واصفا الوضع بـ«المقرف»...نور الدين الطبوبي إلى رئيس الجمهورية وإلى السياسيين: إما الحكم أو إعادة الأمانة إلى الشعب

يبدو أن التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة السياسية سيما على مستوى رئاسة الجمهورية كذلك اللقاءات التي قام بها قيس سعيد

في محاولة للبحث عن مخرج لحلحلة الأزمة السياسية التي طالت أكثر من اللازم، قد أعادت الوضع إلى نقطة الصفر سيما لقاء الرئيس مع رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي والتضارب في التصريحات، أزمة يبدو أن انفراجها مازال بعيدا في ظلّ تواصل خطابات التهديد والتحذير والتصريحات والتصريحات المضادة، ويمرّ اليوم أسبوعان على اللقاء الذي جمع سعيد مع الأمين العام للاتحاد العام التونسي للشغل نور الدين الطبوبي ولا توجد أية مؤشرات ايجابية نحو تجسيد مبادرة الحوار الوطني ومازال رئيس الدولة يعيد ذات الكلمات «حوار حول ماذا وسنة 2014 ليست سنة 2021».
لقاءات وتصريحات رئيس الجمهورية وتواصل الوضع على ماهو عليه أغضبت نوعا ما قيادات اتحاد الشغل، حيث وجه نور الدين الطبوبي خلال تدشين المقر الجديد للاتحاد الجهوي للشغل بالمنستير وقاعة المناضل الراحل بوعلي المباركي أمس، رسائل شديدة اللهجة إلى رئيس الجمهورية والسياسيين، داعيا إياهم الى حكم تونس أو إعادة الأمانة إلى أصحابها، قائلا «يا تفضلوا أحكموا البلاد وكونوا مؤتمنين على الشعب يا رجعوا الأمانة لأصحابها، وصاحب الأمانة هو الشعب التونسي والسياسي المحنك هو القادر على تجميع وتوحيد التونسيين وليس العكس»، واصفا الوضع الذي وصلت إليه مؤسسات الدولة بـ«المقرف» .
«الاتحاد لن يجره أحد إلى المربع الذي يريده»
أكد نور الدين الطبوبي أنه لا يؤمن بالوساطات، وأن الحديث المتمحور حول الوساطات كلام مردود على أصحابه وقد يكون الهدف منه القيام بصور إعلامية، ولكننا نستمع الى نفس الخطاب، قائلا «آخر شيء سمعناه هو أن اللقاء بين أجهزة الدولة أصبح أمرا استثنائيا وهذا من غرائب الدهر ويوم أمس سمعنا تصريحات أخرى عكس ما كان يصرح به في وسائل الإعلام ولم أكن أتصور أن مؤسسات الدولة ستصبح بهذا الوضع المقرف وقيمتي من قيمة بلادي وقيمتي من قيمة رموزها ولكن اليوم العالم الافتراضي والمفتوح لا يليق بتونس الاستقلال والتي ضحت من أجلها أجيال وأجيال من أجل مناعة هذا البلد ومن المفروض أن نتقدم بها لا الرجوع بها إلى الوراء كما هو الحال اليوم وأصبحنا في مناكفات ومهاترات ..اليوم أنتم القدوة في الدولة وفي الأحزاب...الوضع لم يعد يحتمل بكل صراحة والاتحاد لن يجره أحد إلى المربع الذي يريد، الاتحاد له مؤسسات وله رؤية وليس كل شيء يكشف للعلن والاتحاد سيوازن بين دوره الاجتماعي والوطني والذي يعدّ من أوكد الاهتمامات».
البلاد وصلت إلى مستوى خطير جدا
وتابع الطبوبي قوله» أمران أكد عليهما الاتحاد إما حكم البلاد أو إعادة الأمانة إلى أصحابها وصاحب الأمانة هو الشعب التونسي وعمق الممارسة الديمقراطية ..وإذا اختلفتم في نظام حكم وفي نظام سياسي وفي القانون الانتخابي وفي أي مسألة كانت واحتد الصراع إلى هذا الحدّ، فإن الدولة لن تبقى سائبة كما هو الحال اليوم...فالدولة تسير يوما بعد يوم تسير نحو الانحدار في ظل انتشار جائحة كورونا وزيادة نسبة الفقر وارتفاع نسق الهجرة غير النظامية نحو إيطاليا». وشدد على أنه لا أحد يزايد على الاتحاد في وطنيته وفي عقلية الممارسة التقدمية والفكر التنويري والروح التقدمية وروح المسؤولية في هذه المسائل، ولكن البلاد وصلت إلى مستوى خطير و خطير جدا انعكس على الوضع الصحي والتربوي المتردي وعلى جميع الأصعدة.
الاتحاد قوة اجتماعية ضاربة لا يستهان بها
وأضاف الطبوبي أن الاتحاد «صاحب باي وشريك أساسي في البلاد وليس وسيطا، والاتحاد تأسس قبل دولة الاستقلال، وسنبقى قوة اقتراح وقوة خير وبناء وتقدم..لنا مؤسسات تتخذ القرارات وفي الأيام القادمة ستطرح في عمق المشاكل وهي الوضعية السياسية .. وقد تقدم الاتحاد بمبادرة للحكومة وسيقع الكشف عن تفاصيلها في الوقت المناسب وتجسيمها بطرق عقلانية وديمقراطية»، وفي ما يتعلق بتوجه الاتحاد إلى سحب مبادرة الحوار الوطني من رئيس الجمهورية، قال الأمين العام إن « الاتحاد توجه إلى العنوان الصحيح واتفق مع رئيس الجمهورية قبل طرح مبادرة الحوار الوطني قصد تجميع التونسيين، لكن الأخير لم يقبل وبالتالي لا يمكن إجباره على المشاركة في المبادرة، وأن الاتحاد ليس رهينة لدى زيد أو عمرو..والبلاد تهم الاتحاد مثل جميع التونسيين وإذا انخرم الوضع ستكون لذلك تداعيات سلبية على الوضع الاقتصادي والاجتماعي وهذا لن يُسمح به فالاتحاد قوة اجتماعية ضاربة لا يستهان بها .

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115