نداء عاجل من منظمة الأعراف..تهديد بالعصيان المدني وعدم الالتزام بالقرارات: حكومة المشيشي في مواجهة غضب أصحاب القطاعات المتضررة..

لم تمرّ الإجراءات التي أعلنت عنها الحكومة مساء أول أمس لمجابهة الكورونا مرور الكرام، حيث أثارت ردود أفعال منددة ورافضة لها خاصة إجراء

فرض حجر التجول بداية من الساعة السابعة مساء انطلاقا من اليوم 9 أفريل الجاري إلى غاية 30 أفريل بالتزامن مع شهر رمضان وقد وصلت ردود الفعل إلى حدّ التهديد بإعلان العصيان المدني والنزول إلى الشارع للاحتجاج وعدم تطبيق الحظر، في إشارة خاصة إلى أصحاب المقاهي والمطاعم إلى جانب تجار الأسواق الأسبوعية الذين اعتبروا قرارات الحكومة غير مدروسة وستلحق بهم أضرارا فادحة ووجه الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية نداء عاجلا إلى الحكومة لنجدة هذه القطاعات.

بعد إعلان الحكومة عن الإجراءات الجديدة شنت العديد من الحملات المنددة بها على مواقع التواصل الاجتماعي على غرار «لا لحظر الجولان»، «سيب القهاوي والمطاعم» ، «سيب التراويح»، كما تتالت التصريحات من أصحاب القطاعات المتضررة، الذين اعتبروا إجراءات الحكومة بمثابة «حكم الإعدام» ضدهم، لتجد الحكومة نفسها أمام ضغوطات كبيرة بين تهديد المقاهي بالعصيان المدني وتهديد أصحاب المطاعم بفتح محلاتهم في فترات النهار في شهر رمضان وأمام إكراهات الوضع الوبائي والانتشار السريع لفيروس الكورونا وما يسببه من ضغوطات كبيرة على المنظومة الصحية.

خطر يتهدد الآلاف من مواطن الشغل
اعتبر اتحاد الأعراف في بيان أصدره أمس أن قرار حظر الجولان من الساعة السابعة مساء «ستكون له تداعيات مأساوية وقاسية جدا على العديد من القطاعات وخاصة على أصحاب المقاهي والمطاعم والأجراء العاملين بالقطاعين». وشدد في ذات البيان على أن أصحاب المقاهي والمطاعم والأجراء العاملين بالقطاعين، سيحرمون من أي نشاط بعد نحو أكثر من سنة من التوقف الكامل عن العمل أو من النشاط المحدود بسبب القرارات السابقة للحجر الصحي الشامل أو الحجر الصحي الموجه والتي تسببت في إفلاس عديد المهنيين وتهدد البقية بالإفلاس. و إزاء الوضع المأسوي، والخطر الذي يتهدد الآلاف من مواطن الشغل ومن الأرزاق، وجهت منظمة الأعراف أمس نداء عاجلا إلى الحكومة لنجدة هذه القطاعات وخاصة المقاهي والمطاعم من خلال إقرار برنامج مساعدات وتعويضات جدية وسريعة، وكذلك إعفاء أصحاب المقاهي والمطاعم من كل الأعباء الاجتماعية والمالية والجبائية إلى حين تجاوز هذه المحنة التي يمرون بها. ودعت إلى عقد جلسة عمل طارئة في أقرب وقت ممكن بين الحكومة والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية قصد اتخاذ الإجراءات الضرورية وإنقاذ المهنيين من خطر الإفلاس والأجراء من شبح البطالة وتجنيب البلاد تفاقم الأزمة الاجتماعية التي تعيشها في هذه الظروف الصعبة والمعقدة.

إجراءات للقطاعات المتضررة
في المقابل، تعهد رئيس الحكومة هشام المشيشي أمس باتخاذ جملة من القرارات المرافقة للفئات المتضررة بالإضافة الى الإجراءات الوقائية المعلن عنها أول أمس، مشيرا في الوقت ذاته إلى خطورة الوضع الصحي في البلاد، مبينا أن الإجراءات المرافقة ستستهدف الفئات التي تأثرت بتداعيات الجائحة وذلك مع انطلاق شهر رمضان المعظم. ولفت إلى ضرورة الالتزام بتلك الإجراءات الوقائية مبينا أنها ستتواصل طيلة النصف الأول من شهر رمضان مع إمكانية التخفيف فيها خلال النصف الثاني وفق الوضع الصحي، قائلا «إن المحدد الأساسي لسياستنا في التعامل مع جائحة كورونا هي المحافظة على صحة التونسي».

معالجة الأضرار
هذا ودعا حزب حركة مشروع تونس في بيان له الحكومة إلى معالجة الأضرار التي ستلحق بأصحاب المقاهي والمحلات والفنانين وغيرهم، وخاصة في مجال الشيكات دون رصيد ومصاريف الكراء (قضايا استعجالية في الخروج) واليد العاملة والبطالة الإجبارية، بسبب تقديم ساعة حظر الجولان في شهر رمضان. كما دعت الحركة إلى متابعة الشكاية التي تقدّم بها عدد من المواطنين ضد كل من سيكشف عنه البحث في جريمة التأخّر في جلب اللقاحات المضادة لفيروس كوفيد 19. ويذكر أن اللجنة الوطنية لمجابهة الكورونا قد أعلنت في ندوة صحفية مساء أول أمس عن إجراءات جديدة للحد من انتشار فيروس كورونا بناء على المقترحات المقدمة من قبل اللجنة العلمية، مشيرة إلى أنه سيتم العمل بهذه الإجراءات من 09 إلى 30 أفريل الجاري، وتتمثل هذه الإجراءات في التشديد على تطبيق وسائل الحماية الفردية والبروتوكولات الصحية وتشديد الرقابة عليها بكل صرامة ومنع التجمعات الخاصة والعامة وغلق الأسواق الأسبوعية إلى جانب دعوة الولاة إلى إعلان حظر الجولان بداية من الساعة السابعة مساء إلى الساعة الخامسة صباحا إضافة إلى إعطاء الإذن للولاة بناء على تقارير واجتماعات اللجان الجهوية للصحة لغلق المناطق ذات مستوى الاختطار المرتفع وإجبارية الحجر الذاتي لمدة 5 أيام للوافدين من الخارج بعد تقديمهم تحليلا سلبيا قبل السفر والعمل بتوقيت شهر رمضان بالنسبة للإدارات العمومية انطلاقا من 12 أفريل الجاري.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115