الخبيرة الإستراتيجية في المجال الطبي لمياء شنيق لـ«المغرب» : «لا مبرر للتهويل... وعلينا أن نستيقظ ونتحرك سويًا للتحضير لما بعد الكوفيد»

في خضم التطورات اليومية وفوضى التصريحات والشائعات تتعدد زوايا التحليل والمقاربة بين نقل لأخبار وتضخيم وتحاليل غير متناسقة..

ولاستبيان وجهة نظر فئة أخرى من أهل الدراية والتخصص في التحليل والتخطيط الاستراتيجي التقينا مع الدكتورة لمياء مناصري شنيق الخبيرة الطبية ذات الإسهامات العلمية والرئيسة السابقة لوحدة البحوث الطبية بالمعهد الوطني للدراسات الإستراتيجية للوقوف عن تقييمها لحقيقة واقعنا الوبائي وسبل التجاوز لتحسين الأداء العام في مجابهة كوفيد19.
أكدت الخبيرة الإستراتيجية في المجال الطبي لمياء شنيق في تصريح لها لـ«المغرب» بخصوص تقييمها للوضع الوبائي في تونس، أن العالم بأكمله يواجه موجات جديدة من هذه الجائحة رغم تطور التلقيح الى ان السلالات تظهر في كل مكان منها (ألفا) في إنجلترا(بيتا) في أفريقيا الجنوبية (غاما) في البرازيل و(د لتا و كابا) في الهند وأخيرا (لمبدا)، مشيرة إلى أن الفيروس يتنقل خاصة في البلدان المتباطئة في نسق التلقيح ولو أراد العالم إيقاف هذا الوباء عليه إنتاج 14 مليار جرعة تلقيح خلال شهر واحد وهذا ما لا يمكن للمنظومة الصناعية العالمية تأمينه بتاتا.

ازدياد العدوى بسبب إهمال الَمواطنين
أضافت الخبيرة الاستراتيجية في المجال الطبي أن تونس سجلت ارتفاع حالات العدوى بدخول سلالة دلتا التي تتميز بدرجة عدوى شديدة، وترى شنيق أن أبرز عوامل ازدياد العدوى إهمال الَمواطنين فهم غير مقتنعين بإلزامية ارتداء الكمامة ولا بالانخراط في مسار التلقيح وهي إشكالية اجتماعية كبيرة يجب تحليلها، وبينت محدثتنا في ما يتعلق بالحلقات الضعيفة ونقاط الخلل في المنظومة ونسق التحرك، أن الخط الصحي الأول ومراكز الصحة الأساسية تقدر بألفين منتشرة على كامل الجمهورية خاصة أنها تمتلك توجها أساسيا في مجال التلقيح غير انه لم يتم تنشيطها وتطوير إمكانياتها وقد كان يستحسن تزويدها بالقوائم والمهام المرجعية بدءا بالفحص وصولا إلى التلقيح فالمعطيات المجمعة عن طريق الوحدات الصحية الأساسية المتنقلة مختلفة عن المعطيات السريرية الإستشفائية بما من شأنه تصويب المقاربة السياسية في مجابهة الوباء مع وجود إمكانيات عديدة لإطلاق حملات التلقيح باستعمال الوحدات المتنقلة المتاحة ضمن برنامج التنظيم العائلي مثلا.

تشكيل فرق متنقلة
آما بالنسبة للعمل التحسيسي للتلقيح تعتبر شنيق انه كان دون المطلوب وغير ناجع وأمام الحالة الصحية الطارئة، كان من الضروري تشكيل فرق متنقلة وتدريب المؤثرين الاجتماعيين لتوعية المجتمعات مع محاربة المعلومات الكاذبة والمضللة و’’الأخبار المزيفة ‘’ المتداولة عبر الإنترنت وخارجها هذا دون اعتبار حالات الفزع والتهويل الملحوظة على مستوى الإعلام وعناوينه التي تمّ تداولها في وسائل إعلام دولية متحدثة عن تسونامي صحي» و»كارثة وانهيار منظومة صحية» والحال انه تجاوز لحدود المنظومة وقد رأينا حتى عنوان في صحيفة يقول «تونس النهاية الآن». كما ترى الخبيرة الإستراتيجية أن العالم يعيش تطورات مماثلة لكن توصف الأوضاع بمفردات بسيطة مثل الأزمة، والذروة، والتعافي، والموجة، وما إلى ذلك وتتناقل الوقائع ويودع الموتى بكل هدوء وعقلانية.

التعبئة الجيدة
وتابعت شنيق قولها « إذا أجرينا مقارنة صغيرة ، فإن الغضب يتصاعد في جميع دول العالم في البرازيل التي تجاوز عدد الموتى 500000 ، في اليابان على سبيل المثال التي تتعرض حاليًا لانتقادات بسبب نقص اللقاحات قبل ثلاثة أسابيع من الألعاب الأولمبية ،و لن يتم تطعيم جميع سكانها إلا في شهر نوفمبر وهم يستعدون في نفس الوقت لاستقبال آلاف الزوار وإذا نظرنا إلى البلدان المجاورة، فإن المغرب يقوم فقط بتطعيم سكانه باللقاحات الصينية « سبوتنيك» وبدرجة أقل «سينوفاك» وكذلك «سينوفارم» وكل هذه اللقاحات لم تتم الموافقة عليها من قبل وكالة الأدوية الأوروبية (EMA )، إن زوبعة الاكتئاب التي نفرضها على أنفسنا لن تساعد أبدًا في التعبئة الجيدة أو إنشاء حلول بناءة في هذه الأزمة الصحية وعلينا أن نستيقظ ونتحرك سويًا للتحضير لما بعد الكوفيد والذي هو قادم لا محالة.

سليمان بن يوسف الأمين

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115