من بينها فرض حجر شامل يومي عيد الفطر ومنع التنقل بين المدن بداية من السبت القادم: هل ستأخذ اللجنة الوطنية هذه المرة بمقترحات اللجنة العلمية لمجابهة الكورونا ؟

بدوره رفعها إلى اللجنة الوطنية التي يشرف عليها رئيس الحكومة هشام المشيشي ذلك لاتخاذ القرارات المناسبة خلال فترة عيد الفطر، مقترحات تأمل اللجنة العلمية في أن يتم أخذها بعين الاعتبار لتطويق انتشار الفيروس وإعطاء هدنة للمنظومة الصحية حتى وإن كانت الفترة قصيرة وذلك من أجل إنقاذها من الانهيار، فالوضع الوبائي مازال كارثيا وكل المؤشرات حمراء أمام تصاعد الضغط على أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين.
وقد اقترحت اللجنة العلمية خلال اجتماعها فرض حجر صحي شامل ليومين على الأقل (أول وثاني أيام العيد) مع منع التنقل بين المدن بداية من السبت 8 ماي الجاري فضلا عن منع التجمعات والاحتفالات بجميع أنواعها، مع التشديد على ضرورة تطبيق القانون بصرامة ضد المخالفين، وفق ما أكده عضو اللجنة العلمية أمان الله المسعدي لـ«المغرب»، واصفا الوضع الوبائي في البلاد بـ«الرهيب» في ظلّ تواصل تسارع ارتفاع عدد حالات الإصابات والوفيات، مؤكدا أنه لا يوجد أي تراجع في عدد الإصابات كما تم تداوله ذلك والمسألة تكمن في أن العدد يتقلص في نهاية الأسبوع باعتبار أنها أيام عطلة لكن الأعداد تعاود الارتفاع مع بداية الأسبوع.
ارتفاع الضغط على أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين
وفق أمان الله المسعدي فإن الوضع مازال خطيرا جدا لاسيما على مستوى ارتفاع الضغط على أسرة الإنعاش وأسرة الأكسيجين والذي بلغ أقصاه وسط عدم التمكن من توفير الإحاطة اللازمة لمرضى الكورونا، مشددا على أنه لا يوجد أي تحسن وكل المؤشرات باتت حمراء مع انتهاك المنظومة الصحية وإذا لم يتم خلال فترة عيد الفطر اتخاذ الاحتياطات الضرورية لتفادي تفاقم الوضع وتصاعد الأرقام فإنه من الممكن الوصول إلى كارثة صحية وهو ما أجبر اللجنة العلمية على تقديم مقترحات تتلخص بالأساس في منع التنقل والجولان بين المدن وتفادي مشاهد الازدحام والاكتظاظ في محطات النقل والتي تحصل في مثل هذه المناسبات إلى جانب فرض حجر صحي شامل في اليومين الأولين من عيد الفطر وذلك لمنع تنقل الأشخاص إلى منازل الأقارب للمعايدة في محاولة لكسر حلقات العدوى ولتفادي تحول فرحة العيد إلى مأساة.
هدنة للجميع وخاصة للمنظومة الصحية
وأضاف عضو اللجنة أن الهدف من هذه الاقتراحات كذلك الحدّ من كل التجمعات والاحتفالات، مشيرا إلى أن كل المقترحات رفعت بصفة آلية وحينية إلى وزير الصحة الذي يتولى بحكم الظروف الصحية الاستعجالية الموجودة في البلاد رفعها إلى اللجنة الوطنية التي ينتظر أن تجتمع في الساعات القادمة لاتخاذ القرارات الضرورية والمناسبة حسب اقتراحات اللجنة العلمية، وشدد على أنه من الضروري أن تأخذ اللجنة الوطنية بعين الاعتبار اقتراحات اللجنة العلمية لأن هذا أقل ما يمكن فعله وفي صورة تواصل الوضع على ماهو عليه فإن المنظومة الصحية قد تقترب من الانهيار لاسيما وأن الموارد البشرية من الإطارات الطبية وشبه الطبية بصدد الانهيار البدني والنفسي وظروف وحاجيات المستشفيات من الأوكسجين وصلت إلى حدود خطيرة بمعنى أن كل المؤشرات ومن كل النواحي خطيرة وخطيرة جدا وأمل اللجنة العلمية كبير في أن يقع الأخذ بتوصياتها لإعطاء هدنة للجميع وخاصة للمنظومة الصحية ككل.
نسبة إشغال أسرة الإنعاش بلغت 90 %
بحسب إحصائيات نشرتها وزارة الصحة أمس على صفحتها فإن نسبة إشغال أسرة الأكسيجين بلغت بتاريخ 3 ماي الجاري 70 % و نسبة أسرة الإنعاش 90 % بنفس التاريخ، وأشارت إلى أن العدد الجملي للمرضى المتكفل بهم في المستشفيات خلال نفس اليوم قد بلغ 2792 مريضا منهم 2268 في القطاع العام و524 في القطاع الخاص، منهم 512 من المرضى الذين يقيمون بأقسام العناية المركزة و177 مريضا تحت التنفس الاصطناعي. هذا وشدد وزير الصحة خلال اجتماعه باللجنة العلمية المستقلة في تركيبتها الجديدة أول أمس على ضرورة تحمل المسؤولية في توفير المقترحات المؤسسة باعتماد العلم والعلم وحده لإنارة اللجنة الوطنية لمقاومة الكورونا والشعب التونسي بالمعلومة العلمية الدقيقة حتى لو لم يتم أخذ كل تقديراتهم ومقترحاتهم بعين الاعتبار. وطلب من اللجنة العلميّة أن تتابع سير عملية التلقيح وإستراتيجية تطوير الإمكانيات الإستشفائية وتوزيعها واستشراف مآلات هذه الموجة الثالثة وتقديم المقترحات للإجراءات اللازمة للتسريع في التحكم فيها، مشددا على ضرورة أن تواصل اللجنة عملها باستقلالية وشفافية.