الخلافات على أشدها بين سفيان طوبال وعياض اللومي واستقالة هذا الأخير: هل عاد «الانشقاق» إلى حزب قلب تونس ؟

يبدو أن الخلافات والمشاكل أخذت تعصف بحزب قلب تونس ووصلت إلى حدّ الانشقاقات إذ أدّت الصراعات على المواقع والتمشي السياسي للحزب

والاختلافات في المواقف إلى الانقسام ويتجلى ذلك من خلال استقالة عياض اللومي، ووصلت الاختلافات والصراعات داخل الحزب إلى حدّ تبادل العنف بين القيادات، وخلافات يحرص الحزب على تطويقها ومعالجتها داخليا حتى لا تتطور أكثر وتجنب مزيد الاستقالات كي لا يكون مصيره مصير حركة نداء تونس، وحسب تصريح رئيس كتلته البرلمانية أسامة الخليفي يمرّ الحزب بحالة «مخاض» عميق حول تمشيه السياسي وقد وضع الحزب الخلافات واستقالة عياض اللومي وغيرها من المسائل المحورية على طاولة اجتماع مكتبه السياسي أمس.

أعلن عياض اللومي على صفحته الرسمية على «الفايسبوك» عن استقالته من الحزب والسبب هو سفيان طوبال، وهناك من يتحدث عن معركة بين الطرفين وصلت الى حدّ تبادل العنف ، وقد جاء في تدوينة استقالة اللومي «مبروك سفيان طوبال وكامل الفريق العامل معه على تحقيق الأهداف…انسحب بشرف من حزب أسسته مع صديقي الرئيس الأسير نبيل القروي لرفضي سياسة الأمر الواقع التي يريد أن يفرضها لوبي الفساد داخل الحزب وخارجه…كل التحية لشرفاء في قلب تونس وفي كل الأحزاب…أطيب التمنيات والى اللقاء في فضاء أرحب هو الوطن».

قلب تونس في حالة مخاض سياسي
وفق تصريح الناطق الرسمي باسم حزب قلب تونس الصادق جبنون لـ»المغرب» فإن المكتب السياسي للحزب قد اجتمع يوم أمس للنظر في مجمل الإشكاليات والخلافات القائمة في الحزب بما فيها استقالة عياض اللومي، مشيرا إلى أن الحزب يسعى إلى تجاوز هذه المرحلة، ليشدد على أن الحزب يمر بحالة «مخاض سياسي» منذ التأسيس، فقلب تونس ولد تحت المحن والهرسلة وحرم من حقه في الفوز في الانتخابات التشريعية والرئاسية ومازال يتعرض إلى الهرسلة والضغط وقد بينت كل التسريبات التي خرجت في الفترة الأخيرة ذلك نظرا الى أن حزب قلب تونس حزب محدد ومجدد في الساحة السياسية في الوقت ذاته، وهو ما جعله عرضة لكل هذه الضغوطات والهجمات. وعن الخلافات الحاصلة بين قيادات الحزب وبالتحديد بين سفيان طوبال وعياض اللومي والتي أجبرت الأخير على الانسحاب والاستقالة من الحزب والكتلة، قال جبنون إنه يرفض الخوض في هذه المسائل والتي لها مثل كل الأحزاب مسارات خاصة بها حول السياقات، اذ يتم طرح المسائل داخل هياكل ومؤسسات الحزب وحسب اعتقاده فإن المهم هو تجاوز المرحلة دون الغوص في التفاصيل.

حرب الكل ضد الكل
وفي ما يتعلق برفض استقالة عياض اللومي، أكد أن القرار يعود إلى المكتب السياسي، من جهته أكد رئيس الكتلة البرلمانية أسامة الخليفي في تصريح له على إذاعة «راديو ماد» أن الحزب دخل اليوم في مرحلة تقييم عميق في تمشيه السياسي وفي تحالفاته وسيقوم بناء على ذلك بعديد المراجعات، مشددا على أن هذا التقييم محل نقاش داخل الحزب الذي يخوض مخاضا عميقا في تمشيه السياسي وهو ماساهم في ظهور اختلافات على السطح سيتم تطويقها عاجلا بالحوار وبإعلاء المصلحة الوطنية. وأشار إلى أن الحزب قرّر عدم طرح موضوع استقالة عياض اللومي ، قائلا «مسألة استقالة عياض اللومي موضوع داخلي لا نريد الخوض فيه في الإعلام.. اللومي من المؤسسين وقد توجد اليوم لحظة غضب سيتمّ تطويقها بالحوار من خلال إعلاء المصلحة الوطنية. هذا وحذر الخليفي من حرب الكل ضد الكل داخل الدولة ومن السقف الذي سيسقط في أي لحظة على الجميع مؤكدا أن حزبه لن يقبل بسياسة الوقوف فوق الربوة التي تعتمدها الكثير من الأحزاب اليوم وسيمنع انهيارها.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115