الناطق الرسمي باسم حركة «حماس» سامي أبو زهري في حوار خاص لـ «المغرب»: معركة «سيف القدس» كانت لها اليد العليا وهي ليست معركة عابرة بل هي جولة من جولات تحرير القدس

• المواجهة الشعبية ضد الكيان الإسرائيلي لوقف جرائمه لن تتوقف وحينما نشعر بأن

هناك إصرارا على تصعيد العدوان فان المقاومة المسلحة ستكون حاضرة
يزور الناطق الرسمي باسم حركة حماس سامي أبو زهري تونس في اطار جولة تهدف الى اطلاع المسؤولين والسياسيين والقوى الوطنية والمدنية في تونس على نتائج حرب غزة وتداعياتها . واكد في حديث خاص لـ « المغرب « بان الجهد الدبلوماسي التونسي كان حاضرا في مجلس الأمن والأمم المتحدة. وأعرب عن تقديره لتفاعل مختلف الأحزاب والهيئات التونسية وكذلك أبناء الشعب التونسي مع ما يحدث في غزة وان ذلك كان له دور كبير في رفع معنويات المقاومة الفلسطينية . وتطرق أيضا الى أولويات الحركة والى الوضع في غزة وتحدي إعادة الاعمار بعد الحرب المدمرة الأخيرة . وكذلك ملف المصالحة الفلسطينية ومستقبل الانتخابات ومستقبل الصراع مع العدو الاسرائيلي.
• أين تتنزل زيارتكم الى تونس وما هي اللقاءات المبرمجة وأهدافها ؟
تأتي زيارتنا الى تونس لوضع رؤساء الأحزاب والمسؤولين في تونس في صورة تداعيات الحرب على غزة ومواقف وبطولات المقاومة ونتائج الحرب . وكذلك تحديد الدور المطلوب من الأشقاء التونسيين لدعم الشعب والقضية الفلسطينية. عنوان هذه الزيارة وترتيبها كان من خلال الأخوة في حزب نداء تونس وهذا تعبير عن حرص الحركة على علاقات متينة مع كل المكونات السياسية في الساحة التونسية . ونحن على ثقة تامة بأن الموقف الرسمي والشعبي التونسي هو موقف أكيد ومتين الى جانب إخوانهم الفلسطينيين . والجهد الدبلوماسي التونسي كان حاضرا في مجلس الأمن والأمم المتحدة . ونحن نقدر تفاعل مختلف الأحزاب التونسية وكذلك أبناء الشعب التونسي مع ما يحدث في غزة وكان لذلك دور كبير في رفع معنويات المقاومة الفلسطينية . ونحن حريصون على تطوير العلاقة مع تونس. وهناك ترتيب لزيارة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية لتونس وأوصلنا رسالة الى رئيس الجمهورية قيس سعيد بهذا الصدد .
• كيف ترون المسيرات والهبّات الشعبية المتضامنة مع الشعب الفلسطيني سواء في تونس والمنطقة العربية او حتى في عديد الدول الغربية التي شهدنا مظاهرات تخرج في عواصمها وغيرها دعما لفلسطين ، فهل يمكن القول ان هناك معادلة جديدة وتغيرا في الرأي العام الدولي تجاه ما يحصل في فلسطين خاصة ان ما يسمى بالنضال الالكتروني من خلال وسائل التواصل الاجتماعي ساهم في توثيق جرائم العدو الصهيوني وفضحها أمام العالم أجمع؟
تفاعل الأمة سواء في تونس او في مختلف الأقطار العربية او الدولية او حتى في الساحات الدولية الى جانب الشعب الفلسطيني هو تفاعل غير مسبوق وهو ناتج عن صور المجازر التي ارتكبها الاحتلال لقتل النساء والأطفال تحت انقاض البيوت في غزة . وناتج عن الجريمة المستفزة لمحاولة تهويد المسجد الأقصى وتحويله الى كنيس يهودي في استفزاز غير مسبوق لمشاعر الأمة الإسلامية جميعا . وبالمقابل هو تأثر الأمة ببطولات المقاومة الفلسطينية التي انطلقت من غزة رغم حصارها وألمها لتحمي القدس من محاولات تهويدها . لا شك ان الاعلام وتحديدا «السوشيل ميديا» كان له دور كبير في تفعيل الدور العربي والإسلامي والإنساني واعتقد انه كان له تأثير مهم كبير في تعزيز صمود الشعب الفلسطيني وفي دعم المقاومة الفلسطينية التي كانت تشعر انها ليست وحدها في الميدان وان كل الامة والأحرار في العالم يقفون خلف قضية فلسطين . والرسالة الأساسية التي خرجت من كل ساحات الأمة والعالم ان فلسطين ليست وحدها وهي رسالة مهمة .
