الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمجابهة كورونا جليلة بن خليل لـ«المغرب»: اللجنة لـم تقترح حجرا شاملا لـ 6 أسابيع بل لـ25 يوما.. والمعضلة الأساسية في البلاد هي تطبيق الإجراءات

لا زال الوضع الوبائي في البلاد خطير جدا بل وكارثيا ويتطلّب الحذر والحيطة من قبل الجميع، الى حد الآن الهياكل الصحية والعلمية

لم تجد التعبيرات المناسبة لوصف الوضع الذي تجاوز كل التوصيفات، خاصة بعد الإحصائيات التي أعلنت عنها وزارة الصحة بتسجيل 6776 إصابة بتاريخ 30 جوان المنقضي وهو رقم لم تسجله تونس خلال الموجات السابقة، أرقام مخيفة ومفزعة يتم تسجيلها يوميا ومازالت مرشحة للارتفاع باعتبار أن المسببات مازالت قائمة في علاقة خاصة بالتجمعات وعدم التباعد الجسدي وعدم ارتداء الكمامات ومخالفة الإجراءات المعلنة ذات العلاقة بالحجر الصحي الشامل والحجر الصحي الموجه.
تجاوز المعدل اليومي للوفيات 100 وفاة ليتخطى العدد الجملي 15 ألف حالة وفاة، وهي حصيلة ثقيلة جدا وتختلف أعمار الضحايا بين الرضع والشباب والكهول وكبار السن، وضع بات يبعث على القلق والانشغال وفي المقابل تتصارع مؤسسات الدولة حول صلاحيات من يعلن عن توقيت حظر الجولان، والصراع حول الطرف الذي جلب التلاقيح، والحال أن التونسيين يموتون يوميا جراء هذا الفيروس وسط اختناق المنظومة الصحية التي يبدو أنها على وشك الانهيار في صورة تواصل الوضع على حاله وازدادت الضغوطات، فالمستشفيات تجاوزت طاقة استيعابها القصوى خاصة في أقسام الإنعاش وأقسام الأكسيجين، وبالنسبة للجنة العلمية لمجابهة الكورونا فإن الإشكال ليس في الإجراءات بل في مدى التزام المواطنين بتطبيقها وهذه المعضلة الكبرى.

مسؤولية الجميع
أكدت الناطقة الرسمية باسم اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا جليلة بن خليل لـ«المغرب» أن التعبيرات التي تصف الوضع الوبائي قد انتهت وتمّ استعمال جميع التوصيفات من الكارثي إلى الخطير جدا إلى الدقيق والحرج والتسونامي وغيرها من التوصيفات التي لن تستطيع أن تعبر عن الوضع الحالي، مشددة على أن الوضع صعب جد خاصة على المستشفيات التي لم تعد قادرة على معالجة المرضى في جميع المناطق والولايات دون استثناء ومشهد تكدس مرضى الكوفيد موجود في كافة أنحاء الجمهورية. وبينت أن القادم سيكون أصعب والمهم حاليا ليس في عدد الموجات التي عرفتها البلاد بل في الوضعية الحالية وان المواطن التونسي لا يهمه ما إذا كانت هذه الموجة الخامسة أو السادسة بل ما يهمه كيفية تجاوز هذه الفترة الصعبة وإيجاد مكان للتداوي، لتشدد على أن الجميع مسؤولون عن الوضع الذي وصلت إليه البلاد.

التقليص من الضغوطات على المستشفيات
وأضافت بن خليل أنه علميا كان من المفروض أن يتم الإعلان عن حجر صحي شامل وتمّ التأكيد خلال الاجتماع الذي أشرف عليه رئيس الحكومة أن هذه المسألة غير ممكنة وتمّ اتخاذ إجراءات أخرى، معربة عن أملها في أن يتم تطبيقها من قبل المواطنين، مشيرة إلى أن المعضلة الأساسية في تونس هي تطبيق الإجراءات، وأكدت أن اللجنة لم تقترح حجرا شاملا لمدة 6 أسابيع مثلما تمّ التصريح به بل حجرا شاملا إلى غاية 25 جويلية الجاري بهدف كسر حلقة العدوى وليس بلوغ نسبة صفر من الإصابات، وأشارت إلى أن الناطقة الرسمية باسم وزارة الصحة نصاف بن علية هي التي شددت على أنه لبلوغ صفر حالة لا بدّ من حجر شامل لـ 6 أسابيع وكانت مقتنعة بذلك لكن اللجنة العلمية كان هدفها هو التقليص من الضغوطات على المستشفيات واقترحت حجرا شاملا إلى غاية 25 جويلية ثمّ تقييم الإجراءات، وأوضحت أن الإجراءات لن تكون فعالة إلا إذا امتدت على أكثر من أسبوعين .

تشديد الرقابة والردع
وبخصوص الولايات التي أعلنت عن الحجر الصحي الشامل، أكدت بن خليل أن عددها في تزايد وقد شملت إلى الآن زغوان وباجة والقيروان وسليانة وسوسة والكاف وتونس الكبرى باعتبار أنه تمّ منع التنقل من والى الولايات الأربع في تونس الكبرى، وأبرزت أن تحسن الوضع مرتبط بمدى التقدم في تطبيق الإجراءات المقررة ولا بدّ من العمل على إلغاء الحفلات الخاصة والتقليص في عدد المدعويين إلى حفلات الأعراس...، فالإشكال في تونس هو تطبيق الإجراءات ولا بدّ من تشديد الرقابة والردع لتفادي مزيد انتشار العدوى. ويشار إلى أن وزارة الداخلية أكدت في بلاغ لها أمس بأن الوحدات الأمنيّة حررت في اليوم الأول من انطلق تنفيذ الإجراءات الجديدة 12196 مخالفة ماليّة لعدم الالتزام بوضع الكمامات و2810 مخالفة حظر جولان. وذكرت أن وحدات الأمن سحبت 1729 رخصة سياقة وحجزت 1742 بطاقة رمادية وحررت 834 بين محاضر ومخالفات عدم احترام تراتيب حفظ الصحّة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115