبة تسبب في الاصابة بفيروس التهاب الكبد وحمى التيفويد عند الأطفال اضافة الى التهابات أخرى ناجمة عن سوء النظافة. ومع ذلك « لاحظت بصفتي طبيبة في قطاع الصحة العمومية العامة تطور وعي المرأة الريفية بهذه المشاكل الصحية، فهي على استعداد دائم لحماية عائلتها مع تحرير ذاتها»
واستنكر حسام منصري، أستاذ تعليم ثانوي بالقصرين، ضعف رقابة جودة مياه الشرب في المدارس الريفية، مما أدى إلى اصابة عدد من التلاميذ باحدى المدارس بفيروس التهاب الكبد سنة 2017 بسبب المياه المعباة بالصهاريج.
وأعرب عن أسفه قائلاً: «ان هذه الأمراض التي تصيب التلاميذ والناجمة عن مياه الشرب الملوثة، تزيد من ارتفاع نسبة الغياب عن مقاعد الدراسة وبالتالي زيادة صعوبات التعلّم.