• الى أي مدى ساهم النصر الذي تحقق في معركة «سيف القدس» في تكريس معادلات جديدة وما هي أهم نتائجها ؟
نعتبر ان أهم نتائج معركة «سيف القدس» هي ان القدس خط أحمر وصفقة القرن التي كرسّت القدس عاصمة يهودية لم يعد لها قيمة في ظل هذه المعركة التي رسخت ان القدس هي مدينة إسلامية وان المسجد هو مقدس إسلامي ونعتبر ان الصفقة لم تعد لها قيمة ولم تعد قائمة بفعل نتائج هذه الحرب . وهذا أيضا اكد على ان قوة وبسالة المقاومة انها قادرة على ردع الاحتلال وأيضا رسخت ان مشروع التحرير هو أمر ممكن وليس مستحيلا في ظل الموازين الدولية وأيضا أوصلت رسالة للقوى الدولية بانه لا يمكن تجاوز قوى المقاومة وفي مقدمتها حركة حماس وبات من غير الممكن تجاوز هذه القوى . كمارسخت وحدة شعبنا الفلسطيني واظهرت ان الانطباع القائم بان الشعب الفلسطيني مقسّم ومشتت هو انطباع غير صحيح وعمليا شعبنا موحّد خلف حقوقه وخلف مقدساته وخلف مشروع المقاومة . نعم هناك خلافات سياسية وهو شيء طبيعي موجود في كل أمة ، ودورنا كفلسطينيين هو كيف نقرب وجهات النظر ونوحّد الموقف السياسي لكن هذا لا يقلل من حقيقة حجم وحدة شعبنا الفلسطيني في الميدان .
• وما هي أولوياتكم في المرحلة القادمة ؟
الخطوة الأولى بالنسبة لنا في هذه المرحلة هو إعادة اعمار غزة، فهناك دمار كبير ولدينا خطة وتصور في هذا الصدد وهناك وعود عربية بمساعدتنا في اعمارها . وعلى الصعيد الرسمي هناك أيضا استعدادات كبيرة من خلال شعوب أمتنا العربية والإسلامية لتقديم الدعم لغوث إخوانهم سواء في غزة او القدس ولتعزيز صمودهم وتمكينهم من تجاوز آثار العدوان الإسرائيلي داخل فلسطين . أيضا الموضوع المتعلق بتعزيز الوحدة الوطنية والمراكمة على ما حدث من وحدة في الميدان لمحاولة تقوية الموقف السيادي وتحقيقه لمواجهة الرأي العام الخارجي أيضا . لا شك وتنمية قدرات المقاومة ومضاعفة امكانياتها .وأولوياتنا أيضا تمتين العلاقة مع أمتنا والتي تعتبر الحاضنة والعمق الاستراتيجي لهذه القضية .
• الانقسام الفلسطيني هو جرح كبير والوحدة الفلسطينية كانت هي الأمل وتحققت في الميدان ولمسناها في هذه الهبّة الشعبية المشتركة سواء في غزة او القدس وغيرها ، فاليوم ما هي الخطوات الأهم لتثبيت هذه الوحدة وأين وصلت المباحثات التي احتضنتها القاهرة من أجل المصالحة ؟
نحن متمسكون بالمصالحة الفلسطينية كما ان هناك اتفاقا على اجراء انتخابات فلسطينية ورحبنا بذلك وبدأت العلمية الانتخابية، لكن في وقت معين وقبل ان نصل الى ذروة العملية الانتخابية تم الإعلان عن الغائها وكان السبب هو في مشاركة القدس في العملية الانتخابية. وراينا كان انه يجب ان لا يشكل ذلك مبررا لتعطيل العملية الانتخابية لأنها حق لكل مواطن فلسطيني وكان لدينا اقتراح بان نضع صناديق الاقتراع في المسجد الأقصى وان نحميها ليقترع بها أهل القدس بحيث لا نسمح للاحتلال باستثناء القدس وحرمانه من العملية الانتخابية وأيضا لا يتم تأجيلها او تعطيلها . كان هناك إصرار من السلطة على الغائها وهذا ما أدى الى تعطيلها ونأمل ان تستأنف في المرحلة القادمة وفي جميع الأحوال نحن متمسكون بالانتخابات ونحترم نتائجها ونرحب باي جهد يمكن ان يعزز وحدتنا الفلسطينية .
