هذا الاعتداء نقلته تسجيلات فيديو تبين ان المعتدي الصحبي سمارة غادر مقعده في قاعة الجلسات العامة واتجه نحو النائبة عبير موسي ليوجه اليها لكمات أصابتها اثنتان منهما. قبل ان يتدخل زميلها في الكتلة ويدافع عهنا ضد الاعتداء بالعنف المسلط عليها.
وهنا تكشف التفاصيل التي وثقت ان النائب كان مدركا لما يفعله وانه مارس العنف ضد النائبة عن قصد. اذ غادر مقعده وتوجه بشكل مباشر اليها ليعنفها على مرأى ومسمع النواب جميعا. ولو لا تدخل زميلها بالكتلة وسام الشعري للدفاع عنها لتواصلت عملية الاعتداء.
اعتداء اتاه النائب صحبي سمارة ضد عبير موسى كان منطلقه الاول انها «امرأة» وهو رجل. لذلك اباح لنفسه ان يمارس العنف ضدها. فالنائب عكس ما يضمره من فكر ذكوري يستبطن العنف ضد المرأة والتمييز ضدها وجعلها دونه وهو يعتمد على العنف من منطلق انه يحكم سيطرته على المجال من خلاله ويحدد الادوار والمواقع.
عنف كانت ضحيته عبير موسى، المرأة الناشطة في المجال السياسي من قبل نائب بالرلمان يمارس العمل السياسي والنيابي وهو الصحبي سمارة. الذي وبعنفه المقصود والهمجي ضد موسي كشف عن ان المرأة لا تزال تتعرض للتميز في الساحة السياسية وأنها ضحية لمنظومة ذكورية تريد ان تحتكر الفعل السياسي واذا وجدت منافسة من المرأة تبيح لنفسها استعمال العنف لترهيبها وتحديد المساحات المسموح لها فيها بالتحرك.
الاعتداء بالعنف المقزز الذي اتاه الصحبي سمارة امس ضد النائبة عبير موسي هو ايضا عنف يستهدف المرأة البرلمانية ويكشف عن نظرة يستبطنها سمارة وربما اخرون من زملائه في المجلس تجاه المرأة البرلمانية التي يراد لها ان تكون تكرارا لصدى اصواتهم وإذا خرجت عن هذا فان كل الاساليب تصبح مباحة لتصويبها.
ذلك ما مارسه النائب صحبي سمارة أمس. اعتداء بالعنف على موسي. المرأة الناشطة السياسية ورئيسة كتلة برلمانية. والاعتداء كان في قاعة الجلسات العامة بمجلس نواب الشعب بباردو. مجلس كانت موسى في مناسبات عدة ضحية للعنف فيه.
عنف يستهدفها ويبحث البعض على التطبيع معه من مقاربات تبحث عن تبريرات وتفسيرات لحدوثه وتسقط ان ما ارتكب ضد موسى او غيرها من النائبات والنساء تحت قبة البرلمان عنف يستهدف المرأة بشكل مباشر وقصدي.
هذه الحادثة وثقت ونقلت الى التونسيين. مما دفع بالبرلمان الى اصدار بيان يعلن فيه عن ادانته للعنف ويطالب بفتح تحقيق وتتبع للمعتدي، وهو بيان يرجى ان لا يكون مجرد موقف عابر حتمته اللحظة السياسية وطبيعة الصراع بين الاغلبية الحاكمة والمعارضة التي من بين قياداتها عبير موسي.
تلويح بالتتبع ومحاسبة المعتدي لا يجب ان تكون مجرد اعلان نوايا اذ على النيابة العمومية بدورها التحرك وإثارة دعوة ضد النائب سمارة فكل عناصر التلبس متوفرة في حاثة الاعتداء والأخطر ان اعتداءه كان عن قصد، الصمت عنه وعدم اثارة شكاية قضائية سيمهد لمشهد اشهد رداءة مما هو الان.
فالبرلمان التونسي شهد في مناسبات عديدة احداث عنف كانت ضحيتها عبير موسى، عنف لفظي ومعنوي تطور الى الدفع الى ان بلغ امس الاعتداء بالعنف القصدي اراد من خلاله صحبي سمارة رسم مساحات لعبير موسي وإخضاعها إليها.
برلمان استشرى فيه العنف على النساء. من قبل مجموعة من النواب المنتسبين لتيارات شعبوية تعادي المرأة وتنتسب لفكر سياسي يبرر العنف ويشرعه اذا وقعت ممارسته ضد الخصوم السياسيين وخاصة عبير موسى تحت مبررات واهية .