تقارب تونسي مصري حول قضايا المنطقة وتأكيد على تطوير العلاقات: الرئيس سعيد بعد لقائه بنظيره المصري: لن نقبل المساس بالأمن المائي لمصر ولا مجال لتقسيم ليبيا

عقدت أمس قمة ثنائية بقصر الاتحادية بمصر بين رئيس الجمهورية قيس سعيد والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وقد

تناولت العلاقات الثنائية والقضايا المشتركة ، وذلك في اليوم الثاني من الزيارة التي يؤديها سعيد الى مصر وتتواصل حتى يوم غد وهي الأولى له منذ توليه منصبه .ومثلت الزيارة فرصة هامة للبدء بمرحلة جديدة من العلاقات بين البلدين وإعادة التنسيق السياسي وذلك في أعقاب التحولات الكبيرة التي تشهدها المنطقة.
وتمّ خلال المباحثات التأكيد على أهمية مزيد تطوير العلاقات الثنائية من مختلف النواحي السياسية والثقافية والاقتصادية ، كما تم التطرق الى المواضيع الإقليمية والعربية وفي مقدمتها القضية الفلسطينية والملف الليبي وقضية سد النهضة والنزاع المصري الاثيوبي بشأنه .
تحديات مشتركة
وفي مؤتمر صحفي عقد بقصر الاتحادية في القاهرة أكد الرئيسان على التقارب في وجهات النظر في مجمل القضايا وقال الرئيس قيس سعيد: «تحدثنا عن العلاقات الثنائية وجملة من القضايا الدولية»، مؤكدا أن هناك «تقارب وتطابق واتفاق تام» مع مصر في عدد من القضايا.
وأضاف: «المخاطر كبيرة وهناك جهود يجب بذلها للحفاظ على مؤسسات الدول ومرافقها وتماسك المجتمعات». وتابع بالقول: «تشاركنا في هذا الوعي قوى وطنية تستوعب فكرة الدولة والحفاظ على المجتمعات». وتابع: «لابد من استنباط طرق جديدة وأخرى نرتقي بواسطتها إلى ما نصبوا إليه من أحلام»، مضيفا «ما دام الشعب بخير فالأمة كلها بخير».
أزمة سد النهضة
كما أكد الرئيس سعيد على عدم القبول أبدًا بالمساس بالأمن المائي المصري، معربا عن أمله في الوصول الى حلول عادلة .كما أكد رفضه لتقسيم ليبيا ودعا الى تحقيق الأمن والاستقرار في هذا البلد.
من جانبه قال الرئيس السيسي في المؤتمر الصحفي عقب محادثاتهما إنه تناول مع الرئيس سعيد قضية الأمن المائي المصري لكونه جزء من الأمن القومي العربي، والتأكيد على ضرورة الحفاظ على الحقوق المائية لمصر باعتبارها قضية مصيرية».
وأضاف السيسي أن «الرئيس التونسي ثمّن -من جانبه- الجهود التي تبذلها مصر للتوصل إلى اتفاق عادل وشامل بشأن قواعد ملء وتشغيل سدّ النهضة. كذلك تناولنا آفاق العمل المشترك على الساحة الأفريقية وكيفية دعم العمل الأفريقي في ظل الدور الهام الذي تلعبه كل من مصر وتونس في هذا الشأن.»
وأكد على أنه استعرض مع نظيره سعيد، القضايا المطروحة على الساحة العربية، مؤكدين على أهمية دعم العمل العربي المشترك، والحفاظ على الأمن القومي العربي، وحماية وحدة أراضي وسلامة واستقلالية الدول العربية، وتعزيز مفهوم الدولة الوطنية، ورفض كافة محاولات التدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول العربية».
وتابع «تم تأكّيد أهمية تعزيز التعاون في مجال مكافحة الإرهاب بكل أشكاله ومظاهره، ومطالبة المجتمع الدولي بتبني مقاربة شاملة للتصدي لتلك الظاهرة بمختلف أبعادها الأمنية، والاقتصادية والاجتماعية، والتنموية، والفكرية والأيديولوجية، وكذلك من خلال مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية دون استثناء، وتقويض قدرتها على استقطاب أو تجنيد عناصر جديدة، وتجفيف منابع تمويلها، إضافة إلى أهمية مواجهة الفكر المتطرف الذي يشكل تهديدًا على المنطقة وشعوبها».
واستطرد «كما بحثنا سبل الارتقاء بالتعاون الثقافي بين البلدين في مختلف جوانبه، بما يسهم في تعزيز التقارب بين الشعبين الشقيقين، خاصة وأن للثقافة دورا هاما في التصدي لمخاطر التطرف الفكري التي تواجهها دول المنطقة، واتفقنا على إعلان عام 2021 - 2022 عاماً للثقافة المصرية التونسية من خلال تفعيل الأنشطة الثقافية والفنية المشتركة بمختلف مناحيها في كل من مصر وتونس، بما يعكس التاريخ المشترك بين الشعبين والتواصل القائم بينهما».
الملف الليبي
وأوضح السيسي أنه تم التأكيد على أهمية مواصلة الجهود العربية من أجل دعم القضية الفلسطينية كونها القضية المحورية للعالم العربي، وضرورة بذل الجهود لتطبيق مبدأ حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من جوان 1967 ، وعاصمتها القدس الشرقية
وذكر الرئيس المصري «تناولنا أنا والرئيس قيس سعيد تطورات الأزمة الليبية، وأكّدنا ضرورة تفعيل الدور العربي إزاء هذه الأزمة، ورحبنا بما تم التوصل إليه مؤخرًا من تشكيل السلطة التنفيذية في ليبيا، وأكدنا على استعدادنا لتقديم كل أشكال الدعم لها بما يمكنها من أداء دورها في إدارة المرحلة الانتقالية، وعقد الانتخابات في موعدها المقرر نهاية العام الجاري، وإنهاء التدخلات الخارجية وخروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة والمقاتلين والإرهابيين الأجانب من ليبيا بما يضمن استعادتها لاستقرارها الكامل والمنشود ويصون سيادتها ووحدة أراضيها ومقدرات الشعب الليبي الشقيق».
وقال « نثمن الدور الذي تقوم به تونس باعتبارها العضو العربي في مجلس الأمن، وما تبذله من جهود لدعم القضايا العربية ، وإنني أتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا لما فيه المصلحة المشتركة لنا ولأمتنا العربية، وأتمنى لتونس وشعبها الشقيق كل الخير والاستقرار والرفاهية وأجدد مرة أخرى ترحيبي بكم في بلدكم الثاني مصر».
كما أدى رئيس الجمهورية قيس سعيد، زيارة إلى أضرحة الرئيسين الراحلين جمال عبد الناصر وأنور السادات والجندي المجهول أين وضع أكاليل زهور.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115