برايك هل ان للمقاومة شكل واحد ام انها تتكامل خاصة اننا رأينا في غزة المقاومة المسلحة وأيضا المقاومة الشعبية في حي الشيخ جراح وأيضا الإنجازات التي تحققت في المحافل الدولية في اطار المساعي الدبلوماسية لتكريس الحق الفلسطيني فكيف ترون ذلك؟
بالنسبة لنا في حركة حماس نؤمن بالمقاومة بكل أشكالها سواء المقاومة الشعبية او العمل السياسي او المقاومة المسلحة وهذا ما ظهر في الميدان. لقد وقفنا الى جانب شعبنا في حي الشيخ جراح وفي ساحات المسجد الأقصى وفي مدينة القدس وفي كل شوارع الضفة في مواجهة الاحتلال. وعندما تبين ان هذا غير كاف لمواجهة الاحتلال وحماية القدس استخدمنا القوة المسلحة في توقيتها . هذه أدوات ونحن نقدر متى نستخدمها وكيف وما هو الأجدى لنا كفلسطينيين والأجدى أمام الراي العالم العالمي لاستخدامه ولكها كلها أدوات متاحة لنا لنستخدمها كفلسطينيين .
• اليوم كيف هل علاقتكم مع الجوار خاصة في محور المقاومة في لبنان وسوريا بعد هذه المعركة ؟
نحن في حركة حماس حريصون على علاقات متينة مع كل الأطراف العربية الإسلامية ونعتبر ان كل امتنا هي عمق طبيعي لقضيتنا وواثقون من ان أي فتور في العلاقة مع أي مكون عربي او إسلامي سيزال والأمة ستكتشف مع مرور الوقت ان المجرم هو الاحتلال وان العدو الحقيقي لأمتنا هو الاحتلال الإسرائيلي وان التطبيع الحقيقي يجب ان يكون مع المقاومة الفلسطينية ومع الشعب الفلسطيني وفي هذا السياق لا شك ان ايران تقدم دعما حقيقيا رسميا على الصعيد المالي والتكنولوجي والمتعلق بالسلاح . و نعتقد ان تونس تقدم ما تستطيع من خلال الدور الدبلوماسي وأيضا الدور الشعبي من خلال أطراف شعبية وتقدم عمل اغاثي ومساعدات مباشرة لأهلنا في غزة . ونحن نتمنى اتخاذ قرار بفتح صندوق وطني في تونس لجمع التبرعات من أبناء الشعب التونسي ومكوناته وتوجيهها الى مستحقيها في غزة و ضمان وصول هذا المال لمستحقيه وان يكون هناك لجنة تونسية يتم تكليفها وطنيا تذهب الى غزة . الآن نحن أمام حالة استنزاف بسبب العدوان وحالة دمار وقمنا ما نستطيع القيام به من مواجهة وسلاح واليوم الدور على الأمة لإسناد اخوتهم وتعزيز صمودهم وتجاوز كل العراقيل القانونية التي تحول دون ذلك. والفكرة المقترحة بحاجة الى تبني من خلال صندوق وطني يتم رعايته وتنفيذه من خلال لجنة تونسية على الأرض .
واعتقد ان تونس بكل مكوناتها السياسية وابنائها بقيادتها وشعبها فان مشوارها مع فلسطين لا يبدا اليوم بل قديم من أيام المناضل عبد العزيز الثعالبي الذي شارك في اول المؤتمرات للدفاع عن القضية الفلسطينية . والدم الفلسطيني والتونسي اندمج في حمام الشط . وتونس احتضنت الثورة الفلسطينية حينما كان من الصعب ان تحتضنها الدول العربية وتونس شاركت في القتال وبصمة الشهيد محمد الزواري كانت حاضرة وأساسية في هذه الحرب من خلال طائرة الزواري التي أرعبت الاحتلال. لذلك إخواننا التونسيون يستطيعون ان يشعروا بنوع من التمايز من خلال الدور الذي قدموه لإخوانهم الفلسطينيين .
نحن نحاول مدّ علاقتنا مع كل الأمة ومختلف أطيافها واعراقها وهذه قضية قومية لذلك فان أية طاقات يمكن ان تسهم في دعم وخدمة القضية الفلسطينية نرحب بها والشهيد الزواري كان مجهولا في تونس لكن القضية الفلسطينية رفعت وخلدت اسمه لان ما قدمه شيء مهم وكبير وبصمته حاضرة في هذه المعركة وستبقى حاضرة في كل المعارك القادمة.
