بسبب التحوير الوزاري، وبالرغم من التوترات الموجودة والصراعات بين الرئاسات الثلاث والصعوبات الاقتصادية والاجتماعية لم يمنع ذلك من الاحتفال بأهم ذكرى عزيزة على جميع التونسيين، ولئن تنوع البرنامج ستتزامن ذكرى الاستقلال هذه السنة مع إطلاق أول قمر صناعي تونسي «تحدي واحد»، وهو انجاز تونسي 100 % من قبل خبرات وكفاءات محلية لنحو 20 مهندسا تونسيا يعملون في مجمع «تلنات» .
تحتفل تونس اليوم 20 مارس من كل سنة بذكرى الاستقلال، وتنتظم بهذه المناسبة الوطنية مواكب رسمية لرفع العلم الوطني رمز سيادة البلاد واستقلالها، وفق بلاغ لوزارة الدفاع الوطني، وتم اعتماد العلم التونسي رسميا سنة 1831 بقرار من حسين باي الثاني ثم أقرّه دستور سنة 1959 رمزا للسيادة الوطنية وفي 30 جوان 1999 تم تحديد أبعاده وميزاته بوضوح في نص قانوني. هذا وقرر رئيس الجمهورية بالمناسبة تمتيع 1521 سجينا بالعفو الخاص، مما يفضي إلى سراح 389 منهم، فيما يتمتع البقية بالحطّ من مدة العقاب، جاء ذلك لدى استقباله أمس وزيرة العدل بالنيابة حسناء بن سليمان وأعضاء لجنة العفو الخاص، واطلاعه على نتائج أعمال لجنة العفو التي نظرت في ملفات 3054 محكوما عليهم.
متابعة مباشرة لعملية إطلاق القمر الصناعي «تحدي واحد»
تضرب تونس اليوم السبت 20 مارس الجاري المتزامن مع الاحتفال بعيد الاستقلال موعدا مع التاريخ مع إطلاق أول قمر صناعي صنع من قبل فريق من المهندسين التونسيين التابعين لمجمع «تلنات» المتخصص في البرمجيات والأنظمة الالكترونية. وستتولى الصفحة الرسمية لمجمع «تلنات» انطلاقا من الساعة السادسة والربع صباحا بتوقيت تونس ببث مباشر لإطلاق المركبة الفضائية الروسية «سويوز 2 من القاعدة الفضائية « بايكانور » بكازاخستان. هذا وتفتح مدينة العلوم بتونس اليوم بداية من الساعة السادسة ونصف صباحا، أبوابها للعموم لتنظيم برنامج ثري حول علوم الصناعات الفضائية وذلك تزامنا مع إطلاق القمر الصناعي «تحدي واحد» والمختص في مجال «أنترنت الأشياء». ويتضمن البرنامج متابعة مباشرة لعملية إطلاق القمر الصناعي التونسي «تحدي واحد»، فضلا عن تنظيم عديد المداخلات العلمية حول مواضيع تتعلق بالمشروع العربي في مجال الفضاء، وتكنولوجيا الأقمار الصناعية، ومدار الأقمار الصناعية، والبعثات الفضائية إلى كوكب المريخ في 2021، وغيرها.
تصنيع بكفاءات محلية تونسيّة بشكل كامل
سيتم إطلاق القمر الصناعي التونسي بواسطة صاروخ روسي من قاعدة في كازاخستان على الساعة السابعة وسبع دقائق من صباح اليوم، و«تحدي 1 قمر صناعي صغير من نوع الأقمار الصناعيّة المكعبة، وزنه في حدود 3 كيلوغرامات، وتكمن أهمية هذا القمر الصناعي من الناحية الإستراتيجية، حسب تصريح مهندس الفضاء التونسي ومدير مشروع بالمعرض الدولي للطيران والدفاع والفضاء بتونس، أحمد الفاضل لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، في أنه أوّل قمر صناعي تونسي وأوّل قمر صناعي مغاربي وسادس قمر صناعي إفريقي والذّي تم تصنيعه بكفاءات محلية تونسيّة بشكل كامل. ويعد القمر الصناعي مهمّا على مستوى بناء القدرات عبر تكوين المهندسين والطلبة في مجال تكنولوجيا الفضاء، فضلا عن كونه القمر الصناعي الأول في شبكة كاملة للأقمار الصناعية، التّي ستقوم بتصنيعها شركة «تلنات»، التي تعتزم إطلاق 30 قمرا صناعيا نحو الفضاء خلال السنوات القادمة.
تقدر قيمة هذه السوق تقدر ب 418 مليون دولار، وستتجاوز الترليون ونصف الترليون من الدولارات سنة 2025. وسيعود هذا القمر الصناعي وفق تقديرات مهندس الفضاء، بالفائدة على عديد المجالات على غرار الفلاحة والنقل ورفاهية العيش والصناعة وحماية البيئة والحيوانات المهددة بالانقراض، بحسب أحمد الفاضل.
كلمة لرئيس الجمهورية
وقد أعدت الرئاسات الثلاث بدورها برنامجا للاحتفال بذكرى الاستقلال وينتظر أن يتوجه رئيس الجمهورية بكلمة بالمناسبة، أما بالنسبة لرئيس الحكومة هشام المشيشي فإنه اختار ولاية المنستير لإحياء الذكرى، حيث ينتظر أن يؤدي اليوم زيارة إلى الولاية، وسيقوم بتلاوة الفاتحة على روح الزعيم الحبيب بورقيبة في روضة آل بورقيبة و وضع إكليل من الزهور على ضريحه، كما سيلتقي ثلة من المقاومين بمتحف الزعيم الحبيب بورقيبة بقصر المرمر بسقانص المنستير.