هشام المشيشي في المنستير بمناسبة الذكرى الـ65 للاستقلال: رسائل بالجملة ودعوات إلى الابتعاد عن خطاب التفرقة والتخوين

أحيت تونس أمس الذكرى الـ65 للاستقلال وسط أزمة سياسية خانقة وصعوبات اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، أزمة سياسية بلغت الشهرين

تقريبا دون وجود أية مؤشرات أو بوادر للانفراج حتى أن إحياء الذكرى لم يوحّد المؤسسات العليا للدولة وقد اختار كل طرف احياها على طريقته الخاصة على سبيل المثال، فقد اختار رئيس الحكومة هشام المشيشي ولاية المنستير للاحتفال بهذه الذكرى لما تحمله هذه الولاية من معاني ورمزية، اختيار المنستير أراد من خلالها رجل القصبة أن يكون لمسة وفاء وعرفان للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة ورسالة وحدة لكل التونسيين، رسائل عديدة وجهها المشيشي أمس في علاقة بالأزمة السياسية وجدد تأكيده على أن المعارك السياسية لا تعنيه وأن الأولوية القصوى هي الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
وفق بلاغ لرئاسة الحكومة اختار رئيس الحكومة، بهذه المناسبة الوطنية العزيزة على كل التونسيين، أن يحمل عيد الاستقلال الـ65 لمسة وفاء صادقة لروح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة وعرفانا منه بتضحياته الجسام، معيدا إلى الذاكرة بعضا من نضال الحبيب بورقيبة البطولي زمن الاستعمار الفرنسي و» نضاله الأكبر» في سبيل بناء دولة وطنية مدنية ذات سيادة ينعم فيها أبناؤها بكرامة المواطنة وشعور الاعتزاز بالانتماء إلي الوطن والذود عن وحدته، مهما كانت الظروف، وخاصة عندما تكبر فيه الرهانات وتلقي الأزمة بظلالها.

الحكومة تعمل بكل جدية
في الوقت التي تعالت فيه أصوات عدد من المواطنين المساندين لرئيس الجمهورية قيس سعيد خلال الوقفة الاحتجاجية التي نفذوها يوم أمس المطالبة بحلّ البرلمان واستقالة حكومة هشام المشيشي ومحاسبة مختلف الأحزاب السياسية التي تجاوزت القانون، رد المشيشي من ولاية المنستير بأن الحكومة تعمل بكل جدية وبجهد متواصل على تقليص حدة الأزمة وأنها مصغية تمام الإصغاء لمطالب كل فئات المجتمع وغير مستهينة بأي منها، ولكنها إلى جانب ذلك مؤمنة أن نجاحها في بلوغ الأهداف المرسومة مرتبط شديد الارتباط بمدى مساهمة كل الفاعلين والتفافهم حول تحقيقها. وشدد على أن الوضع يستدعي التفاف الجميع حول قضايانا الوطنية الحارقة والانكباب استعجاليا على استشراف الحلول الناجعة وتنفيذها لرفع الرهانات المحدقة بالوطن قبل فوات الأوان.

مؤسسات الدولة انخرطت في التعطيل..
كما ذكّر المشيشي بوقفة الشعب التونسي الأبي والتفافه «يدا واحدة» لنصرة قضية وطنه العادلة بما مكنه من قهر الصعاب وتحقيق النصر، داعيا التونسيين والتونسيات وخاصة منهم الأجيال الشابة، إلى النهج على منوال الآباء والأجداد وان لا يقفوا عند «ماذا أعطاني الوطن» والبحث بصدق عن «ماذا يمكن أن يقدموه هم لهذا الوطن.» هذا وشدد المشيشي في نقطة إعلامية على ضرورة توحّد التونسيين لمجابهة الصعوبات وعلى الابتعاد عن خطاب التفرقة وخطاب التخوين، معربا عن يقينه بان الطبقة السياسية وخاصة مؤسسات الدولة ستتعاون وتنكب على خدمة البلاد، مؤكدا انه من واجب مؤسسات الدولة أن تتعاون مع بعضها داعيا إلى الكف عن التعطيل قائلا: «يزينا من تعطيل بعضنا البعض وحتى مؤسسات الدولة انخرطت في التعطيل..لا بدّ من التوحد لمواجهة الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والتي تعدّ الأولوية القصوى للحكومة وقد انطلقت في تنظيم لقاءات مع الشركاء الاجتماعيين خاصة اتحاد الشغل والاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية..فالحكومة رغم الانتقادات التي تواجهها وحملات السب فهي غير معنية بالمناكفات السياسية وهذه المعارك لن يخرج منها أحد رابحا..».

الأزمة الاقتصادية قبل الأزمة السياسية
المشيشي شدد أيضا على ضرورة أن تكون للتونسيين ثقة في بعضهم البعض وفي مستقبل البلاد، ولهذا السبب اختار ولاية المنستير لما تحمله من معان رمزية ولاسترجاع معاني دولة الاستقلال وخدمة الوطن والوحدة الوطنية واسترجاع نضالات أبناء تونس لبناء مشروع الدولة المدنية، وتعهد بمواصلة درب بناء دولة الاستقلال والدولة المدنية وتجميع التونسيين حول هذا المشروع. وأشار إلى أن المصادقة على التحوير الوزاري من قبل البرلمان يكشف عن مدى الثقة فيها وفي عملها والثقة التي أخذتها ليس من قبل البرلمان وحزامها السياسي بل أيضا ثقة التونسيين ولذلك قررت الحكومة الانكباب على حل الأزمة الاقتصادية والاجتماعية قبل الأزمة السياسية والتي مصيرها الحلحلة، فالحكومة أعدت برنامجا لإعادة دفع الاقتصاد الذي يتطلب مشاركة الجميع لتفعيل هذا البرنامج وتنفيذه مع الشركاء الاقتصاديين.

المشاركة في هذا المقال

من نحن

تسعى "المغرب" أن تكون الجريدة المهنية المرجعية في تونس وذلك باعتمادها على خط تحريري يستبق الحدث ولا يكتفي باللهاث وراءه وباحترام القارئ عبر مصداقية الخبر والتثبت فيه لأنه مقدس في مهنتنا ثم السعي المطرد للإضافة في تحليله وتسليط مختلف الأضواء عليه سياسيا وفكريا وثقافيا ليس لـ "المغرب" أعداء لا داخل الحكم أو خارجه... لكننا ضد كل تهديد للمكاسب الحداثية لتونس وضد كل من يريد طمس شخصيتنا الحضارية

النشرة الإخبارية

إشترك في النشرة الإخبارية

اتصل بنا

 
adresse: نهج الحمايدية الطابق 4-41 تونس 1002
 
 
tel : 71905125
 
 fax: 71905115