• رأينا تواصل حملة الاعتقالات اليومية من قبل العدو الإسرائيلي للفلسطينيين في الضفة والقدس في انتهاك للهدنة فكيف ترون ذلك؟
لا يوجد بيننا وبين الاسرائيليين هدنة بل وقف اطلاق نار يتعلق بالعمل المسلح اما المواجهة الشعبية ضد الكيان ولوقف جرائمه المستمرة هي متواصلة ولن تتوقف وليس هناك اتفاق على وقفها . شعبنا مواصل لمواجهة كل الجرائم الإسرائيلية اليومية ولكن حينما نشعر بان هناك إصرار على تصعيد العدوان وامعان في قتل شعبنا لا شك ان المقاومة المسلحة ستكون حاضرة في مواجهة ذلك .
• هل أسقطت معركة «سيف القدس» صفقة القرن ومخطط التطبيع ؟
التطبيع هو أخطر اللوثات التي تعاني منها القضية الفلسطينية وكان هناك توجه امريكي لفرض الاحتلال على المنطقة من خلال الابتزاز السياسي بالترغيب والترهيب ونجحوا في تطويع بعض الأطراف العربية للقبول بالتطبيع للأسف. ولكن نعتقد بعد هذه المعركة التطبيع لم يعد الا حبرا على ورق واصبح من الصعب على أي طرف عربي ان ينخرط في أي عملية تطبيع بعد هذه المجازر الإسرائيلية . ونعتقد اليوم هو انه يجب التطبيع مع المقاومة ولم يعد مقبولا ان تغلق العواصم العربية في وجه قيادات المقاومة وقيادات الشعب الفلسطيني فالاحتلال الإسرائيلي هو العدو الذي يجب ان تغلق العواصم العربية في وجهه وليس المقاومة .
ففلسطين هي قضية عربية وإسلامية وطبيعي هذا الالتحام بين المقاومة وأبناء الامة ، وهي أيضا قضية إنسانية. نحن أمام احتلال عنصري قائم على التمييز العنصري لذلك يجب ان يكون هناك حراك حقيقي ليس فقط على صعيد ساحات الأمة بل الرأي العام العالمي . واعتقد انه بعد الحرب الأخيرة والمجازر التي نفذت على المدنيين في غزة وتدمير البيوت على رؤوس ساكنيها اعتقد انه ترك ردة فعل جيدة وخلق حالة من الادراك لحجم الجريمة الإسرائيلية وهو هشمّ صورة الضحية التي صنعها الاحتلال كذبا وفنّد الدعاية الإسرائيلية السوداء وقطع الطريق أمام الاعلام الموالي للاحتلال، لان الصور كانت مباشرة ولا يمكن فهمها بطريقة خاطئة هناك حراك حقيقي في الساحات الدولية وهذا شيء نقدره ومتأكدون بانه سيزداد
• الى اين تسير الأمور في فلسطين في هذه المواجهة مع اسرائيل في المنطقة .؟
معركة سيف القدس كانت لها اليد العليا ولم نكن أمام معركة عابرة وما جرى هو جولة من جولات التحرير للقدس ودورنا كمقاومة هو الاستعداد لتحرير القدس وليس فقط حمايتها . وهو مشروع نتزود من اجله بإلاعداد الجيد بأنواعه ونطوره ونصنعه واليوم في غزة معظم السلاح يصنع داخلها وهذه الصواريخ التي رأتها الامة تنطلق من سماء فلسطين هي كلها صنعت بأيادي فلسطينية وأبهرت العالم وهي ليست مستوردة وليست مهربة ولم نشتريها وصنعناها في غزة المحاصرة والمغلقة والممنوع وصول اليها المواد التي تستخدم في صناعة الصواريخ. ورغم ذلك صنعناها وتم تطويرها لتصل الى ابعد من 250 كلم وتم تطويرها لتكون قدرتها التفجيرية عالية جدا . وفي كل معركة تكون قدراتها التدميرية اقوى مما سبق وتم تطوير أنواع وأدوات واشكال في هذه المعركة . والآن استخدمت الطيارات المسيرة في هذه المعركة لأول مرة وهذ اكله يعكس ابداع المقاومة وقدرتها الكبيرة ونحن مستمرون على هذا الطريق وواثقون بان الطريق الى القدس أصبح ممهّدا ونرى القدس في نهايته والتحرير اصبح ممكنا بعد نتائج المعركة.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115