خلال طرح بعض الحلول.
في هذا الإطار أكّد الأمين العام لحركة الشعب زهير المغزاوي لـ «المغرب»، أن التدخل العسكري في ليبيا بدعوى محاربة التنظيمات الإرهابية ليس سوى تحقيق لمصالح استراتيجية أمريكية داخل التراب الليبي، وليس لمحاربة الإرهاب، لأن الدول الغربية التي تنوي التدخل العسكري، هي من أوجدت هذه الجماعات الإرهابية ودعمت توسعها في سوريا ثم في ليبيا، من أجل إحكام السيطرة على المقدرات والثروات النفطية.
وحول إمكانية تجنّب التدخل العسكري في ليبيا، قال الدكتور المنصف ونّاس، إن الإدارة الأمريكية الحاضن الأول للإرهاب لا يمكنها أن تكون الحل وسط ما يحدث من تدمير وإرهاب في ليبيا، وتمدّد للجماعات الإرهابية إلى دول الجوار، فالانحياز الأمريكي المفضوح للسياسة الصهيونية على حساب كل حركات التحرّر في المنطقة، لا يسمح لهذه الإدارة بأن تعطي القدوة الحسنة في محاربة الإرهاب بليبيا، كما أن الجماعات الإرهابية أو ما يسمى بداعش لم يكن لها أي وجود قبل دخول التحالف الأطلسي إلى ليبيا.
وبتمويل قطري وبمشاركة الدعم التركي ومساعدة «فجر ليبيا»، أكّد ونّاس أن هذا الجسم الإرهابي انتشر دون أي رادع، لأنه لم يكن لتركيا أن تقوم بالذي قامت به من دعم لوجستي لهذه الجماعات لولا الموافقة الأمريكية، التي تدّعي الآن أنها تريد القضاء على الإرهاب، ما يفسّر أننا إزاء ازدواجية أمريكية واضحة في التعامل مع هذه التنظيمات، تجسّد الإرادة الحقيقية بأن يتغلغل هذا التنظيم في ليبيا، ليبرّر هذا التدخل العسكري.
الحلول المقترحة للقضاء على هذه التنظيمات الإرهابية حسب المنصف ونّاس، هو القضاء على منابع تمويلها ودعمها، بإيقاف ضخ الأموال والأسلحة والمؤن للإرهابيين، وتحميل المسؤولية للدول التي توفر هذا الدعم من ذلك تركيا وقطر والسعودية.
كما أن تحديد البنى التحتية الأساسية وإحكام السيطرة عليها من قبل الجيش الليبي، على غرار مطار معيتيقة وميناء سرت، اللذان يضمنان تنقلات الإرهابيين بكل سهولة، يساهم بشكل أساسي في الحد من توافد هذه المجموعات إلى التراب الليبي، أيضا فك الارتباط بين داعش وفجر ليبيا من جهة وارتباط قطر وتركيا بهذه التنظيمات من جهة أخرى، والعمل على إعادة الجيش الليبي ليكون مدخلا للسيطرة على هذه التنظيمات، والعمل بجدية على إرساء حكومة وطنية مستقلّة عن كل الضغوط الخارجية، والضغط على كل القوى السياسية والدينية، للعمل على إيجاد مصالحة وطنية حقيقية تقطع مع عزل بعض السياسيين بحكم الولاء والانتماء للنظام السابق.
كل هذه المقترحات لو أخذت بعين الاعتبار ستساهم حتما في تقليص نمو هذا الجسم الإرهابي والحد منه في ليبيا ودول الجوار أيضا.
حركة الشعب كانت قد دعت في وقت سابق، إلى مؤتمر دول الجوار الليبي، من أجل التوحّد في استراتيجية واضحة لمكافحة هذه الجماعات الإرهابية، يدرس جدول أعماله كيفية منع تمدّد هذه الجماعات نحو دول الجوار، وقطع الطريق على التدخّل الأجنبي، الذي ينوي نصب خرائط جديدة في المنطقة، ثم كيفية مساعدة الأشقاء الليبيين على الخروج من حالة الفوضى و«اللادولة».