اليوم اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا تعلن عن إجراءات جديدة: الاتجاه نحو منع التنقل بين المدن مع التشديد وتعديل توقيت حظر الجولان...

خطورة غير مسبوقة، مما أجبر الحكومة على مراجعة الإجراءات الاستثنائية بين الحين والآخر في محاولة لكسر حلقات العدوى، حيث من المنتظر أن تعلن اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا اليوم الجمعة في ندوة صحفية بمقر رئاسة الحكومة عن حزمة من الإجراءات الجديدة الخاصة بعطلة أيام عيد الفطر بناء على توصيات اللجنة العلمية والتي بقيت في حالة انعقاد لمتابعة آخر تطورات الوضع الوبائي الذي يوصف بالخطير جدا أمام تواصل الضغط على المستشفيات وعلى أسرة الإنعاش علما وأن الحاجيات من الأوكسجين في هذه الأيام قد تضاعفت 7 مرات مقارنة بالأيام العادية.
لا حديث في الـ48 ساعة الأخيرة إلا عن مقترحات اللجنة العلمية التي رفعتها إلى رئاسة الحكومة، مقترحات أثارت جدلا كبيرا في البلاد حتى قبل الموافقة عليها والانطلاق في تطبيقها باعتبار أن اللجنة كانت قد اقترحت منع التنقل بين المدن بداية من يوم السبت إلى غاية 16 ماي الجاري وهو ما يتعارض مع رغبة العديد في التنقل إلى جهاتهم والمعايدة مع الأهل والأقارب، مقترح وفق بعض المصادر لا تعارضه اللجنة الوطنية ويرجح إقراره في انتظار التوصل إلى اتفاق حول تاريخ تفعيله، وبالنسبة إلى قرار الحجر الصحي الشامل يومي العيد، مازالت المسألة قيد النقاش، هذا وتتجه الحكومة إلى تعديل توقيت حظر الجولان مع التشديد في تطبيق بقية الإجراءات الوقائية لاسيما منع التجمعات في انتظار إعلان اللجنة الوطنية عن قراراتها الرسمية.
الحاجيات من الأوكسجين تضاعفت 7 مرات
مازال الوضع الوبائي خطيرا جدا، عبارات تتكرر كل يوم ومن كل المسؤولين دون استثناء مع تجديد التحذيرات من التراخي والدعوات إلى ضرورة الالتزام بالبرتوكولات الصحية والإجراءات الوقائية، والنتائج المسجلة خلال الأسابيع الأخيرة هي نتيجة للتهاون وتراخي المواطنين، ووفق تصريح إعلامي لوزير الصحة فوزي المهدي أمس فإن الوضع خطير خاصة مع تواصل الضغط على المستشفيات وأسرة الإنعاش، مشيرا إلى أن الحاجيات من الأوكسجين تضاعفت 7 مرات مقارنة بالوقت العادي، كما تم الترفيع في أسرة الإنعاش من 90 سريرا إلى 400 سرير وأسرة الأوكسجين من 450 سرير إلى 2250 سرير، داعيا التونسيين إلى احترام التباعد و»التضحية في سبيل إنقاذ أرواح أقاربهم عبر عدم التنقل والاكتفاء بالمعايدة عن بعد حتى تمر هذه الموجة. وأضاف أن عميلة التلقيح انطلقت ب 25 مركزا وحاليا وصلت إلى 50 مركزا، مؤكدا انه يمكن مضاعفة عدد المراكز إذا تطلب ذلك شرط أن يقبل التونسيون بكثافة على التسجيل في منظومة التلقيح حتى يتم تحديد الحاجيات من المراكز المطلوبة وتقريبها من المسجلين وحتى يتمكن المديرون الجهويون من إحداث فرق متنقلة في المناطق التي فيها عدد ضئيل من المسجلين.
منظومة كوفاكس تأخّرت في توفير اللقاحات
هذا ونفى الوزير وجود «بطء في عملية التلقيح في تونس»، مشددا على أن نسق عملية التلقيح يسير حاليا حسب كميات الجرعات المتوفرة حاليا، مبرزا أن منظومة كوفاكس تأخّرت في توفير اللقاحات المبرمجة ضمن الاتفاقية وانّ كميّة اللقاحات المتوفّرة حاليا متأتية من عقود شراء مباشرة أبرمتها وزارة الصحة مع المخابر الدولية. وذكر أن اللجنة العلمية التي اجتمعت أول أمس قد قدّمت توصياتها العلمية في ما يخصّ الإجراءات التي ينبغي اتخاذها للفترة القادمة بما في ذلك الحجر الصحي أيام العيد وانّ وزارة الصحة أحالتها على أنظار رئاسة الحكومة واللجنة الوطنية لمجابهة كورونا، مؤكدا أن القرار الأخير يبقى من صلاحيات رئيس الحكومة واللجنة الوطنية لمجابهة الوباء. واعتبر الوزير انّه مهما كانت قرارات اللجنة الوطنيّة، ينبغي على المواطنين أن يتحلّوا بالمسؤولية وان يتّخذوا الاحتياطات الواجبة للحفاظ على أنفسهم وعلى أهاليهم خاصة في فترة العيد.
لقاحات إضافية من «سبوتنيك»
وفي ذات السياق، مازالت مساعي الحكومة لتوفير لقاحات إضافية متواصلة، وهو ما تمّ التأكيد عليه خلال اللقاء الذي جمع رئيس الحكومة هشام المشيشي ظهر أمس مع سفير روسيا بتونس سيرغي نيكولاييف الذي كشف عن أن عددا من اللقاحات الإضافية للقاح «سبوتنيك»، ستصل الى تونس في الأيام القادمة إضافة إلى كميات هامة في آخر الشهر الجاري، معربا عن رغبة بلاده في تطوير العلاقات مع تونس في عدّة مجالات سيما المجال التكنولوجي مذكّرا في ذات الإطار بنجاح القمر الاصطناعي»تحدي واحد» الذي صنع بأيادي تونسية وأطلق من المركبة الفضائية الروسية. وأبرز سيرغي نيكولاييف أن اللجنة المشتركة القادمة ستكون فرصة إضافية لدعم علاقات التعاون بين البلدين. كما اعتبر السفير الروسي أن تونس تعدّ وجهة سياحيّة محبّذة للروس وأن القطاع السياحي يمثّل قاطرة للتعاون والتقارب التونسي الروسي، وفق بلاغ صادر أمس عن رئاسة الحكومة.
ويشار إلى أن رئاسة الحكومة كانت قد أعلنت عن أن اللجنة الوطنية لتنسيق ومتابعة برامج مقاومة فيروس كورونا والهيئة الوطنية لمجابهة فيروس كورونا، ستبقيان في حالة انعقاد لتدارس التدابير والإجراءات الضرورية للحد من انتشار الفيروس واتخاذ القرارات اللازمة، وسيتم صباح اليوم انطلاقا من الساعة العاشرة صباحا عقد ندوة صحفية للإعلان عن الإجراءات المتخذة.